كتب: هشام خورشيد
رفضت "الجبهة القومية للعدالة واليمقراطية" ما يُروِّج له مقرر لجنة الحوار المجتمعي بلجنة صياغة الدستور د. محمد البلتاجي، بأنهم أكثر الناس حرصًا على وضع دستور توافقي، وأشارت الجبهة إلى ما حدث في جلسة الاستماع التي نظمها القائمون على برنامج "بتوقيت القاهرة"، الذي يقدمه الإعلامي "حافظ الميرازي"، حيث كشفت عن حقيقة الأمور والطريقة التي تدار بها جلسات الاستماع في التأسيسية، وبشكل يؤكد أن الأغلبية المهيمنة على اللجنة تتبع سياسة استبدادية وفق قناعات أيديولوجية محددة مسبقا، وأن التوافق المزعوم ما هو إلا توافق فيما بينهم.

واضافة الجبهة انها دعيت الى حوار بين مقرر اللجنة "د.البلتاجي" ومعه من أعضاء التأسيسية القس "صفوت البياض" والأستاذ "عمرو دراج" من ناحية, وبين ممثلي 11 حركة وحزب سياسي من ناحية أخرى، وذلك لمناقشة ما ورد في باب الحريات.

ولكن ما حدث قبل اللقاء من اقتحام مجموعة من شباب الإخوان وجهت لهم الدعوة لحضور اللقاء بواسطة د. البلتاجي يعكس حالة من التربص بالآخر والتوجس من النقد  فلم يكن مدرجا ضمن برنامج اللقاء وفقا لتأكيدات المخرج والمعد وجود هذا الحشد من شباب الإخوان في القاعة الا انه تم البث رغم المخالفة للاعداد حرصا على القناة.

وكانت المفاجأة هي خروج د. البلتاجي عن النص، والذي يبدو أنه قد ضاق ذرعا بالنقد ليشن هجوما حادا علي الجميع متهما كل المتحدثين بالعمالة لقناة دريم من أجل نصب كمين للتأسيسية التى تتعرض لقذف إعلامى للنيل منها "على حد وصفه" من خلال تجنيد المجموعة المدعوة للحوار.

ولم ينتهى الامر عند ذلك الحد بل ان اثناء الفاصل قام شباب الإخوان المتحفزون بالتكشير عن أنيابهم ومهاجمة الجميع, وحدثت أكثر من مشاداة وارتفعت أصواتهم بالاتهامات بالسعي للهدم والتخريب وطالبوا بإلغاء الجلسة، وبعد العودة من الفاصل واصل البلتاجي هجومه مهددا بإلغاء اللقاء إذا لم يلتزم المتحدثون بشروطه لأنه صاحب مكان على حد تعبيره! وأن الكلمة ستكون لشباب الإخوان وحدهم، والذين فرضوا أنفسهم على الجلسة وفقا لمؤامرة ساذجة واضحة المعالم، وتحدثوا واحدا تلو الآخر بالفعل وواصلوا اتهاماتهم للآخرين بالعمالة وعدم الموضوعية وأخذوا يثنون على بنود المسودة مرددين تقريبا نفس الكلام مع تواصل القذف بالألفاظ وإسكات كل من حاول الدفاع عن رأيه أو الاعتراض، وبأسلوب فظ رخيص كل الهدف منه إطالة وقت الخلاف والاشتباك حتى تنتهى الجلسة دون الدخول في المضمون ونقد المواد، وبالفعل احتكروا وحدهم الحديث.

ورفضت الجبهة موقف مقرر لجنة الحوار المجتمعي وما قام به من حشد لمجموعة من شباب الإخوان لإسكات أى نقد، وهو بذلك لا يرى الحوار المجتمعي إلا في اتجاه واحد .." أن يتحدث ويسمعه الآخرون فقط"، مما يؤكد على النزعة الاستبدادية للجنة وعدم مرونة القائمين عليها، وتعنتهم إلى حد الغطرسة, ورغبتهم في إقصاء الجميع من أجل دستور يريدونه ويتوافقون عليه وحدهم، كما أننا نستنكر موقف أسرة البرنامج واستسلامهم وخضوعهم لاملاءات البلتاجي, وكان الأفضل والأكرم لهم هو الانسحاب على الهواء من تلك المهزلة وعدم السماح لمجموعة لم تتم دعوتها من الأساس، ولا تعكس غير وجهة نظر الجالسون على المنصة باحتكار الحديث وإفساد الحوار.