سيطر مقاتلون معارضون فجر السبت على مقر قيادة لواء للدفاع الجوي في محافظة درعا، جنوب سوريا، بعد معارك استمرت اكثر من اسبوعين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطين.
وقال المرصد في بيان: "سيطر مقاتلون من جبهة النصرة ولواء اليرموك وكتائب اخرى على قيادة اللواء 38 دفاع جوي الواقع بالقرب من بلدة صيدا على طريق دمشق-عمان في محافظة درعا، وذلك بعد اشتباكات عنيفة استمرت 16 يوما".
واشار الى ان الهجوم اسفر عن مقتل سبعة مقاتلين معارضين واصابة اخرين بجروح وثمانية عناصر من القوات النظامية بينهم ضابط. كما "تم تحرير عشرات الاسرى من داخل مقر قيادة اللواء".
واظهر شريط فيديو بثه المرصد على موقع "يوتيوب" على شبكة الانترنت جثة "العميد محمود درويش"، بحسب ما يقول صوت مسجل على الشريط، وهي جثة رجل بلباس عسكري غارق في دمائه لدرجة لا يمكن تبين ملامح وجهه.
كما بث ناشطون شريطا آخر على يوتيوب عن "تحرير المعتقلين في اللواء 38 في درعا" يظهر فيه شبان ملتحون بمعظمهم وبقمصان قطنية ينحنون على الارض ويقبلونها، ثم يقبلون مقاتلين يرددون لهم "الحمد لله على السلامة".
والتقطت الصور داخل مبنى مظلم وسط ضجيج اصوات، وسمع صوت احدهم يطلب من المقاتلين والمصورين الخروج ليرتاح المعتقلون قليلا.
تزامناً مع ذلك، ذكرت الهيئة العامة للثورة ان مقاتلين معارضين تمكنوا ايضا من "تحرير حاجز العلان في بلدة سحم الجولان واغتنام ما فيه من آليات وعتاد".
وظهر في شريط فيديو على الانترنت عدد كبير من المقاتلين في الحاجز المذكور الى جانب دبابتين على الاقل وعربات عسكرية مع العلم السوري ممزقا وملقى على الارض، وجثث مغطاة ببطانية من الصوف.
وقتل السبت في اعمال عنف في مناطق مختلفة من سوريا 128 شخصا، بحسب المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد للحصول على معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية.
تشييع البوطي
فقد الأسد بمقتل البوطي مؤيداً سنياً بارزاً لنظامه.
وفي دمشق، تجمع أنصار الرئيس السوري بشار الأسد في وسط العاصمة، رغم الاجراءات الأمنية المشددة التي فرضت لتأمين تشييع جنازة رئيس اتحاد علماء بلاد الشام رجل الدين محمد سعيد رمضان البوطي (84 عامما) الذي قتل في انفجار استهدف مسجد الايمان قبل يومين.
وأغلقت العناصر الأمنية كافة الطرق المؤدية الى المسجد الأموي حيث تجري مراسم التشييع.
وتفيد السلطات السورية بأن البوطي قتل في التفجير الى جانب حفيده و48 شخصاً آخر، عندما فجر انتحاري نفسه داخل المسجد حيث كان البوطي يلقي درساً دينياً.
وحمّل كل من النظام والمعارضة الآخر مسؤولية التفجير.
وبمقتل البوطي، فقد الأسد مؤيداً سنياً بارزاً لنظامه.
إدانات دولية
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأشد العبارات الهجوم الذي استهدف البوطي.
وأكد ضرورة إجراء تحقيق عاجل وكامل، مجدداً الإعراب عن قناعته بأن الحل السياسي هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في سوريا.
وأدان مجلس الأمن بأشد العبارات الهجوم "الإرهابي" الذي استهدف المسجد، وأكد أعضاؤه تصميمهم على مكافحة "جميع أشكال الإرهاب" وفقاً لمسؤولياتهم بموجب ميثاق الأمم المتحدة.
وأدانت المفوضة العليا للأمن والعلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون، بشدة التفجير الذي استهدف مسجد الإيمان بدمشق.
و قالت أشتون في بيان: "أندد بشدة بالتفجير الانتحاري الذي استهدف مسجد (الإيمان) في منطقة المزرعة بدمشق مساء 21 مارس/ آذار الجاري، والذي أدى بحياة عدد كبير من المدنيين الأبرياء".
وأضافت "أقدّم تعازي الحارة وتضامني العميق مع أسر ضحايا هذا الاعتداء الشنيع".
وأعربت عن تخوفها" من الوضع المتدهور في سوريا، ودرجة العنف غير المقبولة فيها، والتي لا تزال تسبب المعاناة لملايين السوريين".
وأضافت آشتون "أجدد دعوتي لكافة الفرقاء للدخول في حوار يؤدي إلى حل سياسي للنزاع، بالشكل الذي دعا إليه المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي".
واعتبرت الولايات المتحدة ان على الرئيس السوري بشار الأسد أن يبدأ الوفاء بالعهد الذي قطعه بالقضاء على المتطرفين، بعد التفجير الأخير، بقطع روابطه بكل من "حزب الله والمتطرفين الإيرانيين".
والشيخ البوطي هو رئيس اتحاد علماء بلاد الشام، من مواليد عام 1929، ومتخصص في العلوم الإسلامية، ومن أهم المرجعيات الدينية على مستوى العالم الإسلامي، التحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر حيث حاز على شهادة الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية عام 1965، وله عشرات المؤلفات الخاصة بالفقه الإسلامي.
حل سلمي
جاء ذلك بينما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة حل الأزمة السورية عبر المفاوضات.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية "نوفوستي" السبت عن الكرملين إعلانه في بيان ان بوتين وكاميرون ناقشا الأزمة السورية في اتصال هاتفي بينهما .
وأشارت إلى ان "الجانبين تبادلا الآراء حول الأجندة الدولية، وركزا على الوضع في سوريا"، وذكرا انه "بالرغم من بعض الاختلافات في المقاربات، فإن روسيا وبريطانيا تعتقدان ان الحل السياسي عبر المحادثات هو الحل الأفضل" للأزمة السورية.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.