الأقباط متحدون - «يديعوت أحرونوت»: ديكتاتورية مرسي والإخوان أسوأ من استبداد مبارك
أخر تحديث ١٥:١٧ | السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٢ | ١٢ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٥٦ السنة السابعة
إغلاق تصغير

«يديعوت أحرونوت»: ديكتاتورية مرسي والإخوان أسوأ من استبداد مبارك


 عندما كان كل المحللين يتناولون قرارات الرئيس المصري الجديد محمد مرسي بالإطاحة بكبار قادة الجيش، فإن قلة قليلة منهم فقط تناولت إعلاناه الرئاسي الثاني الذي جعله يستأثر بمسارات السلطة في مصر، حيث استغل هجوم سيناء ليبررإقالة الجنرالات ومن ثم يوسع صلاحياته الرئاسية لدرجة أنه أصبحت مطلقة..هكذا بدأت صحيفة يديعوت أحرونوت تحليلا مطولا بعنوان «مصر.. ديكتاتورية من جديد».

 
في تحليله، يقول جاي بيخور، المحلل العسكري في يديعوت، إن مرسي الآن رئيس السلطة التنفيذية، وهو يعين ويحل الحكومات في مصر، وهو أيضا يمثل السلطة التشريعية في غياب مجلس الشعب، وبهذا فمبقدوره أن يفعل أي قوانين يريدها. ويضيف: يبرم الاتفاقات الدولية، ويفسر الدستور، ولديه سلطة تعيين مجموعة عمل تتولى كتابة دستور جديد.
 
وهنا يقول بيخور إنه بذلك، بعد مرور عام ونصف على حالة من شبه الفوضى، فإن مصر من جديد بلد يحكمه حاكم فرد مطلق؛ أي ديكتاتورية.
 
لكن الخبير الإسرائيلي يقول إن «الديكتاتورية الحالية أكثر قسوة حتى من ديكتاتورية مبارك، الذي كانت قراراته تخرج بالتعاون مع البرلمان، والأحزاب السياسية والقضاء. أما هنا فنحن نتحدث عن رجل واحد يتحكم في كل شيء».
 
 
حتى شباب الثورة – والحديث لـ بيخور – الذين تحدثوا عن الديمقراطية وحرية التعبير، فشلوا في أن يدركوا انقلاب مرسي بسبب حماسهم للإطاحة بكبار قادة الجيش.
 
ويضيف: «ليس ثمة ارتباط بين حكم الفرد الحالي وبين ما أردات مصر أن تقدمه إلى العالم.»
 
ويقول المحلل الإسرائيلي إن من المدهش أن كل هذا حدث في غضون شهر ونصف فقط، بعد تولي مرسي منصبه، وخلال هذه الفترة تمكن من ترويض الجيش والأحزاب السياسية والقضاء والصحافة بالأساس.
 
يمضي للقول إن «الرئيس الجديد وجماعة الإخوان المسلمين التي تدعمه يستبدلون الآن رؤوساء تحرير (الصحف القومية) وكبار الصحفيين بأقلام تنطق باسم الحكومة. وعشرات الصحفيين يتم استبدالهم بممثلين للإسلاميين، ووفقا لتعليمات جديدة، يحظر انتقاد الإخوان أو الرئيس. كما أن نشر الرسوم الكاريكاتورية ممنوع وربما لا يشير الصحفيون إليه أو مساعديه بشكل مباشر.»
 
ليس هذا كل شيء، فالخبير الإسرائيلي، يقول إن الصحافة الخاصة التي بدأت توجد لها موطيء قدم في مصر، يجري تكميمها أيضا، لافتة إلى مصادرة أعداد جريدة الدستور (يقول إن اسمها يثير السخرية من الإجراءات ضدها) التي تجرأت وانتقدت الرئيس، ويقول إن مثل تلك الإجراءات لم تكن تحدث حتى في عهد مبارك.
 
 
 
ويقول إن إسرائيل لديها تاريخ طويل من الاحباط من مصر، فعلى مدار العقود القليلة الماضية حيث رفضت مصر أي محاولات لتعزيز العلاقات ودعم التعاون الاقتصادي، بسبب رفض التطبيع، وكأن البلدين لم يوقعا اتفاق سلام. ونتيجة لهذا، يقول إن متوسط الدخل القومي لكل فرد في مصر يصل لـ 3 آلاف دولار مقارنة بـ 30 ألف دولار لكل إسرائيلي.
 
ويختم بأن إسرائيل لا تتوقع من مصر أي شيء وهي في المرحلة الثانية من تاريخها، بنظام سلطوي يقوم على حكم الفرد، أكثر من مجرد أدنى حد من الاستقرار على حدودها، وأن إسرائيل لا يسعها إلى أن تتمنى لمصر النجاح في المسار الذي اتخذته، وبحثها الدائم عن هويتها، على حد تعبيرها.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.