الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٢ -
١٩:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم: د.مراد لويس
فى باكستان هناك قانون اسمه قانون التجديف يتم استخدامه ضد الاقليات الدينية المسيحية فى باكستان يتم اعدام الشخص بتهمة ازدراء الاسلام .وفي يونيو من عام 2008 وُجهت تهمة الإساءة للإسلام لسكان بلدة "ربوة" بأكملها التي تعد معقل جماعة الأحمدية بسكانها البالغ عددهم 60 ألف نسمة.
في عام 2009 كانت الضحية "آسية بيبي و هى امرأة باكستانية فقيرة تنتمي إلى الديانة المسيحية، وأم لخمسة أبناء، تم إيداعها السجن بتهمة الإساءة للإسلام، وبُني الاتهام أصلاً على أساس واهٍ عندما ذهبت، حسب التقارير، في قريتها لجلب الماء إلى بعض العمال في عام 2009 فرفض العمال المسلمون شرب الماء من مسيحية "قذرة"، بل سارعوا إلى السلطات لرفع شكوى ضدها لأنها تلفظت بعبارات فُسرت على أنها مسيئة للقرآن الكريم وهو ما انتهى باعتقالها وإصدار المحكمة حكماً بالإعدام على المرأة المسكينة في 8 نوفمبر 2010. وحينها انبرى "سلمان تيسير" وهو احد كبار قادة حزب الشعب الباكستاني الحاكم و حاكم اقليم البنجاب الباكستانى ، للدفاع عن المتهمة من خلال الإدلاء بتصريحات وانتقادات لاذعة ضد قانون التجديف، وبالدعوة صراحة إلى إلغاء العمل به في باكستان لما ينطوي عليه من تمييز واضح ومخل ضد الأقليات. بل إنه ذهب إلى أبعد من ذلك حيث طالب الرئيس بالعفو عن "آسية" ومنع تنفيذ حكم الإعدام في حقها .
و هنا ثارت قوى الشر عليه و بدأت المظاهرات تندلع من المتشددين الاسلاميين فى كل مكان و دارت ماكينات الفتاوى التى تحل دمه و تفتى بوجوب قتله وفي الوقت الذي سارعت فيه الحكومة والسلطات الرسمية إلى إعلان عدم نيتها تغيير قانون التجديف خوفاً من المتشددين . لكن أصر "تيسير" على المضي قدماً في التعبير عن رأيه فلجأ إلى موقع "تويتر" وكتب رسالة قصيرة يقول فيها "لقد تعرضت لضغوط هائلة للخضوع للمتشددين بشأن قانون التجديف، ولكنني رفضت وسأبقى رافضاً له حتى لو كنت الرجل الوحيد ضده".
و استجاب الحارس الشخصى له لشيوخ و فتاوى القتل فقام بقتله ب 25 طلقة رصاص من خلفه بمنتهى الخسة و الجبن و هو يرى بهذا العمل الخسيس انه يتقرب الى الله .
اما شاباز بهاتى فهو وزير الدولة للاقليات الدينية و هو مسيحى دافع ايضا عن آسية بيبي و طالب بالغاء قانون التجديف و قامت جماعات اسلامية متشددة بقتله ايضا .
اما اسية بيبى التى مات رجلان من اجلها و كان بإمكانها تفادي كل ما يحدث من خلال الإستجابة إلى دعوات اعتناقها الإسلام لتفادي الإعدام. قالت من داخل سجنها بشجاعة: "ما دمت أتنفس، سأواصل القتال كي لا تكون حياة كلّ من سلمان تيسير وشاباز بهاتي قد ذهبت سدى. أريد أن تعرف الحكومة أنّها حتى ولو أقفلت علي في قبر، سأستمر بإسماع صوتي طالما أنّ قلبي ينبض".
لماذا اتحدث الان عن سليمان تيسير و شاباز بهاتى و باكستان ؟؟؟ اولا :لاعجابى الشديد بشهداء الحرية و الحق و اتمنى لو كنا كلنا سليمان تيسير و شاباز بهاتى . ثانيا : لان الوضع الان فى مصر لا يختلف كثيرا عنه فى باكستان من تلفيق تهم للاقباط و الاطفال بازدراء الاسلام ( سأتناول ذلك بالتفصيل فى مقال قادم باذن الله ) و لظهور جماعات متشددة تدعى انها تدافع عن الدين و عن الله و الله لا يحتاج لاحد ليدافع عنه . و اقول لهم على لسان المبدع جبران خليل جبران : أيها المراؤون، توقفوا عن الدفاع عن الله بقتل الإنسان، ودافعوا عن الإنسان كى يتمكن من التعرف إلى الله”
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع