عرض/ سامية عياد
"هلم يا شعبى ادخل مخادعك وأغلق أبوابك خلفك اختبىء نحو لحيظة حتى يعبر الغضب" كان القرار الصعب ولكنه ضرورى لإغلاق الكنائس وتوقف كافة الخدمات والأنشطة مؤقتا ، منعا للزدحام والتجمع وطلبا للوقاية والسلامة بدلا من كارثة تبدو ملامحها فى الأفق ..
هكذا حدثنا البابا تواضروس الثانى تحت عنوان "قرار صعب ولكنه ضرورى" موضحا أننا نحتاج الى طلب الرحمة من الله نردد :ارحمنى يا الله" بلجاجة واستمرار لنعبر هذه الأيام فى سلام ، العالم اليوم يعانى من انتشار مخيف لفيروس كورونا عبر قارات العالم بلا توقف يسقط معه آلاف الضحايا ويصاب مئات الآلاف ، ولذا أخذت الحكومات إجراءات غير مسبوقة من غلق المدراس والجامعات وإلغاء كافة الأنشطة والتجمعات السكانية ، وطالبت السكان بالبقاء بالمنازل مع إصدار الحظر فى الخروج الى الشوارع وتوقفت حركة الطيران بين الدول والقارات وأغلقت دور العبادة لقد توقفت الحياة فى ذهول أمام البشرية.
ويأتى السؤال لماذا؟ من منظور روحى مسيحى يجيب قداسته : لقد صار الإنسان عابدا لذاته وليس خالقه وصار يوما بعد يوم يبعد عن الله خالقه باختراعاته واكتشافاته ونظرياته ، وتهاون فى حق خالقه الى أبعد مدى بصور متعددة كالإلحاد والعنف والأنانية والسرعة وما الى ذلك وصار المخلوق بلا خالق ، صار العالم خاليا من الله واهب الحياة!! ، ولكن من كثرة تحنن الله علينا أراد أن يوقظ الإنسان من سباته ، خوفا عليه وحبا فيه فكان هذا الانتشار السريع والمفاجىء لوباء من فيروس صغير للغاية ، هكذا ظهرت حقيقة الإنسان وضعفه ، ما أضعفك أيها الإنسان وكيف انهزمت أمام هذا الفيروس.
هذا الزمن بأحداثه وأخباره المرعبة تدفع الإنسان ليكون صادقا مع نفسه وينقى قلبه فى مخدعه نحن فى زمن التوبة لكل إنسان من القلب ومن الأعماق توبة حقيقية ويرفع القلب بصلوات ودموع وقرعات الصدر ويفيق الإنسان من غفوته وحياته الشكلية : ".. استيقظ أيها النائم ، وقم من الأموات فيضىء لك المسيح ، فانظروا كيف تسلكون بالتدقيق ، لا كجهلاء بل كحكماء ، مقتدين الوقت لأن الأيام شريرة" .