الأقباط متحدون - مفتى الإخوان يرد علىاليوم السابع: اعتبار كلامى تناقضا وانقلابا فقهيا غير صحيح..
أخر تحديث ١٣:١٦ | الاثنين ٢٩ ابريل ٢٠١٣ | ٢١ برمودة ١٧٢٩ ش | العدد ٣١١١ السنة الثامنة
إغلاق تصغير

مفتى الإخوان يرد على"اليوم السابع": اعتبار كلامى تناقضا وانقلابا "فقهيا" غير صحيح..


 ويؤكد: تهنئة الأقباط بما يناقض عقيدتنا ويصادمها غير مشروع.. ولا يلزمنا تقديم التهنئة بما نعتقد يقينا ببطلانه

أصدر الدكتور عبد الرحمن البر، عضو مكتب الإرشاد والملقب بـ"مفتى الإخوان" وعميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فى المنصورة بيانا صحفيا، يؤكد فيه تصريحاته التى أدلى بها أمس لـ"اليوم السابع" والتى قال فيها، إنه لا يجوز تهنئة الأقباط بعيد القيامة ومناسباتهم الدينية وهى ما أثارت غضب الكثير، بجانب رده على ما نشرته موقع الجريدة اليوم، "إن الإخوان تدشن فقه "التمكين" بفتاوى متناقضة، حيث إن مفتى الجماعة فى عام 2012، أكد أن تهنئة الأقباط بأعيادهم "بر" و"إقساط" وفتاوى ابن تيمية وابن القيم تصلح لعصرهما، أما فى 2013 تراجع وأكد أن تهنئة الأقباط حرام.

وقال مفتى الإخوان فى بيانه الذى أصدره اليوم الاثنين، "إنه فى كل المسائل العلمية أو الشرعية التى أتعرض لها أكون واضحا فى بيان رأيى واجتهادى، بما لا يدع مجالا للتلبيس والتدليس، ولهذا فقد تعجبت غاية التعجب من الضجة الكبيرة التى أثارها بعض الإعلاميين حول موقفى الواضح من تهنئة غير المسلمين بأعيادهم.

وتابع: "إلى الحد الذى ادعى فيه أحد الصحفيين أن فى كلامى تناقضا بل انقلابا فقهيا بحسب زعمه، والآفة إنما أراها فى سوء فهم كلامى (وأنا أتعمد ألا أقول سوء نية الكاتب)، ومن ثم رأيت أن أكتب هذا التوضيح إزالة للَّبْس ومنعا لسوء الفهم.

ووضح البر رأيه قائلا: "إننى أوضح رأيى الذى أعلنته ولا أزال مقتنعا به ولا أفرضه على أحد ولا ألزم به أحدا: أن تهنئة شركاء الوطن من النصارى فى مناسباتهم وأعيادهم المختلفة من الإحسان الذى أمر الله به، ومن البر الذى لم ينهنا الله عنه فى قوله تعالى ﴿لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8] طالما لم تكن هذه التهنئة على حساب ديننا، ولم تشتمل- شفاهة أو كتابة- على التلفظ بشعارات أو عبارات دينية تتعارض مع مبادئ الإسلام، ولا على أى إقرار لهم على دينهم، أو رضا بذلك، أو مشاركة فى صلواتهم، إنما هى كلمات من المجاملة العادية التى تعارف عليها الناس، لا تحتوى على أى مخالفات شرعية.

وأضاف: "ومن هنا لا أرى بأسا بالتهنئة فى عيد الميلاد مثلا، فنحن نؤمن أن عيسى عليه السلام هو رسول من أولى العزم من الرسل، وأنه بشر كانت ولادته آية من آيات الله، وكانت خيرا على البشرية، بل إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم قال فيما أخرجه البخارى: «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فِى الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَالْأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاتٍ، أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ».

وتابع: "ولهذا فإننى لا أنقطع عن التواصل مع بعض أصدقائى من المسيحيين ومنهم بعض رجال الكنيسة فى كافة المناسبات والأوقات، بل إننى ذهبت مرات متعددة إلى الكنيسة، وكان آخرها حضور حفل تجليس البابا تواضروس الثانى وتهنئته بذلك، ولا يمكن لأحد أن يزايد على فى هذا الموقف الواضح، ولم يحدث والحمد لله فى أى من تلك المناسبات أن فعلت شيئا يناقض عقيدتى، ولم يطلب أى من أصدقائى المسيحيين أن أفعل أو أقول شيئا من ذلك، وهذا من البداهة بمكان، غير أننى أحببت التأكيد عليه.

وشدد: "أما التهنئة بما يناقض عقيدتنا ويصادمها مصادمة واضحة فأمر غير مشروع من وجهة نظرى، كالتهنئة بما يسمى عيد القيامة، فعقيدتنا نحن المسلمين التى لا تحتمل لبسا أن المسيح عليه السلام لم يُقتَل ولم يُصلَب، بل عصمه الله من اليهود ورفعه إليه، قال تعالى ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا (157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 157، 158]. فعيسى عليه السلام لم يصلب حتى تكون له قيامة، وبالتالى فلا يلزمنا تهنئة أحد بما نعتقد يقينا بطلانه، وهذا لا ينفى إقرارنا بحق شركائنا فى الوطن فى أن يعتقدوا ما يشاءون أو أن يفعلوا ما يشاءون ﴿لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِى دِينِ﴾ [الكافرون: 6].

وقال: " أما التحية والمجاملة بمثل عبارة «كل سنة وأنتم طيبون» فلا حرج على الإطلاق أن يقولها المصرى المسلم لغير المسلمين فى أى وقت، وفى كل مناسبة".

وقال: "هذا باختصار شديد موقفى بكل وضوح، ولست معنيا بمن أساء الفهم أو أساء النية، وحسبى الله فى كل من أساء لشخصى، أو سعى فى تشويه سمعتى، أو حمَّل كلامى ما لا يحتمل، وأُذكِّر الجميع بقول الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: 6].


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.