مينا ملاك عاز
عزيزي القارئ، أرجوك لا تقلق من جرعة الحزن في المقال السابق فهي جرعة لا بد وأن تطف على السطح مع حالات الضغط النفسي التي نمر بها، وإن ما كنتِش إنت حاتستحملني وإنت صديقي مين حايستحملني؟
وهذا على غرار إن ما كنتِش إنت تدلعني مين حايدلعني وعلى أي حال ما دمت بصدد الأغاني الشعبية، أحب أفكرك بالأغنية الشهيرة القائلة إن كنت نار أنا مية، وهي أغنية لها خطورتها خاصةً إذا ما وضعت تصريحات الفريق أول السيسي جانبها، وهو يقول إن الجيش نار لا تلعب معاه، ولا تلعب بيه، ويحق للفريق السيسي أن يقول هذا لكن الفريق السيسي نسي إن النار دي إتلعب بيها من الإخوان لغاية ما وصلوا للحكم، فحدفوها وطوحوها بطول دراعهم، والنار ما حرقتهمش، وأنا مش بأحرضك عليهم بس بأنبهك إلى ما جرى.
أنا باهدي نفوس، الوحيدين اللذين اشتعلت فيهم نار الجيش هم الأقباط وشباب الثورة اللذين قتلهم وسجنهم وعذبهم، وكشف على عذرية بناتهم، ولم يحقق في تهمة منها مع أن الفيديوهات تثبت هذا كله. سيادة الفريق أول السيسي، إن كان التغيير الذي تفضله بالصناديق فلا يطفئ النار إلا الماء، والشعب ماء يطفئ النار.
وإن كانت زيارة تركيا كان لها دور في إشعال نار الجيش وطمأنة حُكام البلاد المستخبيين في المقطم فلا مانع عندي أن أقول ماكنت لا أحب أن قوله بعد تصريحاتك في احتفالية تحرير سيناء، وبعد قسمك بأن الجيش لم يقتل أحد، وما أريد قوله هو سؤال يتمثل في إن لم يكن الجيش هو الذي قتل الأقباط بماسبيرو والثوار بمحمد محمود ومجلس الوزراء فمن الذي قتلهم؟ إن لم يكن الجيش هو الذي عرى ست البنات فمن الذي عراها؟ إن لم يكن الجيش هو الذي قتل أول قتيل في
عهد المجلس العسكري بميدان التحرير في شهر أبريل 2011 والمشرف على ما جرى بمجزرة العباسية، يبقى مين إللي عمل كده؟ ولو سلمت بأن الجيش ما عملشي كده، ألا ترى في أن كل هذه المجازر إبان حكم المجلس العسكري يضع الجيش أمام مسؤولية تاريخية ليعرفنا من فعل هذا. سيادة الفريق السيسي، أحب أقول لك إحنا غضبنا من المشير السابق وغفرنا ما فعله الجيش بسببك، فلا تتستر على جرائم الجيش، وإن طنشنا ما قلته بخصوص جرائم الجيش ونفيك لها، فلا تعط لنفسك الحق مستغلاً حبنا لك، وظننا فيك ظن خير، يبقى معنى كده إنك تستسلم وترمي الكرة في ملعبنا بأن نغير بالصندوق، وإنت عارف كويس إن ده مش سهل، وإن كنت لا أريد انقلابكم لكن فقط اريد ضمانكم بالا تُسرق مصر كما سُرقت الثورة، وألا يتستر الجيش ثانيةً على سرقات يرتكبها الإخوان، كما فعل المجلس العسكري السابق.
سيادة الفريق أول السيسي، إن كان الجيش نار لما لمَ يحرق من قتلوا جنوده برفح؟ لماذا لم يحرق من قتلوا وهاجموا أكمنته بسيناء؟ ياسيادة الفريق أنا لا أحرضك لكن فقط أنا ارى النار مشتعلة في من يستحقوا أن تشتعل بهم، ولا داعي مطلقاً أن تستفز الشعب بكلمات مهادنة لنظام تحميه أمريكا عبر تركيا، على أي حال حمد لله على السلامة، ولنرى الأيام القادمة كم أجرت بكم زيارة تركيا من تغييرات؟ ولا تنسى إنه إن كان الجيش نار فالشعب مية، قادر على إطفاء أي نار مهما كانت صعبة، وانظر لليبيا ولسوريا ولليمن ولغيرها، ولا تظن أن الإخوان ومن ورائهم أمريكا وتركيا هم القادرون على إشعال النار لإنهم وإن استطاعوا فالشعب حايطفيها
المختصر المفيد لا تستغل طيبة قلبي، وقدرتي على الغفران، ومحبتي واحترامي لك، وتجبرني أن أقبل ما أُجبرت أنت على قبوله .. اتفقنا؟!.