كتب وصور- عماد توماس
وسط الصحراء في قرية "ايكولدج الحمراء" بوادي النطرون، وفي تجربة فريدة من نوعها أطلق عليها مؤسسوها اسم "مصر توبيا"، اجتمع نحو 60 طفلًا من الإسكندرية في معسكر مغلق لمدة أربعة أيام لممارسة الحياة الديمقراطية وتطبيق العملية الانتخابية من بدايتها حتى النهاية.

وقال المهندس "باسم ماهر"، مدير مشروعات بمركز امنحتب للنمو الإنساني، "إن معسكر (مصر توبيا) خاص بالأطفال من سن 10 إلى 14 سنة من الإسكندرية، مسيحيين ومسلمين، هدفه ممارسة الأطفال لقيم الديمقراطية بدون تتدخل من المشرفين لمدة أربعة أيام، ومعرفة مدى قبولهم واحترامهم للآخر، وهل يعطون فرصة في المشاركة للبنات أم لا؟."

وأضاف "في اليوم الأول جلس الأطفال بعضهم مع بعض، ووضعوا نظامًا عامًا يحكم علاقتهم في "مصر توبيا"، وقلنا لهم إن ما وضعوه هو "الدستور"، ثم قدمنا شرحا مبسطا للدستور، وقرروا أن يعملوا انتخابات، وأن يُرشح بعضهم من خلال قوائم مغلقة."

وأوضح "أحضرنا متخصصين في التغطية الصحفية (المقروءة) والإعلامية (المرئية) للانتخابات، ومتخصصا في اللجنة العيا للانتخابات والرقابة، وآخر في كيفية عمل برنامج انتخابي. وقام المتخصصون بالانتشار فيما يشبه المعرض بأن يقوم الأطفال بالمرور على كل متخصص ليسمع منه، ثم يسجل كل طفل رغبته في أي لجنة يرغبها."

وأشار "ماهر" إلى أن أهم التحديات التي قابلتهم قبل المعسكر كانت إقناع الميسرين بعدم التدخل بفرض آرائهم على الاطفال، بالإضافة إلى صعوبة الفكرة وإقناع الأهالي بها، لأن الفكرة تُنفذ لأول مرة في مصر.

وحول كيفية قياس التأثير، قال "ماهر": "في وسط الميسرين هناك متخصصين للتقييم من خلال أوراق تقييمية، يدونون ملاحظات عن مشاركة الأطفال ورد فعلهم في حالة عدم الفوز في الانتخابات، ومدى تقبلهم  للنتيجة."

وأبدى "ماهر" ترحيبه وأمنياته بتكرار هذه التجربة في أماكن أخرى.