بعد تجدد تظاهرات السترات الصفر .. خبراء يكشفون سبب هدوء الاحتجاجات .. والفرق بين النسيج الفرنسي والألماني .. والمرض الاجتماعي في البلاد
رومانى صبري
الاثنين ٢٥ مارس ٢٠١٩
كتب – روماني صبري
حل كل من بيير قبطي الخبير الاقتصادي ، وطارق وهبي الخبير في الشؤون الفرنسية والأوروبية ، وماجد نعمة مدير تحرير مجلة أفريك أزي ، ضيوفا في إذاعة مونت كارولو الدولية ، للتحدث عن حركة السترات الصفراء في إطار تجدد التظاهرات في فرنسا ، نورد في السطور التالية أهم ما صرح به الضيوف في الحلقة .
تجدد تظاهرات السترات الصفراء
وعرض البرنامج تقريرا ، جاء فيه ، حشد اكبر عددا في تظاهرات السبت التاسع عشر للسترات الصفراء في فرنسا ، 40 ألف و500 متظاهر مقابل 32 آلف السبت الذي سبقه ، عددا اكبر وإنما درجة عنف متراجع بشكل كبير ، معدومة في باريس حيث كان عدد المتظاهرين في حدود آلـ 5000 الآلاف في حين كان العدد السبت السابق نحو 10 آلاف ، والمواجهات كانت في مدن ثلاثة .
وواصل التقرير ، وكان هناك توقيفات لمتظاهرين وأيضا غرامات للمرة الأولى لمتظاهرين أرادوا التظاهر في إحياء منع فيها التظاهر ، حيث بلغت قيمة الغرامة 135 يورو .
السبب في هدوء تظاهرات السترات الصفراء
قال ماجد نعمة - مدير تحرير مجلة أفريك أزي ، ردا على سؤال ما السبب في الهدوء النسبي الذي تشهده تظاهرات السترات الصفراء في فرنسا في سبتهم التاسع عشر ؟ ، أن هناك عدة أسباب ، منها تهديد ماكرون بإدخال الجيش لحفظ الأمن في البلاد .
وأوضح ، رغم هبوط شعبية السترات الصفر مازالت الحركة محافظة على مستوى مذهل من التأييد الشعبي ، مشيرا إلى أن الجيش الفرنسي غير مؤهلا للتعامل مع الاحتجاجات الشعبية .
وكشف نعمة ، أن حركة السترات الصفراء لها مطالب واضحة ، حتى الآن لم تلبي الحكومة الفرنسية إلا جزءا صغيرا منها ، وتابع ، هي ظاهرة عفوية ، غير منظمة ، وحماية المتظاهرين مسؤولية الحكومة ، واضطهاد شباب الحركة قد يحولهم إلى ميلشيات فيما بعد ، وأوضح ، شباب الحركة لا ينتمون إلى نقابات أو مؤسسات .
المرض الاجتماعي في فرنسا
وقال بيير قبطي ، عندما نتكلم عن السترات الصفر فنحن نتحدث عن المرض الاجتماعي في فرنسا ، وعن أهمية التظاهر وموضوع الديمقراطية الحقيقية ، بمعنى أن فئة من المجتمع رأت أن هناك مشكلة واردات أن تقول وتصارح الحاكم بان نظامه يعاني من مشكلة .
واعتقد قبطي أن الحكومة الفرنسية لا تقدم للسترات الصفر ما يطلبونه ، ما جعلهم يجددون تظاهراتهم في البلاد ، مشيرا إلى أن الحكومة الفرنسية تنازلت في خطاب ماكرون الشهير ، وأوقفت الضريبة على الوقود ، وقامت بتحسين الحد الأدنى للأجور ، لكن كل ذلك لم يحقق جميع مطالب حركة السترات الصفراء .
وأوضح ، الشعب الفرنسي يريد من يسمعه ، والقضية في فرنسا هي لقمة العيش ، حيث أن موضوع لقمة العيش له علاقة بالضرائب ، ومشكلة الضرائب أنها مرتبطة بالصناديق المشتركة ، بمعنى تضع مالا هنا لكي تأخذه لتعطي بالمقابل خدمات اجتماعية .
النسيج الفرنسي مختلف
ورأى طارق وهبي الخبير في الشؤون الفرنسية والأوروبية ، أن النسيج الصناعي الألماني يختلف تماما عن النسيج الفرنسي ، مشيرا إلى أن فرنسا لها قطاعات كبيرة في التصنيع والأدوية والأسلحة وصناعة الطائرات ، وكذلك لها مركز مرموق في التجارة الدولية والأوروبية .
مؤكدا أن الاستهلاك في فرنسا اكبر بكثير من الاستهلاك في ألمانيا ، ما يجعل من هذا الأمر مشكلة أساسية في المعادلة المالية الأوروبية ،حيث أن الألمان يحبون الادخار ولا يستهلكون .
وتابع ، وهذا الأمر يخلق عجز أو فائض تجاري لصالح ألمانيا في أوروبا ، حيث خلق مشاكل كثيرة في السابق في الاقتصاد الأوروبي ، هناك بلدان لهم مصروفات كبيرة وبلدان لا يستهلكون بهذا الشكل ، الاستهلاك المحلي في ألمانيا ضئيل بالنسبة لفرنسا ، وهذا يفسر تراجع الفائض الفرنسي .