الأقباط متحدون - رسمت إيه يا حمادة؟؟ رسمت عمو الشهيد مينا دانيال
أخر تحديث ٢٠:٣٧ | السبت ٢٢ سبتمبر ٢٠١٢ | ١١ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩١ السنة السابعة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رسمت إيه يا حمادة؟؟ رسمت عمو الشهيد مينا دانيال


 كتب: هشام خورشيد


رغم قِصر قامته، وصِغر سنه، إلا أنه أبَى أن يكون بين المتفرجين أو مسلوبي الإرادة، أمسك بالفرشاة والألوان، وأخذ يرسم خطوطًا غير مفهومة، لكنها تعني بالنسبة له الكثير. إنها شفرة لا يدركها إلا أنقياء القلوب أمثاله، يقول إنها نسخة ثانية لصورة عمو الشهيد "مينا دانيال " - على حد قوله – وهو صادق في حديثه، لا ينافق أحدًا، ولا ينتظر أن تصفق له الجماهير، أو يكسب تأييد فئة؛ لمصالح رخيصة. مثله لا يقول إلا ما يشعر به قلبه ووجدانه. 
 
سألناه: "اسمك إيه؟" رد دون تردد "أنا حمادة".. و"بتعمل إيه؟".. "أنا برسم على الحيطة".. و"رسمت إيه يا حمادة؟".. "رسمت عمو الشهيد مينا دانيال". 
كان الرد مبدعًا، فاق في صدقه كل مَن تاجر بدماء مينا، وإخوانه الشهداء. فعندما ينطق لسان طفل لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام بكلمة "شهيد"، فهو يعنيها بكل براءة وصدق. 
 
"حمادة" يعلم أن المرسومين على الحائط شهداء "عند ربنا"، يعلم أن جميعهم دفعوا دماءهم ثمنًا لتحرير ذلك الوطن من الطغاة والفراعنة الجاثمين على صدره، يعلم أن الحائط تتزين بوجوه خيرة شباب مصر وأبطالها، يعلم أنهم لا يقلون درجة عن شهداء أكتوبر، وحروب تحرير الأرض، بل يعلم أن تحرير الأرض من أبنائها الخونة أصعب ألف مرة من تحريرها من يد المغتصب الغريب. 
 
"حمادة" لم يفرِّق، ولا يعرف الفرق، بل لا يُعنيه، إن كان مينا مسيحيًّا، أو محمد مسلمًا، كل ما يُعنيه أن "عمو مينا" دفع دماءه ثمن أن يعيش هو على أرض وطن حر، وطن يشعر فيه بأدميته وإنسانيته، ويجد فيه الملاذ والملجأ والأمان. 
 
نم هنيئًا يا مينا.. فهناك مَن يقدر تضحيتك، ويعترف بها على رؤوس الأشهاد. نم وأنت مطمن على دمائك الزكية، فهناك"حمادة" سيخلدها على حوائط الميدان.

 

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter