الأقباط متحدون - البابا والسياسه
أخر تحديث ١٩:٤٠ | الأحد ٢٥ نوفمبر ٢٠١٢ | ١٦ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٥٥ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

البابا والسياسه

بقلم: حنا حنا 
فى لقاء أقامه الاعلامى وائل الابراشى مع الاستاذ عزت بولس وأحد الساده السلفيين تكلم الاخ السلفى منتقدا قداسة البابا شنوده الثالث بأنه كان يتدخل فى السياسه ويتعين على البابا الجديد ألا يتدخل فى السياسه مثل سابقه لأن الكنيسه مؤسسه دينيه ولا يجوز أن تتدخل فى السياسه.  وقد استرشد ببعض الايات أو الكلمات التى استخلص منها أن السياسه قاصره على المسلمين فقط.

وكنت أسمع حديث الاخ السلفى وأنا لا يتملكنى إلا التعجب والاستغراب رغم أن الاستاذ عزت أعطاه ما فيه الكفايه.  ذلك أنى لم أعرف مثلا  أن البابا شنوده قد رشح نفسه لرئاسة الجمهوريه أو لمجلس الشعب أو لرئاسة الوزاره.  إن جل هم الرجل كان فى الكنائس وبنائها فى المهجر إذ أن بناءها فى مصر قد أصبحت تشوبه العراقيل والعقد والمشاكل والاعتبارات المقول إنها أمنيه إلى آخر تلك الملحمه الشائنه والمشينه.
 
ولكن قد اتضح من حديث الاخ السلفى أنه كان يطلب من رجال الكنيسه ألا تتعرض لأى وضع أو موقف يتعرض له أقباط مصر.  إذ أن موضوع إضطادهم وتهميشهم وتهجيرهم والاعتداء على ممتلكاتهم وخطف بناتهم ليست إلا مسأله مدنيه لا يجوز للكنيسه أن تتعرض لها وإلا تكون تدخلت فى السياسه ومن ثم تكون تركت دورها الدينى ودخلت فى مسائل سياسيه مدنيه من حق الاخوه السلفيين والمتطرفين أن يعيثوا فيها فسادا فهى من إطلاقاتهم فقط.
 
وهنا لنا وقفه للرد على الاخ السلفى وهى أن المصريين جميعا أبناء وطن واحد وهم جميعا مسئولون عن تقدم وطنهم, وبناء الوطن ونهضته منوط بالمواطنين جميعا لا فرق بين مسيحى ومسلم.  حقيقة إنكم تتخذون من الدين ذريعه حتى تستأثروا بخيرات الوطن وتتمسكون بهذا المبدأ حتى لو كان فى غير صالح الوطن.  ولكن ثق يا سيدى أنكم بذلك تهدمون مصر وبناء مصر ونهضة مصر.  إن المواطنين جميعا يتعين أن يكونوا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.  وعليك يا سيدى يا سلفى أن تنظر ولو نظره عابره إلى أى دوله من دول أوروبا أو أمريكا ستجد أن سبب ازدهارها هو روح التعاون التى تسود بين جميع الاجناس والجنسيات فم ثم يعمل الجميع فى منظومه إنتاجيه واحده تحقق الرخاء والازدهار.
 
إن روح الكراهيه والبغضاء تدمر ليس فقط الوطن الغالى بل تدمر صاحب هذا الفكر المريض.  وأود أن أقول لك إن أى عمل غير إنسانى سوف يثير ليس فقط البابا بل كل إنسان تسرى فى دمائه ذره من الانسانيه سواء كان مسلما أم مسيحيا, مصريا أو غير مصرى.
 
هل تريد أن تعمل  على خطف البنات القاصرات المسيحيات فيكون دور الكنيسه والبطرك الصمت والرضوخ والخنوع والاستسلام للقدر الذى لا يعرف معنى الانسانيه؟  هل تريد أن تعمل على تهجير الاقباط من مسقط رأسهم ليتركوا محلاتهم وبيوتهم وصيدلياتهم وأراضيهم ثم يقول لك البابا هل من مزيد؟
 
يا أخى أيها السلفى العزيز: إن فى الجعبه الكثير والكثير جدا ولكن أحجم عن تفجيرها فأرجو أن تنصت لصوت  الضمير إن وجد وصوت الانسانيه إن كان له مكان, وصوت الحق لا الباطل إن كنت تؤمن بالحق.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter