بقلم: لطيف شاكر
كتب صديقي العزيز المهندس عزمي إبراهيم منذ عدة أيام مقال بعنوان ناس بتفكر أشار فيه إلي شروع إسرائيل في شق قناة معادلة وموازية لقناة السويس تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر ..
وإذ بالبعض يتهجم وبتندر ويسب الكاتب وكأنه هو الذي يرسم أو يخطط لهذا المشروع أو من وهم الخيال , في حين أن الكاتب الغيور قصد تنبيه مصر بقادم الأيام السيئ نتيجة هذا المشروع الإسرائيلي , الذي سيؤثر في اقتصاديات مصر ويلحق بالاذي علي الدخل القومي, مما يؤدي إلي انخفاض مستوي المعيشة للمصري الذي يعيش حالة من التعاسة الآن.
وكان تعليقي علي المقال ان إسرائيل تفكر في هذا المشروع منذ أمد بعيد وتنتظر اتاحة الفرصة من حين لاخر , وحانت الفرصة الآن في ظل العهد الإخواني والتيار الديني الذي يريد امتلاك الكرسي ,حتي لو ادي إلي التنازل علي جزء غال من اجزاء الوطن. وهذا بخلاف الحكام السابقين بالرغم من فسادهم ونهبهم ثروات البلد إلا أن مصر عزيزة لديهم ولم يفرطوا في حبة رمل من ارضها ,وسعوا إلي استرداد كل جزء من الوطن حتي لو كانت طابا الصغيرة , لقد كانوا حكاما فقط ولكن الأخوان ملاكا وحكاما , وفي سبيل الامتلاك يضحون بجزء من مصر رغم أهميته ليفوزوا بمصر وكرسيها وثرواتها وخيرها , فهم تجار جشعون وليسوا سياسيون فاهمون ولا وطنيون مخلصون ...ومصر دائما منكوبة بحكامها.
وليسمح لي القارئ ان استطرد رسالة تعتبر من أكثر الرسائل أهمية والتي تثير الدهشة بما تملكه من واقع اليم ورد فيها , وعما سيؤول إليه الوضع في المنطقة العربية هي المذكرة التي كتبها الكولونيل ماينر تزهاجن السكرتير العسكري ل ( اللورد اللنبي الحاكم البريطاني العام على مصر ) إلى رئيس الوزراء لويد جورج عام 1920 وذلك بعد الإفراج علي الوثائق القديمة, طبقا للنظام البريطاني وسأحرص علي سردها كاملة لما لها من أهمية .
عزيزي رئيس الحكومة
طلب مني أن أرسل إليكم مذكرة غير رسمية عن السيادة على سيناء . وهو موضوع له عندي أهمية خاصة ، ليس بالنسبة إلى الظروف الراهنة فحسب , بل بالنسبة إلى السنوات المقبلة أيضا . واسمحوا لي بتناول هذا الموضوع بإسهاب لأننا يجب أن نتعامل بحكمة قصوى ، عند سماحنا لليهود ، بإنشاء وطنهم القومي في فلسطين.
لقد حررنا العرب من النير التركي ، لكننا لن نستطيع البقاء في مصر إلى الأبد ، أضف إلى ذلك أن اليهود رغم شتاتهم لكنهم يمتازون بولائهم ورقة شعورهم وعلمهم . كما أنهم قدموا لبريطانيا أحد رؤساء حكوماتها الممتازين.
سيتمسك العرب واليهود من الآن وإلى خمسين سنة مقبلة بقوميتهم , وسوف يزدهر الوطن القومي اليهودي إن عاجلا أو آجلا ، ويصل الى مرحلة السيادة . وإني أفهم أن بعض أعضاء حكومة جلالته يتطلعون إلى هذه المرحلة.
كذلك ستتطور القومية العربية إلى مرحلة المناداة بالسيادة من المحيط إلى الخليج, ومما لا شك فيه أن السيادة العربية واليهودية ستصطدمان . وإذا قدر لمشروع الهجرة اليهودية إلى فلسطين النجاح ، فإن الصهيونية ستتوسع على حساب العرب دون سواهم . وسيبذل العرب قصارى جهودهم للقضاء على قوة وعظمة فلسطين اليهودية ، وهذا سيعني سفك الدماء.
بريطانيا تتحكم الآن في الشرق الأوسط ، ونحن لا نستطيع أن نكون أصدقاء للعرب واليهود في آن واحد , وأني أقترح منح الصداقة البريطانية لليهود وحدهم بتقدير أنهم الشعب الذي سيكون صديقنا المخلص الموالي في المستقبل . إن اليهود مدينون لنا كثيرا ، وهم يحفظون لنا هذا الجميل وسيكونون ثروة لنا بعكس العرب ، الذين سيبقون سلبيين معنا برغم كل خدماتنا لهم.
فلسطين ستكون حجر الزاوية في الشرق الأوسط ، فبينما تحدها الصحراء من جهة ، يحدها البحر من جهة أخرى ، ولها ميناء طبيعي ممتاز ، هو أحسن ميناء على ساحل البحر الأبيض المتوسط الشرقي ، ثم أن اليهود برهنوا على كفاءتهم الحربية منذ احتل الرومان البلاد , في حين يمتاز العرب بقسوتهم في الحرب ، وحبهم للسلب والتدمير والقتل
والآن دعني أتكلم عن فلسطين بالنسبة إلى مصر ، ففي حالة تواجد السلاح من طائرات ودبابات , سيكون الفصل في المعركة للسلاح الأحدث ، وللشجاعة وقوة الأعصاب والصبر ، ولذلك فإني أرى مصر هي العدوة المسلحة ضد اليهود. ,بوصول القوميتين العربية واليهودية الى مرحلة السيادة .
وفي حالة خسارتنا قناة السويس فإن بريطانيا ستخسر مراكزها في الشرق الأوسط . لذلك ومن أجل تعزيز مواقعنا في مصر ، أقترح ضم سيناء إلى فلسطين.
منذ تشرين الأول سنة 1906, منحت الدولة العثمانية إلى مصر حق إدارة سيناء حتى الخط الممتد من رفح إلى رأس خليج العقبة. أما ملكية سيناء فبقيت لتركيا , وقد احتلها اللورد اللنبي بجيشه البريطاني , ودون أن يدافع عنها المصريون ( لأنها ليست أرضهم ) لذلك أصبح مصيرها منوطا بقرار من الحكومة البريطانية المحتلة وحدها.
في حالة ضم سيناء الى فلسطين نربح حدا طبيعيا فاصلا بين مصر وفلسطين ونثبت لبريطانيا مركزا قويا في الشرق الأوسط بين القوميتين : اليهودية والعربية وشتان بينهما : فالأولى تمتاز بحيويتها ونشاطها , في حين تمتاز الثانية بكسلها وخمولها المكتسبين من الصحراء
ضم سيناء إلى فلسطين سيؤمن لنا اتصالاً سهلاً بالبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وقاعدة إستراتيجية واسعة النطاق مع ميناء حيفا الممتاز الذي سنستعمله بموافقة اليهود.
ومن مزايا هذا الضم أنه سيحبط أية محاولة مصرية لاغلاق القناة في وجه ملاحتنا ، كما سيمكننا من حفر قناة ثانية تربط بين البحرين : الأبيض المتوسط والاحمر , ثم أن ضم سيناء لن يثير أية قضية قومية ضدنا ، إذ أن البدو الرحل المقيمين فيها لا يتجاوزون بضعة الآف (تمت)
اشار الإعلامي جابر القرموطي إلى مؤامرة تتعرض لها قناة السويس قائلا " أن اللواء محفوظ طه ،مستشار وزير النقل البحري ورئيس هيئة موانئ البحر الأحمر قال إن قناة السويس ستغلق في غضون 7 سنوات
وافاد القرموطي إلى أن هناك 4 ممرات دولية بحرية وجوية وبرية بديلة جاري تنفيذها الآن ، وسيتم افتتاحها في غضون سنوات ،مؤكدا علي أن هذه الممرات ستغلق قناة السويس " "
وأوضح القرموطي ، في برنامجه " مانشيت " بفضائية " أون تي في أن هذه الممرات تستثمر بها إسرائيل وتركيا والصين وايطاليا .
لبقاء والاستمرار لقناة السويس والقنوات الاخري يعتمد أساسا علي المنافسة في خفض رسوم العبور إضافة إلي الخدمات والأداء والتسهيلات التي تقدم ربما إسرائيل تتفوق عنا في كل هذا, لأنهم اثبتوا علي مدار الأيام إنهم اساطين المال والتجارة .
هل هذا مخطط دولي بالاشتراك مع الأخوان الذين سيتقاسمون معهم الأرباح علي حساب الشعب المصري المغلوب علي أمره , ليبيعوا الوطن قبل أن ينزاحوا قريبا بعد ان يثروا ثراءً فاحشا ويستولوا علي مصادر الثروة هم وأعوانهم القطريين والاسرائليين , أم غباءً واستهتار بمقادير الوطن ...الله اعلم !!!!!