الأقباط متحدون - الخوف والرعب من 24 أغسطس
أخر تحديث ٠٢:٤٠ | الجمعة ٢٤ اغسطس ٢٠١٢ | ١٨ مسرى ١٧٢٨ ش | العدد ٢٨٦٢ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الخوف والرعب من 24 أغسطس

بقلم: محمد حسين يونس

في ردود فعل عصبية غير متزنة من كوادر الاخوان المسلمين والاخوان المشايعين لهم والاخوان الاملين في الحصول علي جزء من لحم الفريسة ( مصر )، علي دعوة التظاهر، الاضراب العام بهدف رفض واسقاط احتكارالاخوان لأغلب مقاعد السلطة والاخونة الجارية لاجهزة الدولة السيادية، خرجت علينا نقابة الدعاة بتصريح يعتبر توجيها لكل خطباء الجوامع ألاعضاء ((إن الدعوة للتظاهر يوم 24 أغسطس، تمثل انقلابًا على الثورة، وقيامًا بفتنة طائفية في مصر لا يعلم نتائجها إلا الله)). 

وأكدت رفضها لدعوة الانقلاب على الإخوان ، مشيرةً إلى أن((الذي يقوم بترويج مثل هذه الدعوات فلول النظام السابق، ومن باعوا ضمائرهم لأعداء الوطن)) وأضافت ، في بيان لها عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ((أنها ستقف مع الشرعية الثورية، ومع اختيار الشعب، وستتصدى بكل الوسائل المشروعة والقانونية لدعاة الفتنة والتخريب؛ لفضح مكائدهم ومؤامراتهم ضد مصر وشعبها)) وأهابت النقابة بجميع الأئمة والدعاة، ضرورة((توعية الشعب المصري من خطورة هذه المؤامرة)).

لا أعرف بدقة أو بنسبة أقرب للدقة، ماذا سيكون ردفعل واستجابة المصريون لدعوة رفض الشره الاخواني للسيطرة علي مؤسسات الدولة أوتجاه الدعاوى المضادة التي جاءت أغلبها تهديدا صريحا من ارهابين مهاويس وأحاديثا تحمل في طياتها تهديدات، ولا أعرف مدى تأثير مناورات الاخوان بطرح ورقة تطبيق الشريعة (الان) لجذب عناصر السلفيين بعيدا عن فسطاط المعارضة، ولكن أعرف أن قواعد اللعبة قد اختلفت :

*العدوالذى كان واضحا يحمل ادوات الدولة الامنية من هروات وخراطيم مياة وقنابل دخان خلال احداث يناير 2011 غير ملامحه واطلق لحية (قصيرة أو طويلة) ويستخدم أسلحة أكثر فتكا، يطلقها كل يوم جمعة وخلال دروس ما بعد صلاة العشاء من خلال دعاة مقيدون في كشوف مرتبات وزارة الاوقاف أو آخرون من الذين تسللوا يبثون سموم الوهابية ويقبضون من مشايخ السعودية، محتميا بفتوات وبلطجية التراس الاستاذ أحمد الذين يطلقهم وقتما يشاء في وجه من يريد، مع دعم محطات التلفزيون الارضي والفضائي التي استولي الاخوان عليها وربطوا أكل عيش موظفيها بمقدار قرعهم لدفوف زواج عتريس من فؤاده( الباطل).

*الحلفاء الذين كانوا يتحركون بدوافع شرف ونبل تحرير الوطن من الفساد والتسلط الامني الجارى في اقسام الشرطة والشوارع استنادا الي قوانين الطواريء والاشتباه ،يرفضون توريث الحاكم منصبه لابنه ،عاد الكثيرون منهم الي خيمة السلبية، ينتظرون أن تمطر السماء معجزات يصورها لهم الاعلام المدفوع له انها قادمة مع زيارات سيادة المرشد وتوزيعه الثلاجات والمراوح بعد الصلاة كما فعل في مرسي مطروح، أمل كاذب يعرفون أنه كاذب ولكن خسائر وارهاق 18 شهر معاناة إنتهت بقفز من كانوا أعداءا للوطن(الي ما قبل يناير2011) علي السلطة أوصل أغلبهم الي درجة محزنة من اليأس.

* العناصر التي ترصد بوعي كارثة احلال الحزب الوطني الساداتي المباركي بحزب وطني معدل تميزه لحية كهان سلفية وشره تجار اخوان هي عناصر محدودة العدد والقدرات التنظيمية للوصول الي الشعب الذى رابط في ميدان التحرير حتي أسقط الطاغية،ورغم أنه من الممكن أن تفرز معاناة المعارضة المرتقبة قيادات جديدة للثورة الا أن غلالات الدخان المتعمدة التي تطلقها كوادر من الاعداء مدربة علي الغش والخداع والبلطجة قادره علي احداث تأثيرا مهبطا ومنوما لكتلة الكسالي الذين لا يهتمون كثيرا بأن انتفاضتهم قد سكنت وأن الامورقد عادت للموقف الاكثر سوءا مما كانت بعد تحالف وجهي عملة الفاشيست العملاء للمستعمر الامريكي السعودى الاسرائيلي سواء كانت القديمة الفلولية أو الحديثة الاخوانجية.

*الثورة الاجتماعية المرتبطه بلقمة العيش وتطوير حياة المصري لتصبح معاصرة لم تبدأ بعد وهي الثورة التي لن تقف أمامها كل تيارات الزيف والتضليل أو مناورات الخيانة والخداع وسلاسل تكميم الاصوات وخنق الانفاس، ثورة فلاحي خمسة الاف قرية و عزبة و كفر محرومة من المياة النقية والصرف الصحى الامن والمنازل الآدمية والخدمات التي يستحقونها، مدارس، مستشفيات، ملاعب، منتزهات، عمل محترم مربح يسمح بان يعيش صاحبه حياة بشر القرن الحادى والعشرين وليست حياة انقرضت منذ الف سنة ماضية، ثورة عمال ثلاثة الاف مصنع عاطل لا ينتج الا أقل البضائع جودة وأكثرها استبعادا من السوق لارتفاع سعرها بالنسبة للمستورد من الصين وتركيا، عمال يطالبون بحقهم في التدريب والتعليم والتطوير لادواتهم ومعداتهم ومعيشتهمبعيدا عن العشوائيات غير آلادمية التي لا تفرخ الا عدم الرضا وشباب هم وقود للارهاب، ابناء الجيش الذين لا يتم حمايتهم في مواجهة عدو غدار يربض في كهوف سيناء يستخدم أحدث وسائل التدمير في اصطياد ضباط و جنود ذهبوا ضحية تحالفات مشبوهة بين حماس، القسام، حزب الله، عشرات التنظيمات الارهابية المهاجرة لوطن جديد إستقطعوه من جسد مصر، سيدات وانسات مطلوب تكفينهن في ازياء معوقة للحركة والعقل وإبعادهن عن دور استحققنه عندما أصبحن الأوائل لكل المراحل الدراسية فكان الجزاء تعويقهن واحباط قدرتهن علي خوض غمار شرف المنافسة بسبب فهم خاطيء لعلاقة المرأة بالرجل وفرض تسيد الاخير دون مبرر، المخالفون في الدين أوالفكر أوالتوجهات السياسية الذين يعانون من عقبات توضع أمامهم كي لا يشاركون في شرف خدمة بلدهم مع التمكين لكوادر أصحاب اللحي والزبيبة الغير مؤهلين لشغل اماكن القيادة السياسية، الاقتصادية، الامنية أو حتي تسيير اعمال الابداع الفني ولعب الكرة . 

الثورة الاجتماعية الحقيقية التي ستمنح الشعب حقوقه، حريته، و الطريق المتجه نحو الحياة الانسانية المعاصرة أصبحت علي الابواب ولكن ليست في يوم 24 أغسطس .


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter