4- ثلاثاء البصخة
الإبحار في أعماق الله
Oliver كتبها
أما أنا فمن فوق
ها هو يتكلم عن العلو بقوله الذي من فوق هو فوق الجميع .فوق الناس و فوق الملائكة و رؤساء الملائكة لأنه الله الظاهر في الجسد.
و هو و إن قبل الصليب لا يقبل أن ينكر نفسه.هو الله.حتي و إن لم يعجب ذلك اليهود.هوأزلي كائن قبل إبراهيم حتي و لو تذمر بسبب هذا التصريح من يظنون في أنفسهم أنهم أولاد إبراهيم.
هو بلا خطية و من لا يعجبه ذلك يموت في خطاياه.هو إبن الله و إن عارضه من لا يفهمون ذلك لربما يفهمون فيما بعد.هو الذي قيلت فيه النبوات و رآه إشعياء جالس في عرشه و نار مجده تملأ الهيكل.هو الذي ما أدركه سمعان الشيخ فرأي العذراء تحبل عمانوئيل الله معنا.هو الذي شهد له الجميع الناس و الملائكة و رؤساء الملائكة لأنه حقاً فوق الجميع.
الرب يسوع هو من البدء.هذه اللفظة التي حفظ بها اليهود كتابات موسي.في البدء خلق الله السماوات و الأرض.في البدء خلق يسوع السماوات و الأرض لأن كل شيء به كان.هو فوق الجميع لأنه َقبل الجميع.
لذلك كتب مرقس الرسول في بداية إنجيله قائلاً بدء يسوع المسيح و كتب يوحنا في بداية إنجيله قائلاً في البدء كان الكلمة .و ما دام المسيح له المجد هو البدء و في البدء فإن الجميع به كان و هو فوق الجميع.
الآب يشهد لي
ها هو يتكلم عن العمق فإتهموه بأنه يشهد لنفسه وحده.و لو شهد يسوع لنفسه فشهادته أيضاً حق لأنه في الآب و الأب فيه.لكنه أجابهم الآب يشهد لي.
شهد له الآب في ولادته لأنه إختار العذراء أماً له.و شهد له إذ أوحي ليوسف في حلم أن يهرب بالصبي إلي مصر.و شهد له في المعمودية بأنه الإبن الحبيب الذي به سررت يقول الآب القدوس.و شهد له في التجلي بنفس العبارة مع توصية للبشر أن يسمعوا للإبن.
شهد له علي فم الأبرار أليصابات و سمعان و حنة و المعمدان .
قيمة هذه الشهادة
إذا آمنا بأن الآب و الإبن واحد فإننا نقبل أيضاً أن نكون نحن و المسيح واحد.
و إذا صرنا في المسيح فإننا نتحد أيضاً في الآب.كما صلي الإبن في جثسيماني.
إذا صدقنا أن الآب يشهد للإبن فإننا نقبل أيضاً أن يتوسط الإبن بإسمنا لدي الآب.
و إذا توسط الإبن فإن وساطته هي الوحيدة المقبولة المحققة للمصالحة.
إذا آمنا بأن مجد الآب في مجد الإبن فإننا نتأهل أيضاً ليكون فينا مجد المسيح.
إذا آمنا بثالوث الله نؤمن في الوقت ذاته بحياة الشركة في الكنيسة.
إذا آمنا بأن الآب يشهد للإبن نؤمن أن الإبن يشهد لنا بأن أعمالنا تمت به.
إذا آمنا بأن الإبن عاد ليجلس في يمين أبيه فإننا نؤمن أننا سنجلس علي عرش الإبن شركاء فيه و معه.
إذا آمنا بأن كل الدينونة دفعت من الآب إلي الإبن نؤمن بأن الخلاص الذي أتممه الإبن قد دفع إلينا كاملاً و هو سينجي من الدينونة.
إذا آمنا بأن الإبن يتبع وصايا الآب و يقول لنا ما سمعه من الآب نؤمن أن الإبن يقود البشرية للآب وأن تبعية المسيح هي الطريق الوحيد للحياة الأبدية.هو نور الحياة و من يتبعه يصل إلي نبع الحقأي الآب السماوي.
إذا آمنا أن كل ما هو للآب هو للإبن هكذا نؤمن أن كل ما هو للمسيح صار لنا بالروح القدس.
كل ملء الآب في الإبن و كل ملء البشرية في المسيح.
حينما صلي الإبن للآب أن يمجده فهو كان يصلي للآب أن يمجدنا نحن.
يا أورشليم يا أورشليم
من أعماقه ناداها.لم تسمعه أورشليم.كم مرة أراد أن يحتضنها.رفضته أورشليم كبقرة جامحة.كانت أورشليم بيت الملوك من فوقها يقدم الملوك هداياهم لله ثم صارت ملآنة دماء.لأن الملوك جعلوا الأنبياء هدفاً لسهامهم.
ملوكك عبيد للقتل يا أورشليم.لذا ليس مستغرباً أنه لم يمت نبياً خارج أورشليم.
بني عزيا أبراجاً في أورشليم عند باب الزاوية و حصنها لكنها لم تمنع عنها الخراب لأن الرب قضي عليها.
الرب أكثر مراحمه لها و هي أكثرت الخيانة.البيت الذي قدسه فيها. هم نجسوه برجاسات الأمم.
يا أورشليم مدينة الله إن الله أدبك بما صنعته يداك.
كل كنيسة تفعل كأورشليم تخرب.كل جماعة مؤمنين تصنع كملوك أورشليم تنقرض.لا تتحصنوا بأبوابكم كما فعل عزيا .لا تتحاموا في التاريخ أو الكثرة.فهذه التي بسببها بادت أمم و إنمحت شعوب.
كما تشبه الكنيسة الروحية أورشليم السمائية تشبه الكنيسة الشكلية أورشليم المهجورة.
يا أورشليم يا أورشليم ناداك السيد مرات و مرات.اليوم يبكي علي كنائس و جماعات و مؤمنين.فالداء لا زال لم يستأصل بعد.كل من يفتخر كاورشليم يفقد النار المقدسة في داخله.
يقول الكتاب أن يسوع خرج و مضي من الهيكل و لم يدركوا أنه خرج منه إلي الأبد.إياك أن يخرج من حياتك المسيح .تصبح أنت أورشليم المهجورة.المسيح يغادرك إن أنت لم تشركه في كل شيء تفعله.
أعماق فوق جبل الزيتون
ها هو يتكلم عن الطول فوق جبل الزيتون. سأله تلاميذه عن علامات الزمان الأخير. كان سؤالاً مهماً لطالما شغل أذهان اليهود كل أجيالهم..كانوا متحيرون عن مصير الأمة اليهودية.و نصيبها من الأحداث.سألوه لعله يطمأنهم من جهتها.لكنه أخذ السؤال و طاف إلي ما هو أبعد من المستقبل.لقد أخذهم حتي نهاية الزمان .هناك أجلسهم و صار يوصيهم.
أوصاهم قائلاً أن الذي يرتفع في محبته و يصل إلي السطح لا يعود ينزل ليأخذ شيئاً من بيته أي من الأرضيات. لا تعود إلي بيتك و تترك بيته . الذين في الإيمان في اليهودية يهربوا إلي الجبال أي ياخذوا من القديسين نماذج يتبعونها.و الذي في الحقل لا يعود ليأخذ ثيابه.أنت في كرم الرب فلا تعد تنزرع في بيت الغرباء.أنت غصن فلا تنقلع من شركة المسيح..خلعت العتيق فلا تعود لتلبسه.لا تعود أبداً بل إمتد إلي ما هو قدام.
ويل لمن يتثقل بثقل في قلبه كالحبالي أو بثقل خارجه كالمرضعات.المسيح يريدك متحرراً لأنه حررك.
صلوا لكي لا يكون هربكم في شتاء لئلا تنزلق قدماك من التجارب الناعمات.صلوا كي لا توجد عوائق في طريق التقوي.المسيح ردك إليه صحيح النفس و الجسد و الروح فصن نفسك حتي تقول له مبارك الآتي بإسم الرب.
لا تتبعوا أضاليل تخدعكم.لا تصدقوا من ليس فيه روحي.حيث تكون كلمة الرب ستجد النسور حولها.إعرفني من أولادي.هؤلاء الذين جددتهم أنا و و هبتهم أجنحة النسور.إعرف صوتي فيهم.لا يخدعك الغرباء بالأمور الخارقة.أنا هنا خبز للحياة و لست منظراً أو إستعراضاً.
نزل التلاميذ من الزيتون و قد تغير فكرهم عن الزمان الأخير.لكن الحديث عن رجسة الخراب في أورشليم أذهبت عقولهم.لقد أدركوا اليوم عمقاً لم يدركونه من قبل.
صلاة صاحب الوزنة المطمورة
يا سيدي أخذت وزنتك.أخذتها مع كتاب أرشاداتك ليعينني علي معرفة ما أفعله بها.نظرت إلي صاحب الوزنتين و أشفقت عليه من هذا العبء.نظرت إلي صاحب الخمس وزنات و ظننته ضائع.خفت .شيئاً من ضعف الثقة و الإيمان إنتابني فخفت.تركت وزنتي علي الجدار و إنشغلت.كم مرة سقطت الوزنة أمام عيناي و سقط كتاب إرشاداتك معها و أنا لم أعرهما إلتفاتاً.كنت أعاود وضعهما فوق الجدار.ثم لما تكرر صوتك يذكرني بها قلت أتخلص منها.يوم تأتي أعطيك إياها.فأنا لم أحب وزنتي يوماً.لم أحب حياتي.كم من مرات كثيرة ظننت أنك إختصيتني بالآلام وحدي.و كأن تجاربي أعظم ما في الدنيا.في الحقيقة كنت متذمراً .كنت في همس بيني و بين نفسي أقول عنك أنك ظلمتني.و أنني أعاني من مشيئتك في حياتي.كنت أخدر نفسي بهذه الأفكار.لكي أبدو بريئاً أمامها.لكن كثيراً ما أعتبرتك ظالمي.
ستأت يوماً و تطلب وزنتك هكذا قالت نفسي.أنا أحتفظ لك بها و معها كتابك.لم أمسهما من بعيد أو قريب.كلما وضعتهما قريباً مني تقع عليهما عيناي فأغتاظ.ينتابني شعور بالتقصير.شيئاً خفياً يبرق من كتابك و يخطف بصري.شيئاً لا أدرك حقيقته ينبعث بين الحين و الحين من وزنتك ينبعث فيؤرقني.
يبدو و كأن الوزنة تطالبني بشيء لا أريده.يبدو أن كتابك يلومني في صمت.أراهما و كأنني أري الضمير.يكلمانني بغير صوت .أردت أن أرتاح من هذه الوزنة المؤرقة.
قلت أنشغل عنها.إبتدأت أنشغل بالتراب.المال تراب.و معرفة الدنيا تراب.و المشتهيات تراب.و أخبار الأرض تراب.كنت أتعمق في التراب أكثر فأكثر.ملأت عقلي أكوام تراب.و عيناي لم تشبع بعد.
كنت أحفر و أستخرج لنفسي مشاغل جديدة.و تبريرات جديدة.سقطت وزنتي في التراب فما إجتهدت لإلتقاطها.طمرتها و إسترحت.كنت أظن أنني إسترحت.وضعت علامة فوقها.هنا ترقد الوزنة و الكتاب.حتي إذا ما طالبتني بها أجدها بغير مجهود.
ظننتك تريد أن تربح من ورائي.ظننتك تريد أن تحصد من ثماري.ظننت تحتاج إليَ في شيء.لم أدرك كيف يجب أن أفهمك.كيف لا أتعامل معك كمستفيد مني.كان يجب أن ألجأ إليك من أكاري.كان يجب أن أسألك ماذا أفعل إذا لم أقدر علي نفسي.إذا لم أقدر علي التجارة بوزنتي.كان يجب أن أشرح لك عجزي.و أشتكي لك خمولي .كان يجب أن أعيد النظر في شخصك .كان يجب أن أسأل نفسي هل أنا مستحق هذه الوزنة المجانية؟و ماذا قدمت مقابلها.ساعتها سأتأكد أنك محب و رحوم و كريم معي و لست كما أوهمت نفسي أنك ظلمتنيو قسوت عليَ.
ها أنا آتيك اليوم و أعترف لك.وزنتي مدفونة.و قلبي في التراب.أفكاري طمرها الموت.الجديد اليوم أنني لا أرضي بما أنا فيه.أنا أشتكي لك نفسي قبل أن تدينني أنت.أطلب معونتك.أنت نور الحياة فأقم وزنتي من التراب.أحيني من كل فساد الأرض.من كل وساخات العالم طهرني.
ليس عندي ربح من وزنتي.أنت اليوم ربحي لأنك صالحتني.لم تأتني غاضباً بل حانياً.أنا أعترف لك أن سيد حنون.و أنني عبد متمرد.