أفرد موقع «قنطرة» المختص بأخبار العالم الإسلامي ، تقريرا مطولا اليوم للحديث عن موقف جماعة «الإخوان المسلمين» الضعيف من حكم مصر ، مشيرا إلى رؤية المصريين فيما يتعلق بـ«الجماعة» ، حيث يطلق عليهم جموع الشعب المصري «تجار الدين»!.
و قال الموقع أن «الإخوان المسلمين» قد تسلقوا على كتف ثورة 25 يناير 2011 ، حيث أنهم لم يشاركوا فعليا في الأحداث إلا حينما تأكدوا من أنها قد تجاوزت كونها حالة غضب من الجماهير المشاركة ، مؤكدا أن «الجماعة» لم تشعل الشرارة الأولى للثورة و لم تقود أحداثها – مثلما يزعم قادتهم الآن - حتى أن معظم هؤلاء القادة لم يشاركوا في معظم تطلعات الثوار من أجل الحرية و الديمقراطية بالإضافة إلى سياسات إعادة التوزيع ، منوها أن السبب الحقيقي وراء إعتبار «الإخوان» سببا في نجاح الثورة ، هو كونهم القوة السياسية الوحيدة المنظمة في مصر، أيضا إستفادتهم الجيدة من فراغ السلطة التي أنشأها الإطاحة بنظام الرئيس السابق «حسني مبارك»، عندما أثبتت الثورة فشلها في ترجمة الرؤية التي قدمتها إلى سياسة فعلية.
و في سياق آخر ، أكد الموقع أن غضب المصريين الحالي عن سياسة «الجماعة» لا يعني عدم رضاهم عن الثورة من الأساس،فقد أشارت الإستطلاعات الأخيرة أن 8 من بين 10 مصريين قد أيدوا الثورة و مبادئها ، فضلا عن الإختلاف الشاسع بين مبادئ الثورة و أهدافها و بين أجندة حزب «الحرية و العدالة» والتي يريد الحزب فرضها على الساحة السياسية الآن بمساعدة عدد من الأحزاب الإسلامية الآخرى.
و قال الموقع أن الأحداث الأخيرة تؤكد أن «الإخوان المسلمين» يمسكون بزمام السلطة في البلاد،ولكنهم غير مسيطرين على الأوضاع بشكل كامل، مشيرا أن شعبيتهم قد بدأت و ان تتوانى،فنصف الذين صوتوا «للجماعة» في الانتخابات البرلمانية عام 2012 لم يصوتوا لهم مرة أخرى بعد ذلك بأشهر قليلة.
و أشار الموقع إلى التحديات التي يواجهها الإخوان، والتي دفعتهم للتحالف مع الجماعات الإسلامية الاخرى مثل الجماعات «السلفية»، لتشكيل جبهات أقوى لفرض أفكارهم و منهجيتهم على الشعب،منوها أن دور «الجماعة» قد إقتصر على كونهم العقل المدبر لهذا التحالف «الإخواني السلفي»، بينما ظل «السلفيين» يواجهون غضب جماعات المعارضة و يتعرضون له كل الوقت،فيما يخص مطالباتهم بمنع الخمور و فرض الحجاب و مثل هذه الأمور، التي تتعلق بتطبيق «الشريعة الإسلامية» كدستور للحكم في مصر.
وفي غضون هذه الخطة التي رسمتها «الجماعة» أصبحت الامور أكثر ضبابية،فقد وجد أعضاء «الإخوان» أنفسهم قد تورطوا في مواجهات دامية مع المصريين ،حين دعا «السلفيون» إلى تسوية الحلول مع المعارضة المتمثلة في «جبهة الإنقاذ الوطني»، و هكذا بعد أن فشلت «الجماعة» في تكوين تحالف قوي مع أنصار الدعوة السلفية، إنسحب العديد من شيوخ السلفية من دائرة الصراع السياسي، حتى لا يختلط الأمر مع العديد من الناس بين الفهم الديني الصحيح و السياسة.
و بالحديث عن العلاقات الخارجية و التي وعد الرئيس «محمد مرسي» بإصلاحها، نجد «الإخوان المسلمين» قد تمكنوا من الحصول على دعم «الولايات المتحدة» بشكل كبير ، بالإضافة إلى انهم قد تخلوا عن العداء السابق و الشديد مع «إسرائيل»، لتحقيق إحترام مصالح الولايات المتحدة في المنطقة.
و إستكمل الموقع حديثه في نفس السياق بالإشارة إلى إستمرار النظام الحالي – والذي يدعي رفع لواء الإسلام- في توخي نفس السياسات الليبرالية التي كان يتبعها النظام السابق في التعامل مع «واشنطن»،فضلا عن الحفاظ على إتفاقية السلام «كامب ديفيد»،والتي وقعها الرئيس الراحل «أنور السادات» مع إسرائيل،أيضا فقد نوه العديد من أعضاء حزب «الحرية و العدالة» إلى إحترام الحزب للإلتزامات الدولية، سواء كانت ملزمة بفترة معينة أو خلافه.
في نفس السياق فقد أكد الموقع أن مصر قد دفعت «حماس» لقبول بعض الشروط القهرية،و التي وضعتها إسرائيل فيما يتعلق بإتفاقيات الهدنة مع غزة، بالإضافة إلى الروابط الإستراتيجية القوية التي أقامتها مع «الولايات المتحدة»،مما أعطى «واشنطن» الصلاحية في التدخل في ما يتعلق بالجيش المصري، أيضا السماح لعناصر مسلحة تابعة للولايات المتحدة بالتجول في المناطق منزوعة السلاح بسيناء،مشيرا ان ما يحدث حاليا يثبت شراكة أقوى مع الولايات المتحدة مما كان يسعى إليه النظام السابق.
وفي المقابل فقد إمتنعت الحكومة الأمريكية عن ممارسة الكثير من الضغوط فيما يتعلق بقضايا مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات،فضلا عن ذلك فقد تطوع كبار المسئولين من «واشنطن» بإقناع «المعارضة» بضرورة الجلوس على طاولة المفاوضات مع «الإخوان» بدلا من الإصرار على «سيادة القانون»،ومع ذلك فقد إستمرت الولايات المتحدة في دعم «الحكومة الإخوانية» بالمعدات العسكرية و المادية،بالإضافة إلى الوعود بتمويل من «صندوق النقد الدولي».