محرر الأقباط متحدون
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأحد السابع عشر من تشرين الثاني نوفمبر في بازيليك سيدة لبنان – حريصا قداس الشكر لإعلان قداسة الإخوة المسابكيين الثلاثة.
 
ألقى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي عظة بعنوان "كان زكريّا وأليصابات بارّين أمام الله" (لو ١: ٦) استهلها قائلا "تبدأ في هذا الأحد السنة الطقسية الجديدة، بزمن ميلاد إبن الله إنسانًا. فالبشارة بمولد يوحنا المعمدان هي خاتمة العهد القديم، وبداية العهد الجديد. يوحنا هو بمثابة الفجر الذي يسبق طلوع الشمس، يسوع المسيح. وهو إبن والدين تقيّين "بارّين أمام الله، وسالكين في وصايا الله ورسومه بدون لوم" (لو ٦: ١). وأضاف غبطته يقول "وفي هذا الأحد نحتفل هنا في بازيليك سيدة لبنان بقداس الشكر لله على القديسين الإخوة المسابكيين الثلاثة الذين استشهدوا في سبيل إيمانهم المسيحي في دمشق في ليل ٩-١٠ تموز ١٨٦٠ مع ثمانية من الآباء الفرنسيسكان، ونقدمها ذبيحة الشكر لقداسة البابا فرنسيس على إدراج أسمائهم في سجل القديسين الأحد ٢٠ تشرين الأول المنصرم. ونقدمها ذبيحة شكر للقديسين الثلاثة على النعم التي يغدقها الله بشفاعتهم على المؤمنين والمؤمنات منذ استشهادهم".
 
في عظته مترئسا قداس الأحد، قال البطريرك الماروني "في أحد بشارة زكريا تتجلّى قداسة العائلة من خلال حياة زكريا وأليصابات "البارّين أمام الله، السائرين في وصاياه ورسومه بدون لوم" (لو ١:٦). ونستطيع القول إن يوحنا تربى من مثل والديه على القيم الروحية والأخلاقية والإنسانية. فالعائلة هي المدرسة الطبيعية الأولى، والكنيسة البيتية التي يتربى فيها الإنسان على الإيمان والصلاة وتقوى الله. فالقديسة تريز الطفل يسوع كانت تقول: "إنها تعلّمت القداسة من والديها". وفي الواقع أعلنتهما الكنيسة طوباويين. والقديس شربل هو إبن بيت صلاة إذ كانت العائلة تلتقي كل مساء لصلاة مسبحة العذراء وزياحها". وأضاف البطريرك الراعي: "القديسون المسابكيون الإخوة الثلاثة لم يصيروا قديسين ساعة استشهادهم فقط، بل كانوا متصفين بالقداسة طيلة حياتهم. فقد نشأوا في عائلة مقدسة من آل مسابكي، وتربوا على الصلاة والفضائل والأخلاقية الرفيعة، وعلى مخافة الله والتقوى". وأشار إلى أنه "في ١٠ تشرين الأول ١٩٢٦ أعلنهم طوباويين البابا بيوس الحادي عشر، وفي ٢٠ تشرين الأول الماضي أدرج البابا فرنسيس أسماءهم في سجل القديسين. فتعيّد لهم الكنيسة الجامعة في ١٠ تموز من كل سنة".
 
وأضاف البطريرك الراعي "بشفاعتهم وشفاعة قديسي لبنان، من القديس شربل حتى الطوباوي البطريرك اسطفان الدويهي، نلتمس من الله خلاص لبنان من ويلات الحرب الدائرة فيه، وما تخلّف من قتلى وجرحى ودمار منازل ومؤسسات وتهجير شعب آمن، حتى بلغ عددهم مليون ونصف المليون. ونلتمس من الله تحريك ضمائر المتسببين بعدم انتخاب رئيس للجمهورية منذ سنتين كاملتين، والذهاب إلى المجلس النيابي وتحمّل المسؤولية الوطنية المشرفة بانتخاب الرئيس. فلا أحد يستطيع أن يحل محله، والمؤسسات لا سيما الدستورية، وعلى الأخص المجلس النيابي ومجلس الوزراء، فاقدة صلاحياتها في هذا الظرف الدقيق".
 
وفي ختام عظته مترئسا القداس الإلهي أمس الأحد في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، قال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي "ونوجه الشكر إلى كل الذين يخدمون النازحين بشتى الطرق، لكي يعوّضوا عليهم بالقليل من الكثير الذي فقدوه، سائلين الله الآب السماوي، العناية بهم وإرسال فاعلي الخير إليهم".