بقلم- مايكل فارس
الخبرة الحياتية عندما عرفها أرشميدس قال: " هي ليست ما يحدث للإنسان بل مايفعلة الإنسان بما يحدث" ، وحينما رغبت في وضع كلمات تجسد مايعقتدة كلاً من عقلي ونفسي عندما توحدا في إحدي اللحظات قلت : "هي العمق والأثر من حدث ما، يغير مجري التفكير أو الوجدان، مربتطاً بدوافع الفرد لا الزمن".
هكذا يعتقد عقلي المضطرب في أودية الأسئلة، وهكذا تري نفسي الهائمة علي جبال " الـعِـلـو" لتنظر السماء، واللذان ينتظرا " لحظة توحد" ، كتوحد عاشقين في لحظة اندماج كلي ، لتبقي تلك اللحظة رحيقاً في مخيلة المستقبل، نادراً مايلتقي الاثنين في تلك اللحظات، فيشتاق عقل الوادي صعود جبل العلو لملاقة النفس التي تأبي النزول لأودية التردد، فينتظر "قُـبلة "النفس لتضع بصمتها علي وجنتية.
هي "لحظة توحد" بعد صراع يلتقيا يتوحدا ويندمجا، وبعدها يذهب كلا ًمنهما لمكانة لتبقي لحظة اللقاء أشبة بالصفحة البيضاء في كتاب الذاكرة السوداء .
لا أعترف بالزمن ....أي زمن هذا ؟ وهل الخبرة الحياتية لإنسان ترتبط بعمرة الزمني؟ هل كلما تقدم بة العمر ليقارب الكهولة يكون أقويتجارب ؟ وأكثر خبرة؟ هل بالعمر الزمني تتحقق النجاحات ؟
فكم من رجل بلغ الخمسينات من عمرة؟ هل جميعهم حققوا درجات النجاح في الحياة العامة والشخصية بنفس الدرجة ؟ وهل تحقيقها ارتبط بالزمن العمري؟
بالتأكيد .."لا"..هناك فرق بين العمر الزمني والنفسي للإنسان، فتجد شخصاًفي الخمسينات أو الستينات من عمرة إلا أنة نفسياً لم يلبث أن يكون إلا مراهقاً، وكم من أنثي بلغت الأربعينيات والخمسينيات ولم تزل في داخلها..." طفلة ترتدي ثوب الأنوثة" ، هي طفلة في مشاعرها وأحاسيسهاوردود أفعالها وطريقة تفكيرها.
أي زمن هذا الذي يحرمنا من السعادة....فلقاء حبيب لبضع ثواني فقط قد يكون كافياً لإضفاء سعادة لأيام كاملة،بل مراحل عمرية، لقاء يضع بصمتة علي صفحات مخيلة الأنسان، فكيف يكون الزمن معياراً ؟.
العمق والأثر هم مرادف الزمن... وهم معيار " التجربة الحياتية" ، فحدث ما قد يمر بالأنسان قد يترك ظلالة علي رواية الأنسان حتي لقاء خالقة، يترك بصماتة فهو الماضي السحيق الحي في الحاضر والمستقبل هو الذي غير مجري التفكير أو الوجدان هو الذي جعل الانسان يتخذ قرارات حية علي آمد تاريخة القادم،
ولحظة" الحدث" لاترتبط بزمن أو مرحلة عمرية فالأحداث كثيرة في حياة الإنسان مهنية وعاطفية ومجتمعية ، ولكن هل بكثرة الأحداث يتغير مجري التفكير، هل بكثرة التجارب العاطفية تتحدد ملامح الوجدان .
والعاطفة جزء من الوجدان فالأخير هو الكل والأول هو الجزء، والكل يحوي الجزء ولايحدث العكس، فالوجدان(الكل) يحوي العاطفة( الجزء) لذا فإن كان (الكل) مضطرب فبالتبعية سيضطرب الجزء ، ولكن من الممكن أن يكون جزء(العاطفة) مُهتز ولايؤثر علي الكل، والوجدان مرتبط بــ" العمر النفسي" وليس "الزمني".
كيف نستخلص التجربة من الحياه؟ هل كل مشكلة نمر بها علي الصعيد المجتمعي أو الشخصي منة العاطفي أو الأسري تُعتبر تجربة حياتية؟ما سوف أقولة لايعبر إلا عن انطباع شخصي لنفس هائمة تبحث عن راحة، وعقل مُنهك يتلمس الاستقرار.
أولاً: المشكلة أو الحدث كي نطلق عليها تجربة حياتية إن لم تكلل بقرار فهي ليست تجربة حياتية أكثر منها حدث عابر، فطالما الأنسان لم يكن فاعلاً في الحدث وظل دوماً مفعول بة فقط، إذن مامر بة حدث عابر فما أسهلأن تلطم الرياح السفن ولكن القرار في أيدي الربان لتغيير الدفة أي بالقرار والفعل
ثانياً: التجربة الحياتية .." ذاتية".. تأتي بالتعلم والملاحظة والتفاعل الأيكولوجي( عناصر متفاعلة) بين الأنسان وحدث، ليؤثر ويتأثر في كل منهما البعض، ولا نستخلص التجارب من نصائح الأخرين ،هولاء الذين يعتقد البعض أنهم مرجعية فكرية.
ثالثاً: هناك فرق بين تجربة حياتية ذاتية وبين العيش في وهم تجربة وهي " جلب واستحضار تجربة".
الثلاثية السابقة سأتناولها تفصيلياً وسوف أبدء بالأخيرة.
جلب التجارب..أو استحضارها...بمعني قد يمر الإنسان بتجربة ما ويستطيع حلها بكلمة منة إلا إنة يأبي وفي مكامن نفسة يترك الأحداث تمر حتي يلم ببواطن الأمور وكأنة سيكتسب خبرة حياتية.
قص صديقي لي كيف أحب فتاة جميلة وذكية ورومانسية ومتردده في قاع نفسها فــ"وجدانها متقلب"، ولأدراكة ذلك توجس من الافصاح عن حبة، ولكنة قرر أن يصارحها وإذ بها تطلب فرصة للتفكير، لم ترفضة ولم توافق علية، وأثناء فترة الانتظار كانت علاقتها بة في مساحة الموافقة لا الرفض فهي ترسل لة رسائل " وجدانية" أنة مقرب للغاية......هو علي مساحة الموافقة لا الرفض.
هو بالفعل مقرب كصديق فقط ، فقررت بعد لقاءات عدة أن تصارحة بأنهم غير متناسبين كأزواج...هذا وارد وطبيعي والحب حرية، ولكن عندما يكتشف صديقي أنها كانت بالفعل تحب شخصا أخر، بل كانت تعشقة وهو الدنيا والممات بالنسبة لها، وعندما فكر بها وصارحها كانت بالفعل هي تحت تأثير نيبر الحب مع أخر، ولكنها لم تقل هي أرادات أن تخوض تجربة حياتية هي متخذه قرارا من البداية أنهم غير متناسبون ولكنها أرادات أن تعيش تجربة" لإكتساب تجربة حياتية في إعتقادها" لتري كم عدد الرجال الذين تقدموا لها وتفحص أنواعهم وسبل تفكيرهم ..وكأنها تريد إكتشاف الرجل.
سؤالي لة هل صارحتها بمعرفتك حقيقة حبها لذلك الشخص وأنها تركتك في فترة إنتظار لقرار هي أتخذتة مسبقا؟ قال لا ..استطردت ..لماذا.؟ قال : أعرفها جيدا تيقنت أنها جعلتني فأر تجارب ومن حبي لها لم استطع عتابها.
تلك الفتاة ...الباحثة عن التجارب التي قد تنهي ذلك الموضوع بكلمات وطرق عدة من قبيل " أنا مرتبطة عاطفياً" علي سبيل المثال ، لكنها فضلت خوض تجربة في أعتقاد إنها تُثقل نفسها بتجارب..لتكون مشاعر من عرفوها" فئران تجارب"....لتحقق غريزتها في ماتظنة بــ" الخبرة الحياتية"
أنشتاين قال كلمة شهيرة" الأذكياء من يحلون مشاكلهم..والعباقرة هم من يمنعون حدوثها" هل تلك الفتاة من فريق الاذكياء أم العباقرة..أم أنها في مشكلة كهذه رفضت الحل القطعي، بل جعلت الباب مفتوحاً لتلعب علي أوتار مشاعر من أعجبوا بها ( أو أحبوها) وإن كانت تظن أنهم أغبياء أو( لم يحبوها) لتسمر رحلة إكتشاف هؤلاء لا لشئ إلا لإكتساب خبرة.
فالفتاة الرومانسية أو الحساسة، ستتألم من التلاعب بمشاعرها، وسوف يتمزق وجدانها أن كان المتلاعب شخص تحبة، ولكن التناقض الغير مُدرك في تكوينها النفسي يجعلها تقوم بنفس الدور مع أشخاص أحبوها فتتلاعب بمشاعرهم..... إنها تكرة الفعل وتقوم بة في ذات الوقت.
هناك فرق بين تجربة حياتية حقيقية ومحاولة جلب تجربة أو استخلاصها.
للمقال بقية حول تغير مجري التفكير و الوجدان ودوافع الفرد في التجربة الحياتية .....