محرر الأقباط متحدون
في كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي البابا فرنسيس يتأمل حول إنجيل عيد تقدمة الرب إلى الهيكل
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر اليوم الأحد صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها يخبرنا الإنجيل الذي تقدّمه لنا الليتورجية اليوم عن مريم ويوسف اللذَين صعدا بالطفل يسوع إلى الهيكل في أورشليم. وقدماه بحسب الشريعة في مسكن الله، كتذكير بأنَّ الحياة تأتي من الربّ. وبينما كانت العائلة المقدسة تقوم بما كان يتم دائمًا في شعب إسرائيل، من جيل إلى جيل، حدث شيء لم يحدث أبدًا من قبل.

تابع البابا فرنسيس يقول لقد تنبّأ شيخان، سمعان وحنة عن يسوع: سبحا الله وتحدثا عن الطفل إلى "كلِّ من كان ينتظر افتداء أورشليم". لقد تردد صدى صوتهما بين حجارة الهيكل القديمة، معلنًا تحقيق انتظارات إسرائيل. إن الله حاضر حقاً في وسط شعبه: لا لأنه يسكن بين أربعة جدران، وإنما لأنه يعيش كإنسان بين البشر. وفي شيخوخة سمعان وحنّة تمّت الحداثة التي تغيّر تاريخ العالم.

أضاف الأب الأقدس يقول أما مريم ويوسف، من جهتهما، فقد كانا "يعجبان مما يقال" في يسوع. في الواقع، عندما حمل سمعان الطفل على ذراعيه، ناداه بثلاث طرق جميلة تستحق أن نتأمل بها. يسوع هو الخلاص، يسوع هو النور، يسوع هو آية معرضة للرفض. أولاً، يسوع هو الخلاص. هكذا يقول سمعان متضرّعًا إلى الله: "لقد رأت عيناي خلاصك الذي أعددته في سبيل الشعوب كلها". هذا الأمر يتركنا مندهشين على الدوام: الخلاص الشامل مُركَّز في شخص واحد! أجل، لأن في يسوع يسكن ملء الله كلّه، وملء محبته.

تابع الحبر الأعظم يقول الجانب الثاني: يسوع هو "نُورٌ يتجلى للوثنيين". كالشمس المشرقة على العالم، هذا الطفل سيخلّصه من ظلمة الشرّ والألم والموت. وما أحوجنا اليوم أيضًا إلى النور، إلى هذا النور! وأخيرًا، الطفل الذي يحتضنه سمعان هو آية معرضة للرفض "لتنكشف الأفكار عن قلوب كثيرة". يكشف يسوع عن معيار الحكم على التاريخ بأسره ومأساته، وعلى حياة كل واحد منا. هذا المعيار هو المحبة: إنَّ الذي يحب يحيا والذي يُبغض يموت.

وختم البابا فرنسيس كلمته قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي بالقول إذ نستنير بهذا اللقاء مع يسوع، يمكننا إذن أن نسأل أنفسنا: أنا، ما الذي أتطلع إليه في حياتي؟ ما هو رجائي الكبير؟ هل يتوق قلبي إلى رؤية وجه الرب؟ هل أنتظر تجلّي مخططه الخلاصي للبشرية؟ لنصلِّ معًا إلى العذراء مريم، الأم الطاهرة لكي ترافقنا عبر أنوار التاريخ وظلاله ولكي ترافقنا على الدوام للقاء الرب.