الخميس ١٤ مارس ٢٠١٣ -
٢٨:
٠٩ ص +02:00 EET
بقلم: أثناسيوس جورج
تمنطقت وتقدمت لخدمه غسل أرجل الجميع ، وأكملت الطاعة لمشيئة إلهك ، ولما كملت أيام خدمتك رجعت إلي بيتك الأبدي ... ألبسوك ثياب التقديس التي لن تخلعها عنك فيما بعد . تسربلت بها وهي ذات الثياب التي أرتديتها كل يوم في قداسك اليومي الذي ما بارحت خدمته علي مدي سني كهنوتك ، مرافقآ للمذبح وملازما الذبيحة لألهيه اليومية ، وكيلا وشفيعا وخادمآ للأقداس ، فكنت بخوره تحترق وتفوح عطرا وشمعه تحترق لتذوب وتنير ، وقربانه ذبيحة مطحونه ومسحوقه مقدمه كصعيده حية ناطقة علي المذبح المقدس السمائي .
لبست ثياب البهاء والمجد التي كسوك بها ، بعد أن تزينت بنعمة البر والتقديس ، وتشرفت بخدمة رعية الملك لحساب مجدة ، متمنطقآ ساهرآ مستعدآ ، لترث الملك المعد وتنضم الي طغمة الاربعة والعشرين السمائيين ... سموك بيشوي فكنت ساميآ عاليآ علي الصغائر متساميآ عن كل مجد فارغ ، حاملا أسماء رعيتك علي كتفيك للتذكار الأبدي ، ملقيآ باثقالهم علي السيد الوحيد الضابط الكل .
أرتديت صدرة الكهنوت لتقف أمام المجد الأبدي في الأبتهاج ، محملآ بالآلام وبكل أذرة التاجر في صبر ومسكنة الروح وبساطة الصيادين الرسل ... وصدرتك هذة لن تنزع عنك فخدمتك للمغتربين والمحتاجين أسهمت في تراجع ذاتك وتواريها ، منشغلآ بصرخات ومشاركة هموم المؤمنين التي أستغرقت فيها حتى اجتزت لتتكلل بالاكاليل التي لا تبلي .
أمسكت بصليب يدك وبإنجيل البركة بعد أن حملتهما خفية وعلانية ، ومت ميتات كثيرة لكنك كنت محوطآ بعناية وحماية مسيحك الذي أختصك ببناء عشرات الكنائس والمذابح فبنيت له الحجر والبشر ، وأسست ملكوتآ لا ينقرض ولا يتزعزع ... حملك مسيحك وعمل بك لتضع الأساسات والآلاف من الحجارة ومواد البناء والمؤن والألواح المقدسة وزينات المقادس ، والتي هي محصاه عند المسيح رب الهيكل والبيت ورأس الزاوية ، وهو الذي سيعوضك عنها بالقصر السماوي بما لا يفني حيث مواضع الراحة والسرور في كورة الأحياء ...
فقد عكست مجد البيت الأبدي هنا علي الارض بتعبك وسهرك وآلالامك وسعيك الدؤوب ...لهذا بعد أن تعبت آن لك أن تستريح فأراحك مسيحك ( كفاك تعبآ يا حبيبي بيشوي ) ... وها نحن ندخل علي تعبك لنكمل ما تسلمناه علي درب تكريس الخلاص .
أما الحجارة الحية والبناء المادي ، فقد رسخته في النفوس وصار لك تذكارآ آبديآ نلت به رضا ربنا القدوس لتعيد عيدآ لا ينقطع وأنوار المنارة الكريمة ، بعد أن وضع الله في قلبك أفكاره ومقاصده ، وحدد لك ومعك الأماكن التي تبني فيها الكنائس الكثيرة التي بنيتها حسب مشورات المشيئة التي من السموات ... وحقآ قدمت لله مشورة حريتك ، وكتبت أعمالك تبعآ لأقوال الله وتممت الخدمة المعطاة لك والمملؤة سرآ .
عشت الأنجيل الذي حملته معك في قبرك ، وقد عرفت أن تميز بين الأمور المتخالفة ،فتسمع لصوت الله وتميزه ولا تنقاد وراء أي روح غريب ، فما سمعتك قط تدين أحد أو تذم أحد ، لأنك أعطيت الحكم للحاكم ، ووليت ظهرك لكل مباهج وكرامات المتكآت الأولي وقد خدمت الناس خدمه العبد للسيد لا خدمه السيد للعبد .
صليبك وأنجيلك المضموم في يدك، حملتهما في خدمتك التي كانت بلا تمييز ولا تنتظر المقابل ، بل تبتغي وجه الله المحب ...
خدمت الجوعا والعطاش والعرايا والغرباء والمحتاجين الي المأوي ، والمرضي وذوي العلل المستعصية والجزام ... وخدمت المحتاجين الي المواساة والمساندة والسجناء ، وبرعت في تكميل احتياجات القديسين ، بسخاء في الخفاء والعلن ، وراعيت الخطأة والراجعين ، وقدمت الخلاص والعطاء الالهي الغني والغامر ، عبر محبتك ودعتك وسجيتك ، متجولا لتصنع الخير والله إلهك لن يضيع أجرك ولن ينسي عملك الذي أظهرته نحو أسمه وسيكافئك عنه بالكيل الجيد الملبد ، المهزوز والفائض ، وسيدخلك الي الملكوت الموعود المعد منذ تأسيس العالم ، وقد أكرمك الذي يكرم الذين يكرمونه فسمحت عنايته بأن تدفن تحت المذبح كشهيد بغير سفك دم لتستريح زمانا يسيرآ حتي يكمل رفقائك سعيهم نانلا المواعيد بشهاده ضميرك وحياتك وأيقونة سيرتك التي لكاهن الله العلي .