بقلم: د. فكرى نجيب أسعد
إن استجابة الله للصلوات التى ترفع من أجل تلبية إحتياجاتنا كسقوط مياه الأمطار وحماية العالم من الأزمات والكوارث وأن تحل البركة فى أيامنا ... الخ لا تختصر فقط على صلوات الأبرار فقط بل على الخطاه التائبين أيضاَ . ومن القديسين الذين ساروا فى حياه الخطية وقدموا توبة صادقة واستجاب الله لطلباتهم بالبركة القديس يعقوب التائب.
لقد أخطأ يعقوب وهو شاب ، قبل أن يصبح قديساَ فى خطية الزنا مع فتاه ، وحتى لا ينكشف أمره بظهور الحمل على الفتاه قام على الصبية وقتلها وجرى مسرعاَ وحمل جسدها وطمره فى الرمل . ترك المكان الذى كان به وسكن وسكن مقبرة خربة يبكى وينتحب بدمع غزيرة طالاَ من الله أن غفر خطاياه ويرحمه . بعد سنوات قضاها فى التوبة وطلب لمغفرة على خطاياه ، حدث جوع عظيم فى المدينة التى يقيم فيها . فرأى أسقف تلك المدينة فى رؤيا الليل شخصاَ يقول له : " إن كنت تريد أن تنزل رحمة الله على الأرض ، وتمتلىء الأرض نعمة . أمض إلى رجل يقال له يعقوب يسكن مقبرة خربة . وعندما يطلب هذا من الله تجىء الرحمة ، وهذه علامة له على غفران خطاياه " .
لما استيقظ الأسقف رغب فى مقابلة القديس يعقوب المجاهد ، وخرج لوقته هو وجماعته ثم مضوا إلى ذلك المدفن ، فوجدوا القديس فيه . ولما دخل إليه الأسقف ، أخذ بركته وطلب منه أن يصلى لكلكى تأتى مراحم الله بسقوط المطر . وا أن سمع يعقوب هذا الكلام حتى لطم وهو يبكى ويقول : " ويلي يالأبى ، من هو أنا الخاطىء الزاتى القاتل الحانث !! أبعد الآن عنى ، وأطلب غيري . ثم رفع القديس يعقوب التائب عينيه إلى السماء طالباَ الرحمة من الله ، وأن لا يفحه بين يدي خلقيته ، فأمسك الأب الأسقف به وقال : " من أجل محبة الله ، أرحم هذا العالم ، وأطلب من المسيح ليرحم عبيده " فقال : دعنى ياأبى لأننى ما أقدر ارفع عينى إلى السماء بسبب خطاياي .
بعد حوار طويل ، رفع القدس يعقوب التائب المجاهد عينيه إلى السماء وبسط يديه إلى خالقه طالباَ أن يستيجب لصلاه الأب الأسقف وأن يرحم الأطفال الذين لم يخطئوا ولم يعرفوا خيراَ ولا شراَ . فأقبل الرعد والعواصف ثم أنهمر المطر بغزارة . ظل القديس ملازماَ تلك المقبرة عشر سنوات أخرى وكان الشعب يزوره ، وكانوا يجدونه دائماَ باكياَ مستغيثاَ بالله إلى أن نيح الله نفسه .
فأى الطريقين نختار طريق الخطية حيث العقاب الإلهى والهلاك الأبدى أم التوبة حيث البركات الإلهية . أن الله لا يجذبنا إلى التوبة وأقتناء بركاتها إلا على بناء سعينا واشتياقنا إليها بالحيدان عن الشر وصنع الخير إكراماَ لحريتنا " من يقبل إلي لا أخرجه خارجاَ " ( يو 7 : 36 ) .