كتب - محرر الاقباط متحدون
خصص الباحث أحمد الغندور حلقة خاصة في برنامجه الدحيح، عن السير مجدي يعقوب جراح القلب المصري العالمي، تحدث فيها عن الصعوبات والتحديات التي واجهته، عندما قرر تطوير عمليات زراعة قلب.
وقال الدحيح :" في بداية ثمانينيات القرن الماضي، شخص يدعى "كينيث كلارك"، كان عضوا في حزب المحافظين، وبعدها أصبح وزير الصحة في إنجلترا.
وتابع :" كلارك هذا، ارسل رسالة إلى زميله جون باتين"، قال فيها:"لدي جراح مجنون في مستشفى هيرفيلد يحاول إجراء عملية زراعة قلب، وكيف أوقفه؟! إما أنني سأغلق المستشفى، أو أنني سوف اتخذ قرار بنقله، فلا يمكن لأحد أن يعرف هذا الكلام.
وواصل :" الجراح المجنون الذي نتحدث عنه هو الدكتور مجدي يعقوب.
خلال السبعينات والثمانينات، مجدي يعقوب، كان العدو الأول لكثير من الساسة البريطانيين، وكذلك الكيانات الصحية هناك.
هو الجراح الذي عانى من المؤامرات السرية طوال الوقت، مؤامرات تحاول منعه من تطوير عملية زراعة القلب.
لدرجة أنه في عام 1978، أوصت مجموعة من اتحاد التخطيط الصحي في لندن بإغلاق مستشفى هيرفيلد، وهو المستشفى الذي بدأ فيه مجدي يعقوب برنامج زراعة القلب.
محاولة غلق المستشفى سيقف أمامها أكثر من 100 ألف بريطاني، حيث وقعوا على التماس وقدموه للبرلمان في محاولة لإنقاذ المستشفى.
ولفت الغندور : الموضوع، يا عزيزي، فضل يكبر ويكبر، لدرجة إن الحكومة البريطانية هترفض في بداية الثمانينات إنها تمول المستشفى.
مين ده إن شاء الله، اللي عايز يزرعلي قلب؟! وهنا، هيضطر مجدي يعقوب الجراح المرموق آنذاك، إنه يلف ويجمع تبرعات.
هنشوفه يا عزيزي، بيبيع زهور الأوركيد اللي موجودة في بيته ليه؟ عشان يمول صندوق هيرفيلد لزراعة القلب.
جراح من بلد بعيدة، جاي بطموح كبير جدا، مش بس بيحلم بنجاح شخصي، وإنما كمان بيحلم بتغيير طب القلب في العالم للأبد.
خلينا نبدأ يا عزيزي من هذا البلد البعيد، تعالى، يا عزيزي، أوديك على مصر، في يوم 16 نوفمبر سنة 1935 الجراح حبيب يعقوب، بيستقبل ابنه التالت (مجدي)، مجدي هيقرر يكون جراح قلب من أصغر سن ممكن تتخيله.
من وهو عنده 5 سنين دا بيحصل لما بتموت عمته (يوجين) سنة 1940 وهي لسة صغيرة، عندها 22 سنة بمرض القلب.
المرض وقتها هيؤدي إلى حمى روماتيزمية، كانت متوطنة في مصر، وملهاش علاج لما مجدي بيصارح ابوه بعد كدا برغبته، الأب هيقوله ان تركيبته المزاجية وطريقة تفكيره عمرها ما هتناسب جراح، لان مجدي من صغره وهو طفل خواف.
كلمة واحدة قادرة تخليه يقوم من مكانه وهو مرعوب زي غارة.
الصعوبات دي هتزود انبهار مجدي بمهنة الطب، خصوصا سنة 1942، لما الألمان قصفوا مصنع قطن قريب من بيته.
وقتها، أبوه هيجري من غير تفكير، عشان يلحق المصابين ويعالجهم، ومش هيرجع من على الجبهة غير بعد كام يوم، في اليوم دا، يا عزيزي مجدي يعقوب حب الطب.
وبالعودة الى الصعوبات التي واجهت يعقوب ، لفت الغندور :" احنا أمام مجدي يعقوب الطبيب الوحيد المثير للجدل، واقف قصاد إعلام ومجتمع ومؤسسات وبرلمان كل دول متحفزين ضده.
الإنقاذ والدعم هييجي للدكتور يعقوب من مرضاه، وتحديدا، واحد من مرضاه وهو الكوميدي الشهير إريك موركامب.
في السبعينات هيسيطر اسم موركامب على عالم الترفيه في التليفزيون البريطاني، برنامجه بيشوفه حوالي 20 مليون مشاهد.
موركامب هيعاني من مرض شديد في القلب، وهيتفاجئ بالنخبة الطبية بتنصحه ان اللي ينفع يعمل العمليات المجنونة دى هو دكتور واحد قاعد في مستشفى ريفي، مصري الجنسية، دا المجنون الوحيد اللي عنده الشجاعة إنه ينقذك
وهنا بتنهال خطابات من كل البريطانيين تطلب من مجدي يعقوب إنه ينقذ نجمهم المحبوب، وهنا، مجدي يعقوب هيخش أوضة العمليات ويعمل له العملية
موضحا :" إيريك يا عزيزي، بعد هذه العملية هيفضل مدين لمجدي يعقوب للأبد، ويعقوب هيستغل شهرة إيريك لجمع تبرعات عشان يأسس برنامج زراعة في هيرفيلد .
لافتا :"بحلول 1980، هينجح برنامج الزرع في هيرفيلد، ومجدي يعقوب هيعمل 3 عمليات زراعة متتالية، هيفاجئ بيهم العالم باستخدام نهج دولي.
موضحا :"في 23 فبراير 1980، مجدي يعقوب هيقوم بعمليته التالتة اللي يا عزيزي هتغير زراعة القلب للأبد، لما عامل عمره 49 سنة اسمه "ديريك "موريس"، في العملية هياخد قلب بنت متوفية في العشرينات من عمرها، وبيحصل عكس كل التوقعات والجسم مايبينش علامات رفض كارثية.