الأقباط متحدون - كنت أمينا فى القليل فسأقيمك على الكثير
  • ١٤:٠١
  • الثلاثاء , ١٩ مارس ٢٠١٩
English version

كنت أمينا فى القليل فسأقيمك على الكثير

سامية عياد

مع الكرازة

٣٢: ١٠ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٩ مارس ٢٠١٩

صورة تعبيرية - مثل الوزنات
صورة تعبيرية - مثل الوزنات
كتبت : سامية عياد 
"كنت أمينا فى القليل فسأقيمك على الكثير ادخل الى فرح سيدك" كل إنسان منا وهبه الله وزنات كثيرة ، منها وزنة العقل ، وزنة الضمير ، وزنة الحواس ، وزنة القلب ، وزنة السلطة أو المسئولية ، وعلى كل منا أن يهتم بالوزنة أو الوزنات التى أعطاها الله إياها كى نربح ملكوت السموات ..
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله "الوزنات" حدثنا عن كيفية الاهتمام بالوزنات التى أعطاها الله لكل منا ، وزنة العقل على سبيل المثال ، ينبغى أن نهتم بتقوية ملكات العقل من التفكير والفهم والاستنتاج والذاكرة وغير ذلك لأن هناك أناس لهم عقول ولكنهم لا يستخدمونها ، وتنمية العقل يأتى بالمعرفة والدراسة ، والفهم على أنواع ، هناك مثلا سرعة الفهم يقول البعض (فلان يفهمها وهى طايرة ) أى أن الإنسان يلتقط الأمر اللازم فهمه بسرعة ويستنتجه دون أن يكمل الطرف الأخر الكلام ، فحينما تريد أن تنمى عقلك ، ينبغى أن تنمى فيه التفكير والفهم والاستنتاج ، وتنمى أيضا ذاكرتك بأن تحفظ وتدوام على استخدام المعلومات ، كما ينبغى أن توسع مجال تفكيرك وأن يكون تفكيرك شموليا يشمل كل النواحى، وفى التفكير تنال موهبة التمييز فتميز بين الصح والخطأ وبين اللائق وغير اللائق (فضيلة الإفراز) ، يفكر الإنسان أيضا فى نتائج ما يريد أن يعمله قبل أن يعمله وهذا يتطلب تنقية الفكر من اللا معقول والأوهام ، وإذا أمكنك تنمية مواهبك العقلية حينئذ تتحول الى درجة أعلى وهى سرعة البديهة أى أنك حينما تسأل سؤلا : تجاوب بسرعة إجابة صحيحة وممتازة ، حينما تتاجر فى وزنة العقل وتربح مثل صاحب الخمس وزنات تتعمق فى فهم وصايا الرب والتأمل فى كلامه .
 
وزنة الضمير ، أعطانا الرب ضميرا يجب أن تجعله صالحا بالقراءة فى الكتاب المقدس وفى سير القديسين وينبغى أن تجعل لضميرك سيطرة على شهواتك ورغباتك ، ولا تجعل الضمير يتأثر بالمجاملات وإرضاء الناس ، فالضمير يحكم عليك وعليهم جميعا ، فهو حاكم عادل لكنه يعجز عن تنفيذ أحكام ، وزنة المسئولية، وزنة يعطيها الله لمن هم فى منصب رئاسة أو إدارة ، على شرط أن يستعملها بعدل لخير الناس ، لأن السلطة التى فى يدك أنت مجرد وكيل عليها من الله ، فينبغى أن تستخدمها من أجل راحة الناس وإسعادهم، لذلك فالمتعاملون مع الفقراء يجب أن يكونوا رفقاء ولا يتعبوهم بالفحص والتأجيل "لا تمنع الخير عن أهله حين يكون فى طاقة يدك أن تفعله .." ، الموظف الطيب يجد حلا لكل مشكلة ، والموظف المعقد يجد مشكلة لكل حل ، إن الله الذى أعطاك موهبة الإدارة ، لا يقبل أن يستخدمها فى تعقيد الأمور ، فأجعل الناس يحبونك بأن تحبهم ، وتذكر أنه سيأتى يوم عليك تترك فيه المسئولية ويبقى الخير الذى عملته مع الناس خلال مسئوليتك لن ينساه الناس وستكافأ عنه أمام الله، والمسئولية هنا لا تنطبق على الموظف فقط إنما على الكاهن المسئول عن رعيته والأبوين فى تربية أولادهم والخدام فى نطاق خدمتهم .
 
هب لنا يا الله أن نتاجر بالوزنات التى وهبتها لنا لكى نربح من ورائها الكثير من النعم والبركات ، ومهما كان صغر الوزنة التى نمتلكها اجعلنا نهتم بها ونستخدمها للخير ولا تدع الشيطان يسرقها منا ..