كتب - محرر الاقباط متحدون
وجه نيافة الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث باسم الكنيسة في مصر، رسالة جديدة لشعب الكنيسة، بعنوان "الطبيب أداة الرب للشفاء."

وقال نيافته :" يشوع بن سيراخ يُوضح أن الأعشاب التي يَصنع منها الإنسان الأدوية لشفاء المرضى هي منه، بقوله: "الرب خلق الأدوية من الأرض، والرجل الفطن لا يكرهها ... بتلك يشفي ويزيل الأوجاع، ومنها يصنع العطار أمزجة، وصنعته لا نهاية لها" (يشو 4:38-7). لذلك ينصح الطبيب ألا يتكبر بعلمه، بقوله: "عِلّم الطبيب يُعلي رأسه" (يشو 3:83)، ويوضح له أن علمه أتاه من الرب، بقوله: "الطب آت من عند العليّ" (يشو 2:38).

لكنه يشير إلى أن للطبيب كرامته عند الرب، بقوله: "إعط الطبيب كرامته، لأجل فوائده فإن الرب خلقه" (يشو 1:38). وكذلك يشير إلى عمل الطبيب، بقوله: "فيحسم الطبيب المرض قبل أن يطول" (يشو 12:10).

كما يوضح من جهة المريض، أن من أسباب مرضه هو الخطأ تجاه الرب، بقوله: "مَن خطئ أمام صانعه؛ فليقع في يدي الطبيب" (يشو 15:38)؛ لذا ينصح من يمرض بالرجع عن خطأه تجاه الرب بالصلاة والتوبة والرجوع عما هو فيه، بقوله: "يا بني، إذا مرضت فلا تتهاون، بل صل إلى الرب فهو يشفيك. أقلع عن ذنوبك، وقوم أعمالك، ونق قلبك من كل خطيئة ... ثم اجعل موضعًا للطبيب؛ فإن الرب خلقه، ولا يفارقك؛ فإنك تحتاج إليه" (يشو 9:38و10).

وكذلك يوضح من جهة الأطباء، أنه بصلاتهم شفاء المرضى على أيديهم وليس بسبب مهارتهم وعلمهم، بقوله: "إن للأطباء وقتا، فيه النجاح على أيديهم، لأنهم يتضرعون إلى الرب، أن ينجح عنايتهم بالراحة والشفاء، لاسترجاع العافية" (13:38و14). لذا ينصح الطبيب ألا يتكبر بعلمه لشفاء المرضى، بقوله: "عِلّم الطبيب يُعلي رأسه" (يشو 3:83).

 لذلك كثيرين من الأطباء الذين لم يتكبروا بعلمهم وكانوا يشفون المرضى بالصلاة والأدوية ويُرْجِعوا شفاء مرضاهم للرب هم قديسون. أمثال القديس لوقا الإنجيلي الذي يقول عنه بولس الرسول: "يسلم عليكم لوقا الطبيب الحبيب" (كو 14:4)؛ والقديسون: كوزماس ودميانوس، وكيروس ويوحنا، وبندلايمون، وإليان الحمصي، ولوقا الجراح رئيس أساقفة سيمفيروبول "قديس القرن العشرين" (+1961)، وغيرهم كثيرون من القديسين كانوا أطباء.

فبما أن الأطباء هم أداة الرب، ولهم كرامتهم عند الرب، والأدوية المعطاة منهم هي من عند الرب، وهم يتكلون على الرب في تطبيبهم؛ ففي الصيام، بشكل خاص، على المرضى اتباع إرشادتهم وتعليماتهم فيما يختص بصحتهم. كما على الكهنة أن يكونوا رحماء بالمرضى بما يعطيه الأطباء من إرشادات ونصائح في نوعيات طعامهم وشرابهم ومواعيد تناول الأدوية، متمثلون بربهم يسوع المسيح الذي قال: "لا يحتاج الأصحاء إلى طبيب بل المرضى" (مت 12:9)، ومتبعين قوله عن الصوم: "فلو علمتم ما هو إني أريد رحمة لا ذبيحة، لما حكمتم على الأبرياء. فإن ابن الإنسان هو رب السبت أيضًا" (متى 7:12)، لأن يوم السبت الإسبوعي كان يوم صوم.