الأقباط متحدون | المجلسان الأعلى والأغلى
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٣:٣٥ | الأحد ٢٢ ابريل ٢٠١٢ | ١٤برموده ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧٣٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

المجلسان الأعلى والأغلى

الأحد ٢٢ ابريل ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم- مينا ملاك عازر

عاشت "مصر" في الفترة الأولى من الفترة الانتقالية تحت حكم المجلس الأعلى، وفي هذه الفترة كان المجلس الأعلى يعيش برضا المرشد عليه، فكان لو طلب نجمة من السماء يجيبها له، الانتخابات أولاً يقول آمين، ما تعملش قانون عزل حاضر، طلَّع قانون لتشكيل الأحزاب يتيح تشكيلها على مرجعية دينية أأمر، كل أحلام المرشد وحاشيته أوامر، المهم رضاك علينا، إلى أن انتقلت البلاد من حالة الحكم بواسطة المجلس الأعلى لمسألة الحكم بالمجلس الأغلى، والمجلس الأغلى هو مجلس الشعب الذي دفع من به دم قلبهم ودم قلب مريديهم ومموليهم حتى يصلوا لكراسيه، وإلى أن جلسوا وجدوا نفسهم ماسكين الهوا بإيديهم وبياكلوا البالوظة، إذ أنهم وجدوا أنفسهم قد دفعوا مالاً في خيط دخان، وانضحك عليهم، فصار المجلس الأغلى في مصروفاته خاصةً لما تقارنه بالعائد عليهم، تلاقيهم لا قادرين يسحبوا الثقة من الحكومة، ولا قادرين يستجوبوا وزير، والوزراء بتزعق لهم ومستهيفاهم، ولا قادرين يسنوا القوانين، ولا قادرين يعملوا أي حاجة غير لما المجلس الأعلى يوافق، يخرجوا قانون مباشرة الحقوق السياسية لمنع الفلول ويحيلوه للمجلس الأعلى فيطنشهم ويوديه في حتة غريبة، وهي المحكمة الدستورية العليا لكي يخليهم يلفوا حولين نفسهم ويضيع الوقت.

 وتبقى "مصر" محتارة بين المجلس الأعلى والمجلس الأغلى الذي ظن أنه سحب الشرعية من الميدان ونقلها للبرلمان، ولما غلب حماره بعد أن رفص الميدان عاد له مذلولاً مكسور الوجدان في جمعتين الأولى وقف منفردًا فيها الإسلاميون والثانية نزلوا ليتداروا في التيارات التي قامت بالثورة فعلاً في وقت كانوا هم يجسون النبض ثم يتفاوضون مع من وضعوا لأجله قانون مباشرة الحقوق السياسية لعزله- اللواء عمر سليمان- ما هما أصلهم بيقدّروا من قدّرهم وعمل لهم حس، والدور جاي على المشير، جاي لا محالة، ما تستعجلشي يا مشير، هما بدأوا باللواء ورايحين على الفريق وبالترتيب التصاعدي للرتب جايين عليك، بس لما تسيب الحكم حاتشوف الوش الأقبح لمن وصلتهم لسدة الحكم، وبيتهيأ لي حضرتك شايف البداية منهم في الكام جمعة إللي اختلفتم فيها، جمعتي قندهار والجمعتين الأخيرتين.
 
أرجوك، حضرتك ما تقوليش الليبراليين والمتفتحين بيهاجموا المشير من قبل الإسلاميين، لأني سأقول لك الليبراليين ما قعدوش كلوا عيش وملح معاه ثم رفعوا الكرسي عليه، وما أخدوش منه كل حاجة ولما اختلفوا طعنوه في ضهره، بل بالعكس كان الليبراليون عداؤهم له صريحًا من الأول، طبعًا عداؤهم لم يكن لشخصه وإنما لتصرفاته الثورية المضادة والتي تصب في مصلحة الإسلاميين ولمصلحة تشتيت الثوار ولتفتيت الصف.

 وعلى أي حال، "مصر" اليوم لا تثق في توحد صفوف الثوريين مع الإسلاميين، وإن كان في الثوار عقل لما وثقوا بهم، فكم من مرة حاولنا نجمع الشمل لكن كانوا يبدون مصلحتهم على مصلحة الوطن. واليوم حين وجدوا مصلحتهم معنا يقولون معاكم!! لأ أمامهم شروط ليتأكد الكل من صدق نواياههم، سحب احتياطيهم الإستراتيجي السيد الدكتور "مرسي" من سباق الرئاسة، وسحب "العوا" و"عبد المنعم أبو الفتوح" وكل من له ميول إسلامية، ثم تمثيل أنفسهم في لجنة صياغة الدستور بفرد أو فردين على أقصى تقدير مثلهم في ذلك مثل أي تيار ليبرالي أو اشتراكي أو رأس مالي بدون مغالاة أو مغالبة ولا أي حاجة، زيهم زي غيرهم. إلى أن يعملوا ده فلهم المجلس الأغلى وعليهم المجلس الأعلى، ولنا مصر، وعلينا المجلسين الأعلى والأغلى نقاومهم إلى أن يندحروا ويروحوا مع م"بارك" في ما وراء التاريخ.

المختصر المفيد، باعوا الثورة للمجلس الأعلى، والآن يريدون شراءها من الميدان، من فرَّط في الثورة لا يستحق التمحك بها "الشرعية في الميدان مش في البرلمان يا رب تكونوا فهمتم".
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :