الأقباط متحدون - هل حصروا الدين في أداء الطقوس ؟ .
أخر تحديث ٠١:٠٣ | الخميس ٦ ديسمبر ٢٠١٢ | ٢٧ هاتور ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٦٦ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

هل حصروا الدين في أداء الطقوس ؟ .

بقلم:  محمد حسين يونس

عندما يحرص شخص ما علي أن يستيقظ فجرا يتوضأ وهو يدعو بأدعيته (أشْهَدُ أنْ لا إله إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيك لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَوَّابِينَ، واجْعَلْني مِنَ المُتَطَهِّرِينَ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ وبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوبُ إِلَيْكَ) ويلحق بصلاة الفجر السّنة منها والفرض في المسجد لينال ثواب الجماعة ويطيل في السجود و الركوع وتلاوة سور القرآن والاوردة والادعية(اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد) ويحفظ العشرات من الادعية والاوردة التي عليه أن يتلوها خلال نشاطه اليومي فهو بذلك يسير علي خطي السلف الصالح ويؤمن لنفسه مكانا بينهم في نهاية العمر. 
 
المسلم يحرص طول اليوم علي أن يؤدى الصلاة في مواقيتها جماعة ويصوم رمضان والاثنين والخميس وايام وسط الشهور العربية والاعياد والمواسم كما كان يفعل الصحابة المقتدى بهم، ويضحي في العيد و يخرج الزكاة في أزمنتها ويزيد و يحج لبيت الله حجة كبري وأخرى صغرى، يسبح بإسم الله علي المسبحة ويشكره ويبكي عند ذكره رهبة ومحبة، يصلي علي المصطفي في كل لحظة و بين كل خطاب، يبدأ حديثة باسم الله الرحمن الرحيم و ينهيه بالحمد له سبحانه، يطلق لحيته ويزيل الشارب يلبس الجلباب لا يشرب الخمر ولا يحملها ولا يسقيها ويفحص اللحم والدهن كي لا يكون من جسد الخنزير ويتقي الله في زوجاته الاربع يعدل بينهن ويؤدبهن بهجر فراش التي تخطيء لنقص عقلها و دينها، يتبرع للمجاهدين ويحض علي الجهاد يوقر المرشد ويقبل يده.
 
هذا الرجل - في رأى السلفيين والاخوان المسلمين -هو المسلم النموذجي المرتجي والذى ضمن لنفسه قصرا في جنة الخلد - هكذا- يعب من الخمر واللبن الرباني ويعبث مع حورياتها كلما فض بكارة إحداهن تعود لها بعد نهاية الجماع !!، بقول أخر المسلم الذى يؤدى كل هذه الطقوس بإتقان، ذمة ونية صافية يتوقع أن يكافئه الرحمن بسعة الرزق ويحسن له دنياه وآخرته .. حتي لو كان لا يتقن عمله، لا يتفوق في منافسة، يعتمد علي الكذب والخداع في التعامل مع الغير علي اساس انهم كفرة، مشهور عنه عدم الوفاء بوعوده، يحنث في قسمه، يغدر بحلفاءه، يزاول افعال يكون من نتائجها الإضرار بالآخرين علي خلفية أن الانسان خطـّاء والله غفور رحيم وصوم ثلاثة أيام تكفر عن الكذب والحنث والخداع وزيارة بيت الله الحرام تمحو السيئات وتعيد الحاج نظيفا كما ولدته أمه ، ولكنه يفاجأ أن للحياة قوانين أخرى لا تتصل بطقوسه التي يؤديها بحرفية وإصرار وأن الناس تنفض من حوله، تدينه، تلعنه، تتجاهل تقواه الساترة لعجزه و عدم توافقه مع المعاصرة وتصيح في ميدان التحرير والشوارع ((يسقط يسقط حكم المرشد )) فيعجب !. 
 
هذا الاسلام الطقسي الذى أصبح دين العديد من المسلمين – الذين جمعوهم للتظاهر أمام جامعة القاهرة - يجعل من الطبيعي زواج البالغ بطفلة في سن التاسعة من العمر، خطف المسيحيات وإجبارهن علي تغيير دينهن وإلحاقهن بحريم من يهديهن، يبرر كل أنواع الشذوذ الاخلاقي بدءً بالقاء المخلفات علي الجيران أو عدم الاهتمام بنظافة شوارع وجمال مدينته، الي السرقة، الرشوة، الخداع، التحالف مع الاعداء والجاسوسية لصالحهم، ودولة الافتاء جاهزة بفتاوى تتجاهل ما توصلت إليه الانسانية من علم فيلحقون طفل بنسب رجل غاب عن زوجته لفترة في حدود السنوات الاربعة، يطلقون سراح مذنب علي أساس انه إرتكب جريمته وهو تحت تأثير الجان المسيطر علي أعداد منهم ،يبررون عدم إكتمال الجنين بأن والده لم يتلو أدعية الفراش أثناء التقاءه بزوجته فلبسه الشيطان وواقعها بدلا منه ، يكفرون ويهدرون دم من ينتقد الخليفة المرشد - عن حق - مادام يؤدى سيادته الطقوس علنا في موعدها وبأسلوب معتمد من المشايخ والدعاة. 
 
السير والاس بدج كتب عام 1903 ((المصريون كانوا الاكثر إهتماما بأمور الدين حتي أنهم حملوا دائما سمات الامة فائقة التدين ..فقد خصصوا للاحتفالات الدينية وتنفيذ الفروض العقائدية المتصلة بعبادة الارباب قدرا عظيما من الوقت الذى إمتص طاقة الامة ،فإذا أضفنا الي ذلك الاحتفالات الجنائزية وطقوس تخليد الموتي التي يؤدونها في المدافن فإننا لابد أن نعذر الزائر العابر لمصر- والذى لا يستطيع أن يغوص في الاعماق- عندما يعلن أن المصريين أمة من الرجال المستنزفين كلية في أداء طقوس العبادة والموت )) كتاب آلهة المصريين، ما أشبه اليوم بالبارحة محمد حسين يونس

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter