شهد حزب النور الأيام الماضية زلزالًا هدده كليًّا بالانهيار، خاصة بعد إعلان رئيسه الدكتور عماد عبد الغفور عن تأجيل الانتخابات الداخلية، الأمر الذي قابلته الهيئة العليا بالحزب بالإنكار، وتمسكها بإجراء الانتخابات، وهو ما حدث بالفعل خروجًا على قرار عبد الغفور، مؤكدين على صحة الانتخابات، ومطابقتها للوائح الحزب الداخلية، وبموافقة جميع أعضاء الهيئة بالحزب.

 

ولكن الأمور لم تتنهِ عند ذلك الحد، بعد أن أصر الجناح الإصلاحي للحزب على تصعيد الأمور؛ لفرض سيطرته على الحزب، بعد تلميحه إلى تدخل قيادات الجبهة السلفية في شأن الحزب الداخلي، الأمر الذي رفضته الهيئة العليا، وعلى رأسها قائد الجبهة الإصلاحية بالحزب أشرف ثابت، الذي أكد على تحويل كلٍّ من قيادي الحزب "محمد نور - يسرى حماد" إلى التحقيق، وسحب صلاحية الحديث باسم الحزب منهما لحين الوصول إلى نتيجة التحقيق. 

 

وعلى صعيدٍ آخر، تقدم عبد الغفور بطلب إلى لجنة شؤون الأحزاب لتأجيل الانتخابات الداخلية بالحزب، والتي أفادت بموافقتها على طلب عبد الغفور، بالتأجيل؛ ليؤكد رئيس الحزب بأن نتيجة الانتخابات ملغاة، ويجب إعادتها ومحاسبة القائمين عليها؛ لانهم بذلك خالفوا قرار لجنة شؤون الأحزاب، إضافة للخروج على قرار رئيس الحزب.

 

وهكذا تستمر أزمة النور متأرجحة بين فريقين، يرى كل منهم الآخر غير جدير بإدارة شؤون الحزب، ويسعى للسيطرة عليه مما يهدد بتدمير الحزب نهائيًّا، وإعاقته عن النزول للملعب السياسي، مع اقتراب المعركة الانتخابية بعد الانتهاء من صياغة الدستور.