عرض/ سامية عياد
تبرير الأفعال وتقديم الأعذار أمر يلجأ إليه كثير من الناس حتى لا يلاموا على تقصيرهم أمام الله و أمام فعل الخير والخدمة ويغطون به الكثير من خطاياهم ظنا منهم أن الله يقبل هذا "أنت بلا عذر أيها الإنسان"...
المتنيح البابا شنودة الثالث فى كلمة منفعة عن "الأعذار" وضح لنا أن التبرير وتقديم العذر عرفه الإنسان منذ آدم وحواء ، إذ قدمت حواء عذر أن الحية قد أغرتها وكان يمكن لها ألا تطيع الحية ، كما قدم آدم عذرا أن حواء هى التى أعطته ليأكل وكان بإمكانه ألا يسمع كلامها ، فالعذر غير مقبول أمام الله ، كثيرون يقصرون فى حياتهم الروحية ويقدمون أعذار لهذا ، فمن يعتذر عن عدم الصلاة بحجة عدم وجود الوقت الكافى بينما يضيعون أوقاتا للتسليات والمقابلات ، من لا يقدم عشور بحجة أنه ليس معه المال الكافى فى حين أن الأرملة التى دفعت من أعوزها الفلسين لم تقدم عذر.
الكتاب المقدس به العديد من الشخصيات التى فعلت كل ما أمرها به الرب دون عذر ، دواد حارب جليات رغم إمكانياته الضئيلة كانت أمامه أعذرا كثيرة يمكنه أن يقدمها لو أنه لم يشأ مقاتلة جليات فقد كان صغير السن ، لم يكن جنديا وكان جليات جبارا ليس من السهل أن يصارعه أحد لكن دواد بغيرة متقدة وقوة إيمانه حاربه وانتصر عليه ، دانيال لم يخف من جب الأسود والثلاثة فتية من أتون النار ، أبونا إبراهيم أطاع أمر الرب ولم يتردد أو يقدم عذرا فى أن يقدم ابنه الوحيد محرقة للرب ، وغيرها من الأمثلة الكثيرة .
إن الذى ينتصر على العقبات فلا يعتذر بها ، إنما يدل على صدق نيته من الداخل ، فلا تعتمد على التبريرات أيها الإنسان لأن العذر غير مقبول أمام الله ، وهى دليل صعف النية فى السير فى طريق الله ..