بقلم شريف منصور
التعريف الحديث للمصريين يتناقض تماما مع سلوكيات الشعب القبطي الذي اعرفه. عندما تسال غير المصري عن من هو المصري ستسمع العجب.
أن سألت خليجي سيقول لك شعب فقير و أن سالت غربي سيقول لك شعب شجاع تصدي للديكتاتور حسني مبارك . وان سالت اخو انجي أو سلفي سيقول لك شعب كافر ضد حلم الدولة الإسلامية. و أن سالت مصري ليبرالي سيقول لك لا لم نعد نعرف من هو الشعب المصري.
حقا الشعب المصري شعب فقير ولكن ليس في الموارد بل فقير في النظام و فقير في الوطنية وفقير في القيادة وفقير في مقومات حقوق الإنسان. وشعب الخليج ينظر للمصريين علي أنهم فقراء لان الخليج يتمتع بطفرة بترولية ضخمة ، قد يحلو للمصريين أن يقولوا نحن من تسبب في هذه الطفرة بسبب حرب 1973 و قفز البترول إلي مصاف أهم سلعة علي وجه الأرض . عندما استخدمه العرب كسلاح ضد العالم ككل. ولكن الأمور تغيرت و شعوب العالم تأقلمت بسرعة و عرفت كيف تتعامل مع هذه السلعة الحيوية و كيف يلعبون سياسة مع مشايخ وملوك وأمراء الخليج. و المصريين أن كانوا السبب في طفرة البترول فلماذا لا يتسببون في طرفة يستنفعون منها مثلما صنعوها للخليجيين.
الخليجيين ينظرون للمصريين علي انهم شعب فقير ماديا و علي الرغم من هذا يقدرون الكفاءات المصرية في كل مواقع العمل في تلك الدول. فالخليجيين المحترمين لا ينظرون نظرة دونية للمصريين و ان كان للأسف المصريين هم من ينظر لأنفسهم بدونية في نظر الخليجيين بسبب تصرفات العمالة الغير متعلمة التي تعمل في مجال المعمار او في مجال الخدمات. و الخليجيين خطاء يخلطون بين المستوي المتدني لفقراء مصر الذين يبيعون بناتهم لكهول الخليج او لشباب الخليج ذو المستوي المتدني و بين الكفاءات المصرية المشهود لها بالكفاءة في مجالات الطب و الهندسة و التعليم و المحاسبة و غيرها من المجالات التي تحتاج إليها التنمية السريعة التي تشهدها المنطقة.
اما الغرب في نظرته للشعب المصري علي انه شعب شجاع يطالب بحريته و تخلص من ديكتاتور فهي نظرة يجانبها الصواب و الخطاء. فعلا الشعب شعب شجاع و شعب قوي وشعب غيور علي وطنه ولكن الديموقراطية الغربية لم تمتد جذورها في الحياة السياسية في مصر إلا في القشرة الخارجية للنظام الديموقراطي. و بني الغرب حكمهم علي ان هناك ديموقراطية في مصر بسبب ان المصريين صوتوا في انتخابات و نتيجة التصويت أتت بمن يفترض فيهم أن الشعب انتخبهم. علي الرغم من ان النتائج نتائج مزيفة لكن لا يريد الغرب ان يعترف أنه الديموقراطية انهزمت قبل الوصول إلي نتائج الانتخابات. فالأصوات اشترت بطريقة مفضوحة منها من أشتري بوهم الدين وهو اول واخطر تعدي سافر علي الديموقراطية لان صنف المرشحين الي مؤمنين و كفار . فهذا في حد ذاته يعد هدم لاكبر قاعدة للديموقراطية وهي ان كل المواطنين مواطنين بغض النظر عن الدين او اللون او الجنس او العقيدة، ولكن من فاز في الانتخابات جاء بسبب تعدية علي هذه الثوابت الديموقراطية. فكانت الانتخابات تتحدث عن الدين و عن الجنس و خسرت المرأة المصرية كل مكاسبها التي اكتسبتها منذ تأسيس دولة مصر الحديثة و تقهقرت نسبه وجودها في كافة المناصب بصورة لا يجدي معها أي نقاش. و العقيدة هي الاخري لقد هوجم علنا كل من هو غير سني و غير مسلم في هذه الانتخابات و يعاني كل الأقليات من انعدام التمثيل في الحكومة او حتي في الدستور الذي طبخة الإسلاميين طبخة فاسدة و أطعموه للشعب زورا بتصرفات مشبوهة غير قانونية وأخطاء دستوريه لا تخفي علي احد. فأين هذه المكاسب التي فاز بها الشعب المصري الشجاع من وجه نظر الغرب . النتيجة تحت الصفر و ليست ايجابية ولو بنسبة 1%. فأين الغرب من تدخل الإدارة الأمريكية في الشأن المصري الداخلي عندما أسقطت نظام مبارك و أحلت محلة بنظام الأخوان ؟
و نأتي الي المعارضة المصرية، المعارضة لا وجود لها بسبب تشتتها و تشرذمها . كل يوم نسمع عن حزب جديد و نسمع عن حركة سياسية جديدة و كأن كل فصيل من فصائل المعارضة لا يوجد بينه وبين الفصيل الأخر ولو حتى 50% من التوافق الفكري . لماذا لا يستطيع ألبرادعي و عمر موسي وصباحي و الدكتور محمد الغار من الاتحاد تحت حزب واحد ؟ هل أيدلوجياتهم و أفكارهم متباينة إلي درجة من الصعوبة حتى أنهم لا يستطيعون أن يتحدوا و يوحدوا المعارضة تحت حزب واحد؟ لماذا حركة كفاية وحركة 6 ابرايل و شباب ماسبيرو لا ينضمون لبعضهم البعض و يكونوا جبهة تقدمية موحده ؟ ما هو هذا المانع الخطير، بالذات أن هذه الحركات لا نري ان لها زعيم واحد لكل حركة قد يتعارض مع زعامة الحركة الاخري ؟ ان أردوا الديموقراطية في مصر فعليهم ممارستها بينهم وبعض . عليهم أن يعرفوا أن خلق أوعية صغيرة من أحزاب او حركات لن تستطيع أن تتغلب علي فصيل المتأسلمين علي الرغم من أنهم لا يمثلون قوة ضخمة .
هل الأقباط مصريين بعد هذا الحوار السابق ؟ من وجة نظري ألبحته، ان الاقباط في السياسة لم يحصلوا مصريين و لم يحصلوا أقباط . فهم ضائعين ضياع غير مفهوم بين كل هذه الأحزاب و بين خلو دور الكنيسة السياسي التي كانت الكنيسة تتدخل فيه مرغمة بسبب النظام السابق . فبعد ان وضحت الرؤية لرجال الاكليروس أن الكنيسة لم ولن تكون لاعبا سياسيا تركت فراغ لم يملئه احد للان. فلا يوجد حزب او حركة استطاعت أن تستميل الصوت القبطي ليس فقط بسبب أنهم لم يبذلوا الجهد في كسب صوت الأقباط بل يضاف إليه ضعف الأحزاب و تشتتها بسبب قيادات هذه الأحزاب . فكل الأحزاب مرعوبة من المتاسلمين أن حاولت أن تضم الصوت القبطي حتي لا يقال انهم يتحدون مع الكفار و يخسرون صوت رجل الشارع المغرر به من الإسلاميين. وحتى المسلمين الليبراليين يخشون أن ينضموا لحزب قد يشوبه أنه يحاول أن يستقطب الصوت القبطي.
بدليل أن اليوم وقت كتابة هذه المقال كتب احد قيادات الأخوان المسلمين يقول أن باسم يوسف هو من إنتاج الصهيوامريكية و أقباط المهجر متهما مايكل منير في انتاج باسم يوسف .
ولا اعرف من هم هؤلاء اقباط المهجر الذين انتجوا لنا العبقري باسم يوسف حتى أوجه لهم الشكر و السؤال في نفس الوقت . أن كنتم بهذه العبقرية و القوة في خلق موهوب مثل باسم يوسف فلماذا لم نتنجوا لنا 10 مثل باسم يوسف و اكتفيتم بواحد فقط ؟؟؟!!!
أما الصهيوامريكية التي يتحدث عنها الأخوان و السلفيين ؟ أن كان احد يعرف من هم اليس بالأجدر أن يكونوا هم من يعرفونهم أكثر ؟ من يمول الأخوان و السلفيين ؟ غير الأمريكان و قطر ؟ وقطر هي الدولة الخليجية الوحيدة التي تنام في سرير إسرائيل و أمريكا بلا أي خجل ؟ وبصراحة وان كنت اكره ما تفعل قطر إلا أنني أحييهم علي مقدرتهم لما وصولوا إليه و ما استطاعت أن تفعله هذه الدولة الصغيرة ليس في المنطقة العربية بل في العالم يدهش العقل.