الأقباط متحدون - المفاضلة بين السرطان والسكتة الدماغية ( فى ترشح عمر سليمان )
أخر تحديث ٠٥:٢٠ | الاربعاء ١١ ابريل ٢٠١٢ | ٣برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٢٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

المفاضلة بين السرطان والسكتة الدماغية ( فى ترشح عمر سليمان )


بقلم : مجدي جورج


اثار قرار ترشح اللواء عمر سليمان للرئاسة الكثير من ردود الفعل بعضها مستنكر والاخر مرحب . فردود الأفعال الرافضة لترشح سليمان جاءت من التيار الاسلامى الذى ظن ان الثمرة قد دنت له وحان وقت قطافها وترشح  سليمان سيدمر خططه  للسيطرة علي مصر. واعترض ايضا  بشدة على هذا الامر النخبة والأحزاب الجديدة  وشباب الثورة الذين شعروا بان احتمال فوز عمر سليمان بالمنصب سيكون بمثابة وأد للثورة وقضاء عليها قضاء تاما وإعادة لإنتاج النظام السابق.


بينما يقف على رأس القوي المرحبة لترشح سليمان المواطن العادي الذي أنهكته الأزمات المتتالية التي ألمت به من غياب للامن والأمان. ناهيك عن أزمات البنزين والخبز والمياه الي الاعتصامات الفئوية الي قطع الطرق واختطاف البشر كرهائن من اجل المال ، كل هذا جعل المواطن العادي والمتضررين والخائفين علي أعمالهم كالعاملين بالسياحة ورجال الاعمال  وغيرهم يرحبون بترشح اللواء عمر سليمان  .


بالنسبة لي  فانا لا استسيغ  ان يتبوأ منصب الرئيس اي شخص كانت له علاقة ما بالنظام السابق فكلهم شاركوا علي اختلاف مناصبهم في الفساد الذي كان سائد وكلهم شاركوا فى  الجرائم التي ارتكبت ضد الاقباط وأظن أن أكثرهم معرفة بحجم هذه الجرائم هو عمر سليمان بحكم منصبه السابق  هذا من ناحية  ولكنني من الناحية الأخرى ارفض وبكل شدة اي مرشح عن التيار الديني  فكلهم أجندتهم واحدة وهي تطبيق الشريعة التي تصنف الناس درجات علي حسب انتمائهم الديني .
ومن ناحية ثالثة فان المرشح الذي كنت أفضل ان أدلي له  بصوتي له وهو د. البرادعي ولكنه  غاب عن السباق للأسف . لم يتبقي اذا  الا المستشار هشام البسطويسي وأبو العز الحريري وحمدين صباحي وخالد على  ولكن هؤلاء  فرصتهم ضعيفة والرهان علي واحد منهم بمثابة رهان علي جواد خاسر. 


فما هو الحل إذا  ؟
 هل نصوت للفلول الفاسدين ؟
ام نصوت للإسلاميين الاقصائيين ؟
 ام نراهن علي الجياد الخاسرة ؟


 وهل يمكن ان يكون الامتناع عن التصويت ( كوسيلة من وسائل الاعتراض علي كل ماهو متاح )  وضياع أصواتنا هباء حل من الحلول  ؟
بالنسبة للأقباط ولعموم الشعب فانه لا يوجد للأسف  الا حل من حلين فقد جاءت لحظة الحقيقة وعلينا الاختيار فليس هناك مجال للرهان على الجياد الخاسرة لأنه سيفتت الأصوات لصالح الاقصائيين . كما انه من الرفاهية الامتناع عن التصويت كوسيلة للاعتراض علي كل ماهو متاح ، فهذه الرفاهية التي تمارسها بعض الشعوب في الدول الراسخة في الديمقراطية لا نملكها نحن الان ، ولذا علينا ان نختار بين الفلول وممثلهم عمر سليمان او موسي او شفيق  وبين الإسلاميين وممثلهم الشاطر او مرسي او ابو الفتوح .
للاسف علينا الاختيار  بين من شاركوا في الفساد والاستبداد وبين المتاجرين بالدين .


ولكن قبل الاختيار بين التيارين علينا ملاحظة الآتي :


اولا اننا رغم فساد وتجبر الحاكم السابق فإننا قد نجحنا في التخلص منه ولذا لن تكون هناك اي صعوبة  بالتخلص من اي من رموزه لو حاد عن الصواب .
ثانيا كل التجارب التي حولنا في السودان او الصومال او أفغانستان وإيران لم ينجح أهلها في التخلص من حكامها المتجبرين باسم الدين فحكامها علي أتم استعداد لفعل اي شي حتي تقسيم البلاد مع عدم التنازل عن السلطة (ولكم في السودان والصومال عبرة ).


ثالثا وكما يقال في المثل البلدي ان العينة بينة , فما رأيناه عند استبعاد احد مرشحى التيار الاسلامى وهو أبو إسماعيل ( مع بقاء أربعة اخرين الشاطر ومرسي وابو الفتوح والاشعل )  فقد هدد هو ومناصريه  بحرق الأخضر واليابس ،  فما بالكم لو كان ابو إسماعيل هو المرشح الإسلامي الوحيد في هذه الانتخابات ولم تنطبق عليه الشروط وتم استبعاده ؟


 وماذا يمكن ان نتخيل لو كان ابو إسماعيل او اي من هؤلاء الخمسة هو الرئيس وقامت ثورة لخلعه ؟  فهذه حالة يمكن ان تحرق فيها  البلاد حيث سيتم شحن البسطاء باسم الدين للدفاع عن الدين الذي يمثله هذا الرئيس ( ولكم في ايران أسوة يا أولى الألباب ) .


أخيرا أنا اعلم ان كلا الخياران مر وأننا إن كنا سنختار اي من رموز النظام السابق فهو اختيار كالعلقم ولكن عندما لا تكون هناك خيارات الا السرطان او السكتة الدماغية . فإننا  ربما نختار السرطان لانه ربما نستطيع التعايش معه لفترة على امل  الشفاء منه بعد حين   بفعل تقدم الطب ولكن مع السكتة الدماغية  فلا امل ولا رجاء ولا وسيلة للعلاج .
 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع