الأقباط متحدون - هذا رائع جداً ....... ولكن؟؟؟
أخر تحديث ١١:٤٧ | السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٢ | ٢٣ بؤونة ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٠٧ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هذا رائع جداً ....... ولكن؟؟؟

بقلم: حنان بديع ساويرس
مرت الأيام الماضية قبل إعلان نتيجة الإنتخابات الرئاسية ثقيلة وكأنها دَهراٍ ولا سيما يوم الأحد الماضى والذى تم فيه إعلان النتيجة بالفعل ، وكان الوقت يمر أكثر ثقلاً كلما قرب موعد إعلانها ولا سيما فى الساعات القليلة قبل إعلانها رسمياً وخاصةّ عندما تم تأخير إعلانها أكثر من ساعة عن الوقت المُحدد لها ، مما زادت معه حِدة التوتر والقلق الذى إنتاب جميع فئات وأطياف الشعب المصرى سواء مؤيدوا الفريق شفيق أومؤيدوا د. مرسى وبين لحظات عصيبة تسير بسُرعة السُلحفاء ولاسيما عند تلاوة المُقدمة المُطولة التى بدأ المُستشار فاروق سلطان "رئيس اللجنة العليا للإنتخابات الرئاسية" بقراءتها وهو لا يدرك أن الجميع ينتظر إعلانه للنتيجة على أحر من الجمر إلا وقضى ما قضى من وقت لا أدرك كيف مر علينا وبعد ذلك تم إعلان  د. مرسى رئيساً للجمهورية ، ففرح من فرح وصُدم من صُدم ولكن فى النهاية أصبحنا جميعاً أمام أمر واقع لذلك ليس أمامنا كمصريين سواء مؤيدين أو مُعارضين سوى أن ننظر للأمام ولا ننظر للخلف ونُركز جهودنا جميعاً لما هو قادم لصالح مصر والكتاب يقول ما يزرعه الإنسان أياه يَحصُد" فإذا زرعنا ورود فعاجلاً أو أجلاً ستنمو وتتفتح ونشتم رحيقها ونستمتع بجمالها ونقتطف من ثمارها ولكن لو زرعنا أشواك فبالطبع سندفع ثمن ذلك أيضاً من وقتنا وأعصابنا ودماءنا ،
 
لذا علينا التروى قبل الإقدام على أى خطوة ، وبعد أن أنتهينا من مرحلة ردود الأفعال المُغايرة والمُتضاربة بعد إعلان النتيجة بين مؤيد ومُعارض وبين مُشكك ومُؤكد لها ، إلا وبدأ الجميع ولا سيما بعض التيارات الإسلامية مثل المُتحدث عن الجماعة الإسلامية طارق الزمر وبعض أعضاء من جماعة الإخوان المُسلمين وبعض الإعلاميين يطلبون من الرئيس المُنتخب أن يُطمئن مؤيدوا الفريق أحمد شفيق ويُطمئن الأقباط وبدأ الرئيس بالفعل يُعلن حُسن نواياه وطَمئن الجميع ، رغم قوله فى أول حديث له بعد إعلان فوزه ومع أول خطاب له قائلاً " إلى أهلى وعشيرتى" مما أثارالجدل بين المصريين ، ولا أعلم بالطبع نواياه ، وإن كان يقصد بالأهل والعشيرة هم الشعب المصرى أجمع ، أم من صوتوا له فقط ، أم جماعة الإخوان المُسلمين ، فلا أعرف بالضبط ما المَقصِد من هذا القول ، ولكن الأيام  بما تحمله من أحداث ستوضح لنا المَغزى من هذه الجملة ، وغداً لناظره قريب ،
 
عموماً فأن الظاهر من كلامه قد يكون مُطمئناً فلا نملك فى الوقت الراهن سوى التصديق ، ولا سيما وعوده تجاه الأقباط والذى أوصاه الكثيرين عليهم إلى أن صرح د.مرسى رداً عليهم قائلاً أنه يخجل عندما يوصيه أحد بالأقباط لأنهم بالفعل مواطنون مصريون ولا يحتاج أن يوصيه عليهم أحد ، وهذا بالطبع كلام رائع وجميل لو تم ترجمته على أرض الواقع ، ولم  يمر وقتاً قليلاً إلا وقد سمعنا من هنا وهناك أن الرئيس يبحث عن شخص قبطى يَصلُح أن يتقلد منصب نائب الرئيس وهذا أيضاً شئ رائع جداً ، ولكن ....... ؟؟؟
- ولكن ، هل سيكون نائب الرئيس له دور إيجابى ، أم سيكون قطعة ديكور ودوره تشريفى فقط من أجل المظهر العام ؟؟
 
فكما قلت سابقاً أنه من الرائع جداً أن يُصبح هناك نائباً للرئيس "مسيحياً" فهذه سابقة فريدة من نوعها ولا سيما أن من يقرر هذا القرار هو "رئيساً" ينتمى لجماعة الإخوان المُسلمين بل كان رئيساً لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لتلك الجماعة أى ذو خلفية " إخونية" أصيلة ، ولكن أريد أن أوضح أنه لا يُسعدنى كثيراً إن كان سيتم تعيين نائب قبطى من عدمه ، لكن ربما ما يُسعدنى فى هذا القرار هو مُحاولة إثبات حُسن النوايا فى مُشاركة جميع الطوائف والفصائل فى الفريق الرئاسى بعد الثورة وليس هذا معناه " أى تعيين نائب قبطى" أن هذا إختيار طائفى كما روج البعض فأنا لستُ مع هذا الرأى وهذا لأن الأقباط عاشوا عقود طويلة بدون أن يُسمح لهم بالمُشاركة فى الحياة السياسية بعد أن تم تهميشهم وتجاهلهم وإقصاءهم وقد آن الآوان ولاسيما بعد الثورة  أن يُشاركوا فى بناء وطنهم من جديد فهم جزء أصيل لا يتجزأ من شعب مصر ، والفيصل هنا هو إختيار النائب القبطى ذو كفاءة عالية لخدمة مصر كلها وليست لخدمة أقباطها فقط ، فإن أختيار "قبطياً" كنائب للرئيس ليس معناه أنه سَيَخدم الأقباط فقط  "كلا" بل سَيخدم جميع المصريين سواء .
 
-   ولكن ، نريد أن يكون له دور حيوى وإيجابى وفعال فى تشكيل مُستقبل مصر ، فلا يكون مُجرد " كمالة عدد" كما كان يحدث من قبل فى النظام السابق عندما كان النظام يضع إمرأة مسيحية فى وزارة البيئة ليضرب عصفورين بحجر واحد وهذا بإستثناء يوسف بطرس غالى"  وأقول " بإستثناء غالى " وليست بإستثناء "وزارة المالية" فأقول هذا عن قصد لأن النظام السابق أختار غالى كشخص بعينه لوزارة المالية وليس لأنه مسيحياً لأن وزارة المالية لم تقتصر قبل غالى على الأقباط فقط ، لكن ربما لأنه الشخص الأقرب أو الأصلح من وجهة نظر النظام السابق ويرون فيه تحقيق أهدافهم ، وعندما أراد النظام السابق التجديد وضع رجل بدل إمرأة لنفس الوزارة "البيئة" وهى وزارة مُهمشة ولا أدرى لماذا البيئة بالذات ، رغم أن هناك وزارت مُهمشة كثيرة بخلاف وزارة البيئة لو كانت نية النظام السابق فقط هو إعطاء الأقباط وزارة مُهمشة ، فربما كان لهم هدف آخر بخلاف التهميش الا وهو أن يقولوا الوزير البيئة القبطى راح ، الوزير البيئة القبطى جه!!!!!!!!!!
 
- ولكن ، ماذا عن الوزرات التى بدأ التقسيم لها مُبكراً فبدأنا نسمع أن حزب الحرية والعدالة بدأ يطرح أسماء للتعيين فى وزارات بعينها ، وأن حزب النور السلفى أختار أحد أعضاؤه كمُرشح كوزير للتربية والتعليم وهذا شئ لابد أن نقف عنده بُرهة ونضع تحته مليون خط ، فكيف حسب تصريحات الرئيس الجديد د. مرسى بأنه مُرشح الثورة وأنه الرئيس المدنى لمصر ونسمع أن ثمة إحتمالية قد تحدث بأن يتولى وزارة التربية والتعليم أو التعليم العالى  وزراء ذوى خلفيات دينية ومتشددة فى ذات الوقت فمعروف التشدد الدينى لحزب النور السلفى، فكيف تكون المناهج التعليمية فى حالة تنصيب وزير سلفى لوزارات التعليم بشتى أنواعها  فأمس كانت شكوى الأقباط من خلط المناهج التعليمية بالدين وتحفيظها للطلبة والطالبات المسيحيين فبدلاً من تعديل المناهج  نرى العكس ، فما المقصود من طرح أحد أسماء أعضاء  حزب النور السلفى ليتولى وزارة التعليم فهل ستتحول المناهج التعليمية لدين إسلامى بحت أم لماذا التركيز على الوزارات التعليمية ، فما الغرض من الإستحواذ عليها ؟؟ فكفانا خلط الدين بالسياسة وبالتعليم وبكل مناحى الحياة وهذا ما يتعارض مع الدولة المدنية التى تم الإعلان عنها من قِبل الرئيس الجديد المُنتخب ، فبدلاً من أن تقتصر الآيات الدينية والسور والأحاديث القرآنية على مادة الدين وهذا لتعدد الديانات بمصر إلا ونجد محاولة السلفيين الإستحواذ على الوزارت التعليمية لتحقيق مآربهم فهل سَيُصبح التعليم بمصر "دعوى" أم ماذا ؟؟؟؟!!!! فالتعليم بالذات يجب أن تخول وزارته إلى شخص مدنى ولا يتبع أى تيارات دينية وإلا ستكون البداية غير مُبشرة بالمرة.
 
- ولكن ، ما نصيب الأقباط فى تشكيل الوزارة الجديدة فهل أيضاً سيحتفظون بلقب " الوزيرة أو الوزير البيئة" أم سَيُشاركون فى مُختلف الوزارت كشركاء طبيعيين فى الوطن مع المُسلمين كلاٍ حسب كفاءته وقوة أدائه ، فهل لن تقتصر عليهم وزارة بعينها وتكون غالباً وزارة تشريفية لا ناقة لها ولا جمل .
- آخيراً نتمنى أن تعلو مصر وترتفع بمشاركة كل أبنائها بمختلف طوائفهم ودياناتهم وأن نخرج من مرحلة الوعود إلى مرحلة تنفيذ تلك الوعود للنهوض بمصر بعيداً عن الضغائن والتعصب الذى زُرع وترعرع فى ظل النظام السابق وطرح ثماره المُرة التى نعانى منها حتى الآن  فأستمر هو مُتنعماً وعاد بمصر مئات السنون فنهب أموال شعب بأكمله وعشنا نحن كمصريون مقهورون فى بلدنا مصر، أتمنى من الله أن يحُافظ على مصر وأن تصل إلى شاطئ الأمان وأن يأمر الرب لها بالبركة والخير لصالح أبنائها ، فننتظر من الله أولاً الذى باركها ووعد بالخير والبركة لها فالكتاب يقول " وتيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter