كتب - محرر الاقباط متحدون
أجرى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان،  صباح اليوم الأربعاء مقابلته العامة مع المؤمنين في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، وتابع سلسلة تعليمه حول موضوع "يسوع المسيح رجاؤنا" وسلط الضوء اليوم على شخصية القديس يوسف وقال إنه وثق بالله وأطاعه. لنسأل نحن أيضا الرب نعمة أن نصغي أكثر مما نتكلم، وأن نحلم أحلام الله ونقبل المسيح بمسؤوليةٍ، فهو ومنذ لحظة معموديتنا، يحيا في حياتنا. 
 
استهل قداسة البابا فرنسيس مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء مشيرا إلى مواصلة التأمل في يسوع رجائنا وسلط الضوء على ما جاء في إنجيل القديس متى (١، ١٨ – ٢١) متحدثا عن القديس يوسف الذي يأخذ على عاتقه الأبوة الشرعية ليسوع. وأشار البابا فرنسيس إلى أن إنجيل متى يحدثنا عن يوسف كخطّيب مريم. وأضاف أنه بالنسبة لليهود، كانت الخطوبة رباطا قانونيا يهّيئ لما سيحدث بعد عام تقريبًا، أي الاحتفال بالزواج. ومن ثم تنتقل المرأة من وصاية والدها إلى وصاية زوجها، وتذهب معه إلى بيته وتكون مستعدة لعطية الأمومة. وخلال هذه الفترة تحديدا، اكتشف يوسف أن مريم حامل، وقد تعرّض حبّه لها لاختبار شديد. وإزاء وضع مماثل كان ليؤدي إلى فسخ الخطوبة، كانت الشريعة تقدم حلّين ممكنين: إجراء قانوني علني كاستدعاء المرأة إلى المحكمة، أم إجراء خاص كتسليم المرأة كتاب طلاق.
 
وأشار البابا فرنسيس في تعليمه الأسبوعي إلى أن متى الإنجيلي قد وصف يوسف بـرجل بار، صدّيق، يعيش بحسب شريعة الرب ويستوحي منها في كل ظروف حياته. وباتباع كلمة الله، يتصرف يوسف بحكمة: لا يستسلم لخوف أن يستقبل مريم في بيته، إنما يفضّل أن ترشده الحكمة الإلهية. فاختار أن ينفصل عنها بدون ضوضاء، أي سرًا (راجع متى ١، ١٩). وأضاف البابا فرنسيس أن حكمة يوسف أتاحت له ألاّ يخطئ وأن يكون مطيعا لصوت الرب.
 
ماذا حلم يوسف الناصري؟ تابع البابا فرنسيس، حلم بالمعجزة التي صنعها الله في حياة مريم، وأيضا بالمعجزة التي صنعها في حياته: يأخذ على عاتقه أبوة قادرة على الحراسة والحماية ونقل إرث مادي وروحي. امرأته حامل بوعد من الله، وعد يحمل اسما أُعطي فيه للجميع يقين الخلاص (راجع أعمال الرسل ٤، ١٢). وأشار البابا فرنسيس في تعلميه الأسبوعي إلى أن يوسف سمع في الحلم هذه الكلمات:" يا يُوسُفَ ابنَ داود، لا تَخَفْ أَن تَأتِيَ بِامرَأَتِكَ مَريمَ إِلى بَيتِكَ. فإِنَّ الَّذي كُوِّنَ فيها هوَ مِنَ الرُّوحِ القُدُس، وستَلِدُ ابناً فسَمِّهِ يسوع، لأَنَّه هوَ الَّذي يُخَلِّصُ شَعبَه مِن خَطاياهم" (متى ١، ٢٠ – ٢١). وأمام هذا الوحي، لا يطلب يوسف أدلة إضافية، يل يثق بالله، يقبل حلم الله في حياته وحياة خطيبته. وهكذا يحظى بنعمة مَن يعرف كيف يعيش الوعد الإلهي بإيمان ورجاء ومحبة. وفي كل ذلك، لم يتلفظ يوسف بكلمة، إنما يؤمن، يرجو ويحب. إنه ينتمي إلى نسل مَن يسميّهم يعقوب الرسول الذين "يعملون بالكلمة" (راجع يعقوب ١، ٢٢)، يترجمونها بأفعال، حياة. لقد وثق يوسف بالله وأطاعه.
 
وفي ختام تعليمه الأسبوعي، قال البابا فرنسيس أيها الأخوة والأخوات لنسأل نحن أيضا الرب نعمة أن نصغي أكثر مما نتكلم، نعمة أن نحلم أحلام الله، ونقبل المسيح بمسؤوليةٍ، فهو منذ لحظة معموديتنا، يحيا في حياتنا.
 
وفي نهاية مقابلته العامة مع المؤمنين صباح اليوم الأربعاء في قاعة بولس السادس في الفاتيكان، وجه قداسة البابا فرنسيس كلمة عبّر في مستهلها عن قلقه إزاء تفاقم الوضع الأمني في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وحثَّ جميع أطراف النزاع على الالتزام من أجل وقف الأعمال العدائية وحماية السكان المدنيين في غوما وفي باقي المناطق حيث هناك عمليات عسكرية. وأضاف الأب الأقدس أنه يتابع بقلق أيضا ما يحصل في العاصمة كينشاسا آملاً أن تتوقف في أسرع وقت جميع أشكال العنف ضد الأشخاص وممتلكاتهم. أصلي من أجل استعادة السلام والأمن، أضاف البابا فرنسيس، وأدعو السلطات المحلية والمجتمع الدولي إلى بذل قصارى الجهود من أجل حل النزاع بطرق سلمية.
 
كما دعا قداسة البابا فرنسيس إلى عدم نسيان الصلاة من أجل السلام، وذكّر بأن الحرب هي هزيمة على الدوام.