كتب - محرر الاقباط متحدون 

استعرض الإعلامي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى خلال تقديم برنامج (حديث القاهرة), المذاع عبر فضائية (القاهرة والناس)،  الشهادة التي أدلى بها في محاكمة الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، كونه شارك في ثورة 25 يناير. 
 
بدأت قوات الأمن فى إطلاق المياه على مظاهرة لتفريقها، وذهب عدد من المتظاهرين إلى الشوارع الجانبية، وعاد بعضهم  إلى شارع الهرم.
 
 بينما لجأ البعض الآخر وانا منهم  للمسجد نتيجة اندفاع القوات بالمياه وفض المظاهرة وبقيت داخل المسجد مع المتظاهرين.
 
عندما حاولنا الخروج من المسجد للانضمام للمظاهرات  في  الشوارع المحيطة بدأت قوات الأمن في القاء قنابل الغاز على ساحة  المسجد.
 
استمر المشهد على هذه التفاصيل حتى أذان العصر.
 
عقب الصلاة كانت الأدخنة تملأ المسجد، خرجت وطلبت من أحد الضباط أن التقي فورا بالمسؤول عن الوضع الأمنى بالميدان.
 
أخبرنى أنه اللواء أسامة المراسى، مدير أمن الجيزة وقتها، وقال إنه موجود فى ساحة معروفه بالميدان باعتبارها موقف للسيارات.
 
 اتجهت إليه دون أن يمنعنى أحد وقمت بتعريف نفسى له وأخبرته أن الوضع داخل خارج المسجد فى منتهى الصعوبة.
 
كما قلت أنني أخشى على حياة الدكتور محمد البرادعى تحديدا واطالبه بالسماح له الخروج من المسجد خشية التعرض لازمات صحية ، وعدني انه سيفعل بمجرد هدوء الاوضاع .
 
لكني طلبت منه التدخل فورا حتى لا يتفاقم الوضع وينتهى إلى نتائج مزعجة، وعدت إلى المسجد وأخبرت الدكتور البرادعى بما جرى مع اللواء المراسي.
 
ثم تركت المسجد وتوجهت إلى الميدان، حيث أعداد غفيرة تحاول دخول الميدان بينما أتابع قوات الأمن وهى تتصدى باطلاق قنابل الغاز نحوها.
 
 بدأ بعض المتظاهرين فى إلقاء حجارة على قوات الأمن التى لم تكن فى محيط تتعرض فيه للإصابة بهذه الحجارة.
 
 ذهبنا منطلقين مع بعض المتظاهرين، حيث تجمعات قادمة من الهرم وطالبنا الشباب التوقف تماما عن إلقاء الحجارة، فاستجابوا وهتفوا  "سلمية سلمية".
 
 عدنا مرة اخرى  إلى محيط  المسجد وكانت الساعة اوشكت على  الرابعة عصرا، فاذا بنا نرى  القوات وهي تفتح صفوفها وتسمح بخروج المتظاهرين إلى شارع مراد.
 
 في الوقت الذي سارع بعض الزملاء وطلبوا مني الحضور الى المسجد حيث سأل عني عدد من افراد الشرطة وحين لم يجدوني أبلغوا الدكتور البرادعي وابلغوني بعد ذلك انه يمكن ان يستقل سيارته ويخرج الى الميدان.
 
 حين وصلت كان قد استقل سيارته، فبلغتهم ان الطريق صار مفتوحا الى شارع مراد ، وقتها قلت سأذهب مع المتظاهرين الى ميدان التحرير  وعدت الى المظاهرة .
 
 كنت الشخصية العامة الوحيدة الموجودة فى المظاهرة، فقد احاط بي  المتظاهرون للسؤال  عن وجهتنا القادمة ، فاخبرتهم الى ميدان التحرير.
 
بدأنا التوجه الى شارع مراد حيث  اختفت تماما قوات الأمن ولم يعد هناك مظهر من مظاهر وجودها في الميدان او الشوارع المحيطة، او شارع مراد .
 
 انطلقنا في مظاهرة سليمة تماما ولم يكن بها اي وجود شرطي ولا اي مظهر من مظاهر العنف.
 
كانت المرة الأولى التى يردد فيها المتظاهرون "الشعب يريد إسقاط النظام" الذي كان  هو الهتاف الوحيد الذى نسمعه.