الأقباط متحدون - الأيدي الخفية والحقيقة الغائبة
أخر تحديث ٠٣:٢٨ | الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٢ | ٩ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٨٩ السنة السابعة
إغلاق تصغير

الأيدي الخفية والحقيقة الغائبة

بقلم: ماجد الراهب
 
بعد اندلاع ثورة 25 يناير، كان كلما حدث شيء مضاد للثورة، يُسارع الإعلام بتوجيه التهمة للفلول، وفي أحداث شارع محمد محمود، ظهر الطرف الثالث، أو الأيدي الخفية، وبعد الاستقرار النسبي فى فتره الانتخابات، وترشيحات الرئاسة، وفوز الرئيس محمد مرسي، تجددت الأحداث مرة أخرى، وكانت سيناء هي محور أحداث شهر رمضان، حيث اندلعت الأحداث الإرهابية، وقُتل جنودنا وضباطنا الشهداء الأبرار.
 
وهذا لم يمنع، بين الحين والآخر، ظهور أحداث طائفية هنا وهناك، بخلاف الإعلام المستتر تحت عباءة الدين، وأحاديث مستفزة لشيوخ الفضائيات، تصب جام غضبها على الأقباط، وبين استنكار ورفض واستهجان، لم نعد نمتلك بوصلة تشير إلى المتسبب، أهو الفلول أم اللهو الخفي أم الطرف الثالث أم الأيدي الخفية.. إلخ.
 
إلى أن استيقظنا ذات يوم على فجيعة الفيلم المسيء، في توقيت غريب، وفي إصرار عجيب على إضافة مزيد من الوقود (غير المتوافر أصلًا) على نار الفتنة، التي تختفي تحت الرماد منذ أحداث الزاويه الحمراء في عهد السادات، وكان للأقباط النصيب الأكبر فى توجيه التهم المعلبة لهم، سواء بالداخل أو بالخارج، تحت مسمى "أقباط المهجر".
 
ونال الأقباط ما نالوه من نصيبهم المعتاد (والذى لم يعد بالجديد أو المثير)، حتى كتابهم المقدس طالته يد التمزيق والحرق والتعهد بالتبول عليه في المرة القادمة.
 
واحتار الأقباط ماذا يفعلون ويقدمون من تأسفات واعتذارات عن شيء لم يقترفوه، ولكن كيف، وهم "الحيطة الواطية" (الحائط المنخفض باللغة العربية الفصحى)، التي يمتطيها كل فارس مغوار من شيوخ "البترودولار"، وفي مشهد مغاير نوعًا ما، ينضم إلى هذه القافلة بعض الصحفيين، ورؤساء التحرير من الصحف القومية، التي ربَّت ذقونها؛ لتنال الرضاء، ويُجزل لها العطاء.
 
وفي هذه الأثناء، نسمع عن محاولة تمرير قوانين الدستور، تضعها اللجنة التأسيسية للدستور، بمواد يدعون أنه يُراد بها صالح الوطن، وهي أبعد ما تكون عن ذلك.
 
تظل الحقيقه غائبة، ويزاد التساؤل مَن يصنع ذلك؟ فلول ولا بهلول ولا أم الخلول؟! (عشان يبقى مقال ساخر).
عفوًا.. الحقيقة ليست غائبة، بل هي ساطعة كوقت الظهيرة في شهر يوليو، تلفح وجوهنا وأجسادنا، ولكننا غالبًا فقدنا الإحساس، وانغمسنا كلنا بغير أن ندري، نحارب طواحين الهواء، ندافع عن نبي الإسلام، ونبحث في كيفية اختيار البابا 118، وعوار لائحة 58، والطعون، والمرشحين، وكلنا نحمل توكيلات للدفاع عن الله ورسله، وصكوكًا نكفر بها بعضنا بعضا.
 
وأخشى ما أخشاه أن نستيقظ في يوم آخر، ونجد دويلات مصرية بأسماء غبية، تشير إلى مَن قام بتحقيق هذا الهدف، الذي يغازل عيون الكثيرين من حولنا، وبعيد عنا، أحيانا الحقيقة، ومن قسوتها ومرارتها، نغمض العيون لنتلافى رؤيتها.
 
ولكن يتناسى الكثيرون أن ذلك يحدث بمصر، ومصر ليست كأيٍّ من الأمصار الأخرى، بل هى المحروسة، والكنانة، وكم دفنت تحت رمالها طامعين، ووطأت أرجلها فاسدين، والتاريخ خير شاهد على ذلك.
 
دائمًا كنا نردد مقولة "الدين لله والوطن للجميع"، فلنترك الدين، فله رب يحميه،

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter