الأقباط متحدون - جماعة مازنجر
أخر تحديث ١٨:١٧ | الثلاثاء ٣ ابريل ٢٠١٢ | ٢٥ برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

جماعة " مازنجر"


بقلم : جوزيف شفيق

أداء جماعة الإخوان المسلمين خلال ما يزيد عن عام منذ 25 يناير 2011 لا يهدم فقط شعارهم الأثير " مشاركه لا مغالبه " بل هو أشبه بأداء من يعتقد أن لديه قوه خارقه و هى قوه غير حقيقية فيتحول أداء الجماعه إلى أداء كارتونى أشبه بمازنجر و سوبر مان فتصبح جماعة الإخوان المسلمين مثاراً للضحك و السخريه .

و لقد سبق و حذرت فى مقال سابق من الإستمرار فى الطريق الذى تسلكه الجماعه .. راجع مقال "دعوه لتصحيح مسار الإخوان المسلمين "

الإخوان يقلدون أداء " مازنجر " بكل براعه فهم يقاتلون فى كل الاتجاهات فى آن واحد و يستخدمون أشياء غير معقوله مثل  " القبضتين المدمرتين " و " الصواريخ " و " الأشعه البنفسجيه " ثم " العاصفه "

معركة الإمارات العربيه المتحده :

بدأت القصه بتصريحات سياسيه للشيخ القرضاوى ندد فيها بقرار دولة الامارات بطرد بعض العائلات السوريه التى تظاهرت ضد بشار فتعهد الفريق ضاحى خلفان قائد شرطة دبى بإعتقال القرضاوى إذا إنتقد الإمارات و حكامها مرة أخرى و حذر من خطر جماعة الاخوان المسلمين على الدول الخليجيه .. هذا الموضوع حتى هذه النقطه لا يؤثر على مصر الدوله و يبدو أن جماعة الاخوان المسلمين لا تدرك هذا الفارق بين كونها جماعه دعويه – و هى التى ارتضت هذا الدور بعد الثوره – و بين أن تلعب دور سياسى قد يؤثر على مصر و على نصف مليون مصرى يقيمون فى الامارات فإنتفضت و صرح الدكتور محمود غزلان المتحدث باسم جماعة الاخوان المسلمين فى مصر بتصريحات تمس السياده الاماراتيه فقال ان العالم الاسلامى بأسره سيقف ضد الامارات اذا اعتقلت الشيخ القرضاوى و بناء عليه و على أساس أن جماعة الاخوان المسلمين فى مصر ليست جماعه دعويه بل هى لاعب رئيسى فى السياسه المصريه و لها أغلبيه برلمانيه طلب وزير الدوله للشئون الخارجيه الاماراتى من وزير الخارجيه المصرى ايضاحات لتصريحات غزلان ثم استمرت حرب التصريحات بين الجماعه و الامارات و ما يلفت النظر هو تصريح الامين العام لدول مجلس التعاون الخليجى و مما قاله " ما يمس الامارات العربية المتحدة يمس دول مجلس التعاون جميعاً " فهل الجماعه أو مصر التى لم تستطيع إتخاذ موقف حاد ضد دول الخليج عندما تدخلت فى محاكمة مبارك ثم فى بعثة الحج المصريه فى السعوديه من أجل مصالحنا المشتركه مع دول الخليج و حتى الآن أحد معوقات إقامة علاقات قويه مع إيران هو مصالحنا المشتركه مع دول الخليج .. فهل كل هذه المصالح سقطت فجأه عندما دافعوا عن سيادة وطنهم ضد تصريحات شيخ الجماعه ؟ هل مصر تتحمل عبء الدفاع عن شيخ الاخوان ؟ أم هل الاخوان يظنون أنهم يملكون قوه خارقه و قادرين على معاداة دول الخليج التى لو اتخذت موقف حاد تجاه مصر سنكون فى أزمه إقتصاديه و إنسانيه فوق قدراتنا و قدرات جماعة مازنجر

معركة القوى السياسيه المدنيه :

تم تهميش و إقصاء القوى السياسيه المدنيه من تشكيل لجان مجلس الشعب ثم تم إقصاء القوى المدنيه من تشكيل اللجنه التأسيسيه للدستور فانسحب الكثيرين من التيار المدنى اعتراضاً على هذا التهميش و على نهج المغالبه الاخوانى و يقول الإخوان أن المهم هو مضمون الدستور و أنه لا أختلاف على جوهر الدستور .. فإن كان كلام الإخوان صحيح فلماذا قاموا بتهميش الآخرين و عدم إشراكهم فى كتابة الدستور ؟ أليس من الأجدى إشراك التيار المدنى طالما أن الدستور متفق عليه أم أنكم تتحدثون عن دستور يوحى لكم خيالكم فقط أنه لا إختلاف عليه

أما عن القوى الثوريه فلا يخفى على أحد موقف الإخوان من أحداث محمد محمود ثم مجلس الوزراء و بلاغهم فى بعض رموز الإشتراكيين الثوريين ... الخ

معركة المجلس العسكرى :

لم يكتفى الإخوان بإستعداء دول الخليج و القوى السياسيه المدنيه و قبلاً منهم القوى الثوريه فقاموا أيضاً بإغضاب المجلس العسكرى

بعد حصول الإخوان على الأغلبيه فى مجلسى الشعب و الشورى طمعوا فى رئاسة الوزراء و رفض العسكرى أن يمنحهم أحد أهم أطراف السلطه التنفيذيه فقاموا بإفتعال معركه بين البرلمان و مجلس الوزراء و لو كان الاخوان هدفهم هو مصر و ليس الوصول لمقعد رئاسة الوزراء لطالبوا بإقالة وزير الداخليه بعد أحداث بورسعيد و هو ما لم يحدث أو أدانوا المجلس العسكرى بعد تهريب الأمريكيين المتهمين فى قضية منظمات المجتمع المدنى و لكن لأن هدفهم هو السلطه و السلطه فقط فأداروا المعركه لكى تصبح معركه بين البرلمان و مقعد رئاسة الوزراء بل إنهم إشترطوا أنه فى حالة تغيير حكومة الجنزورى لابد أن تأتى بعدها حكومه إخوانيه على الرغم أن هذا ليس ملزماً للمجلس العسكرى

 و بعد رفض المجلس العسكرى منحهم رئاسة الوزراء قاموا بترشيح " خيرت الشاطر " لرئاسة الجمهوريه .. فهل من لم يمنحهم رئاسة الوزراء سوف يمنحهم رئاسة الجمهوريه بعد أن قاموا بتحصين قراراته فى إنتخابات الرئاسة بعدم الطعن فيها ؟؟

كل هذه المعارك التى خاضتها جماعة الإخوان المسلمين خلال ما يقارب العام و النصف توحى لأى متابع للشأن المصرى بأن الجماعه شعارها الحقيقى هو " مغالبه لا مشاركه " و أنها فى الحقيقه ليست جماعة الإخوان المسلمين بل جماعة مازنجر الذى يمتلك القدرات الخارقه و هو فى حقيقة الأمر رسوم متحركه لإضحاك الأطفال
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع