الأقباط متحدون - هذا هو اليوم الذي سمح به الرب فلنفرح ولنتهلل به
أخر تحديث ٠٨:١٢ | الثلاثاء ٦ نوفمبر ٢٠١٢ | ٢٦ بابة ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٣٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هذا هو اليوم الذي سمح به الرب فلنفرح ولنتهلل به


يا أبانا الطوباوي البابا الأنبا تواضروس الثاني و لكن...


بقلم: د.رؤوف إدوارد

... لقد مرت مياه كثيرة تحت الجسر كما يقولون في الغرب منذ رحيل مثلث الطوبي الآب البطريرك 117  المتنيح الأنبا شنودة الثالث. ولا مجال للرجوع إليها فأنت أبونا البطريرك الآن ونصلي أن يعطيك الإله أزمنة سلامية لترعي شعبه بطهارة وخوف.
 
لقد أثلج صدري وصفكم للكنيسة ولقيادتكم لها أنها تقوم علي الأبوة وذلك في حديثكم مع قناة أون تي في مع ذلك المحاورالواعد. 
 
و’الأبوة‘ كما عشتُها في الكنيسة هي موهبة من الروح القدس تُعطًي ولا تُشتري. ولقد تضاءلت علي مدي الأربعين عاماً لتصبح تِقنية ومهارة تُمَارس بلا لون ولا طعم في الكنيسة . فصار الخوف بالتالي أن تفقد الكنيسة موهبتها علي ’التسليم‘ والذي هو موهبة أخري من عطايا الروح القدس للكنيسة المجيدة . وقد يصعب أستيعاب حقيقة هذه التعبيرات لعقول الكثير من الشعب الآن لأنها لا تُوصَف ولكن تُختَبَر وهذا  صارعزيزاً في كنيسة الأضواء اليوم.
وأُعجبت أيضاً بتأكيدكم علي الفصل بين الكنيسة والسياسة مع التأكيد علي الدور المجتمعي للكنيسة في الوطن الواحد. 
وأشياء أخري أعجبتني وأشكر الله عليها من أجلكم... ولكن!
 
وقبل الإستطراد في ’ولكن‘ أحب أن أوضح ضرورتها .
 
إن الأربعين عاماً التي مرَّت علي الكنيسة حتي الآن أتت بمفاهيم وأساليب إدارة ومواقف وأدوار  لم ترضي الكثير جداً من أهل الخبرة (وليس أهل الثقة في الكنيسة). وليس بخافٍ علي الكثيرين إزدياد أهل الثقة علي كافة مستويات  الكنيسة كنتيجة لذلك الأداء الذي سبق ذكره علي مستوي القمة ، أو الإضطرار إلي ذلك من باب ال Job Security   وهي سمة ذلك العصر ، ومصطلح متعارف عليه ضمنياً بين الكثير من الكهنة والقليل من الأساقفة.
 
إن هذه النتيجة كنهاية ، ما كانت لتكون إلا بسبب البداية وكيفية تطورها . فبإختصار كان االقضاء الناعم المُمَنهَج والكاريزمي للقمة علي الآخرين من قمم الكنيسة الشامخة من كافة الفئات بدءاً بالهيئة العليا لمدارس الأحد إلي تصفية الاساتذة الحقيقيين في الإكليريكية من حملة أعلي الشهادات والثقل الأكاديمي في العلوم المسيحية. .إلخ.. والحبل علي الجرار.. وفي المقابل الفعلة من رجال الكنيسة في الحقول من الذين لم يحتملوا أن تكون لهم سمة ذلك العصر أي ال   Job Security ، كانوا ينتظرون كل واحد أن يأتي عليه  الدور من تجريف في الحقل الكنسي حتي صار الفعلة  ندرة وليسوا  قليلين فقط كوصف الرب يسوع له المجد.                          

      ( رجاء محبة لمن يقرأ هذه الفقرة ممن لم يسمح سنهم أو ظروفهم أن يكونوا علي علم بهذا  التطور التاريخي  الذي نذكره أن لا يرهقنا بالجدل الغير مُجدي والعاطفي فنحن هدفنا الحاضر والمستقبل . ومن أجل هذا ذكرنا ما سبق لنوضح ضرورة ماسنقول ).
مما سبق تتضح الرغبة في أن لا يتكرر ما سبق . ولكن حاشاً أن يكون قداستكم المقصود بذلك . 
 
فدوركم كأب بطريرك لنا أعانكم الله وسدد خطاكم فيه ، والرعاية موهبة الروح القدس يعطيها من فيضه لكم .  فقط نطلبها لكم كبنين في صلاتنا بدءاً من مخادعنا إلي قداساتنا.
 
 ولكن المقصود بالحرص أن لا يتكرر ما سبق ، هو نحن أو بالأحري أنا . ما هو دوري تجاه الكنيسة وبالتالي تجاهكم كأب لي. والإجابة هي ’ولكن‘  !
فالأبوة تسمح لي أن أدخل في دالة الحوار مع قداستكم من أجل خير الأسرة الكنسية . 
 
فمن ناحيتي أرغب أن لا يتكرر ما سبق ، بمعني أني سأبادر بمخاطبتكم بجواب مفتوح بكل حب وبحسب ماتسمح به اللياقة والإعتبارات المختلفة ، لكل ما لي عليه  تساؤل من أمور تخص أهتمامي بعملكم وسطنا ، وذلك من أجل المصلحة ، وموضَّحاً بالأسانيد والأدلة الكنسية السليمة التي وراء هذا الرأي. 
وكبداية : حديثكم مع أون تي في ... كم كان رائعاً كما أسلفت...  ولكن :
 
في إجابتكم علي سؤال موضوع الزيجة الثانية وعلي الرغم من أنكم ذكرتم أن الموضوع بأبعاده الكثيرة يحتاج بحث ، إلا أنكم سارعتم بتكرار فكر وتفسير خاص للمتنيح الأنبا شنودة والذي  يكثر عليه القول وليس بالضرورة هو موقف تعاليم الكنيسة وتاريخها . وذكرتم أن الأنبا بولا هو المتخصص في هذا الموضوع.
 
سيدي البابا . إن علوم الكنيسة ولاهوتها وقوانينها لايُعقل أن تكون مسئولية شخص واحد حتي لو كان البابا نفسه . و المجمع المقدس ليس هو بالضرورة مصدر بحث أكاديمي مدقق بل للنظارة العليا والإجازة والأقرار لما تم بحثه بتدقيق من المختصين وبعد الإجماع الغير صوري عليه.  فمَن قال إن  آباءنا الأساقفة هم بالضرورة العلماء والأكاديميين في علوم الكنيسة. إنهم ال"صالحين للتعليم" كقول الكتاب نعم ولكنهم ليسوا  بالضرورة العلماء.
 
 يكفينا فخراً أنهم آباء . إن الرعاية والأبوة هي أعلي شأناً بما لا يقاس من العلماء لأنها موهبة الروح القدس يعطيها لمن يشاء ولا سبيل لتحصيلها مثل العلم الكنسي .  البابا كيرلس لم يكن عالماً  (أو مستأسرا علي التعليم)  ولكنه كان أبَّاً وراعياً . والكنيسة في عصره أمتلأت بالعلماء الذين خضعوا فرحين  تحت أبوته وتباركوا بها.
 
سيدي البابا . لابد من إجماع  أهل الخبرة (وليس الثقة ) من العلماء الكنسيين ونشر أبحاثهم ليطَّلع عليها المهتمين من الشعب . وهذا يستلزم إنشاء  كوادر حقيقية وليست ’ ورقية ‘ ( وهذا مصطلحكم الذي ينسب لكم إستحداثه أثناء هذا اللقاء في وصف بعض الممارسات في الدولة عندما تكون شكلية.) للتعليم الأكليريكي عن طريق الإهتمام بالبعثات إلي الجامعات اللاهوتية المعتَبَرَة. مع الإلتزام بتراثنا الأرثوذكسي  بأن اللاهوتي هو المصلي ، وأن الذي يصلي هو اللاهوتي .
 
 سيدي البابا ليس من الضروري أن تحمل علي عاتقكم الرد النهائي لكل سؤال يحتاج لدراسة متخصصة حتي ولو كان لكم رأيكم الخاص ، فقد يكون ليس بالضرورة هو رأي الكنيسة في النهاية. 
أكتفي بهذا القدر وإلي تعليق آخر . 
نطلب صلواتكم وبركتكم وأدامكم الله لنا راعياً صالحاً وحسب قلبه دائماً . أمين ... نعم آمين.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع