الأقباط متحدون - هل يحق لرئيس وزراء مصر مطالبة حكام العالم بتغيير قوانين بلادهم الداخلية؟!
أخر تحديث ٢١:٣٠ | الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٢ | ١٣ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٨٩٣ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل يحق لرئيس وزراء مصر مطالبة حكام العالم بتغيير قوانين بلادهم الداخلية؟!

 بقلم: صبحي فؤاد - أستراليا

جرت العادة في مصر إذا طالبت دولة ما السلطات المصرية بحماية الأقليات الدينية، أو احترام حقوق الإنسان، أن نجد ردًّا سريعًا من المسؤولين في مصر، وهو اتهام هذه الدول بالتدخل في شئون مصر الداخلية، رغم أنهم يعرفون تمامًا أن حماية الأقليات، أو احترام حقوق الإنسان، لم تعد من الأمور الداخلية لأية دولة، إنما صارت شأنًا يَهُم العالم والبشرية جمعاء.
 
ورغم هذا، ورغم عناد المسؤولين في مصر، وضربهم عرض الحائط بكثير من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، فيما يتعلق بصفة خاصة بحقوق الأقليات الدينية في مصر، فوجئنا بأن رئيس وزراء مصر، الدكتور هشام قنديل، طالب دول العالم، خلال الأيام القليلة الماضية، بمن فيهم الولايات المتحدة الأمريكية، بتغيير قوانينهم الداخلية لكبت حريات مواطنيهم؛ بحُجة منعهم من ازدراء الإسلام مثلما تفعل الحكومات العربية والإسلامية، وحكومته مع المواطنين المصريين.
 
وقد قال بالحرف الواحد طبقا لما نشرته إحدى الصحف الأسترالية يوم أمس السبت: 
Western nations should revise their domestic laws to ensure the insulting 1.5 billion people their belief in their prophet, should not happen and if it happens then people should pay for what they do
وترجمة هذا الكلام هو "على دول الغرب مراجعة قوانينها المحلية؛ للتأكد من عدم حدوث إهانة لواحد ونصف مليار مسلم، ولإيمانهم برسولهم.. وفي حالة حدوثها، يجب على الفاعلين دفع الثمن".
 
وحتى لا يفهمني البعض على وجه الخطأ، أود أن أؤكد أنني تمامًا ضد إهانة أي دين، أيًّا كان هذا الدين.. وضد إهانة المقدسات والمعتقدات كلها بلا استثناء، حتى لو كانت "عبادة البقر أو القرود أو القمر أو النجوم!"، ولكني صراحة لم أصدق نفسي عندما علمت بمطالبة الدكتور هشام قنديل حكام العالم بتغيير قوانين بلادهم الداخلية؛ لتكميم أفواه مواطنيهم؛ لمنعهم فقط، وأقول فقط، من الإساءة لدين الإسلام، دون غيره من الأديان السماوية أو الأرضية أو المعتقدات الاخرى!!
لقد كان من الحكمة والعقل ألا يُطالب قنديل، بتعليمات من رئيسه مرسي العياط، حكام دول العالم بتغيير قوانين بلادهم الداخلية؛ لمنع ازدراء الإسلام وحده؛ لأنه بذلك فقد مصداقيته وحياديته، وأظهر دون أن يدري تعصبه، وجعل مصر أضحوكة وسخرية لكير من حكام العالم.
 
وحتى لا يفقد مصداقيته، كان لزامًا عليه، قبل أن يُطالب حكام وشعوب العالم بإظهار احترامهم لأي دين من الأديان، إعطاء القدوة والمثل الجيد، ويأمر بالقبض على كل مَن يكفر المسيحيين يوميًّا في مصر، ويلعنهم، ويشكك في كتابهم المقدس، وأنبيائهم ورسلهم، فكان آخر هؤلاء المتطرفين "شيخ"، مزق الكتاب المقدس علانية، ولم تتم حتى الآن معاتبته، ولا أقول محاكمته، على النقيض تمامًا لما حدث مع شاب مسيحي منذ أيام، عندما حُكم عليه ظلمًا بالسجن  ست سنوات لمجرد أنه - كما قيل- وضع الفيلم المسيء لرسول الإسلام على صفحته الخاصة في الفيس بوك .
 
أقول لرئيس وزراء مصر، الدكتور قنديل، بأي حق تطالب دول العالم بتغيير قوانينهم؛ لفرض احترام الإسلام بقوة القانون، وأنت ودولتك، لديكم، ما شاء الله، سجل طويل مخز، من عدم احترام الأديان الأخرى وأصحابها وتكفيرهم يوميًّا علنيًّا وسبهم ولعنهم وقتلهم وتدمير دور عبادتهم، وفرض قوانين قمة في العنصرية، تجعل منهم مواطنين درجة عشرة؟!!
 
بصراحة كدا ومن غير زعل ياعم قنديل، مصر بقت مسخرة على صفحات الجرائد العالمية، وعلى شاشات التلفزيون، وعلى ألسنة الناس؛ بسبب عنصريتكم وكراهيتكم لكل ما هو غير مسلم، ومعايركم الغريبة المتناقضة المزدوجة.. أنصحك لوجه الله؛ حرصًا على مصر، وسمعتها في الخارج، أن تنظر الخشبة التي في عينك، قبل أن تنظر القذى التي في عين الآخرين كما قال السيد المسيح.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter