الخميس ١٣ يونيو ٢٠١٣ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
بقللم: مينا ملاك عازر
عاد مرسي من خطابه بالمؤتمر الذي أقامته الأحزاب الإرهابية خاطفة البلد والثورة والذي تحدث فيه عن سد النهضة وهو يقصد الحديث عن سد الثورة المصرية الذي يقف أمام طموحات جماعته الإرهابية التخريبية يحول دون إتمامها بنقاء الثوار وطهرهم الذي لا تعرفه الجماعة بائعة الأرض والأوطان، أقول لكم عاد مرسي مزهواً بنفسه وهو يتذكر كيف نزل والتحم بالناس وصافحهم؟ وكيف كانوا يهتفون له؟ وما أن وصل لسور القصر ورأى الأعمال الهندسية القائمة به على قدم وساق لتأمين القصر اهتز من داخله وهو يتذكر يوم 30 يونيو،فجلس وحيداً يسأل نفسه، أنا أياً منهما؟
أنا مرسي الجريء الذي وقف أمام جماهير الشعب في ميدان التحرير فاتحاً سترته مزيحاً حرسه بدون واقي من الرصاص أم ذلك الذي فر أمام أول مظاهرات وصلت الاتحادية وهرول بسيارته وطارده الثوار وكان يرتعش بداخل نفسه لألا يلحقوا به؟ وكان يزعق في السائق ليزد من سرعته، وما أن لمست السيارة طوبة قفز قلبه هلعاً من الخوف أن تكون تلك البداية، أنا مرسي الذي أخذ يصافح الناس نازلاً من سيارته ملتحماً بالجماهير أم مرسي الذي يرفع من سور قصره ويكهربه ويحصن البوابات؟ أنا مرسي الذي أزعق في خطاباتي مجلجلاً وأشيح بيدي وأشير بأصابعي وارتجل؟ أم مرسي الذي ما أن يدق جرس هاتفه ينتفض لألا يكون الشاطر أو بديع موبخين لي على عمل أعمله عن غير قصد أو بدون تنسيق معهم؟ أنا مرسي الذي أصلي الجمعة وأصافح الجماهير عقب كل صلاة أم مرسي الذي يخشى أن ينزل الشارع وحده دون حرس ودون رهط السيارات المصاحبة لموكبه؟
أخذ مرسي يصرخ، أنا مين في دول ولا مين في دول؟ أخذ يتصارع مع نفسه وكأنه مرسي ضد مرسي ليحاول أن يعرف حقيقة الأمر، إلى أن دق جرس هاتفه وظهرت صورة الشاطر على الهاتف، فقفز من مكانه هلعاً وهو يرد ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أشكرك يا باشمهندس فرجالك اللذين صافحتهم اليوم كانوا لي نعمة السند في أيامي التي أعيشها خوفاً، فضحك صوت الرجل محدثه وهو يقول عشان تعرف خيرنا عليك، إياك تنسى تاني إننا إللي جيبناك وإننا إللي نمشيك، ونيم ضميرك إللي بيخليك تفكر في انتخابات مبكرة، فيرد متعجلاً ليس ضميري فأنت تعرف أنني لا أتعامل معه، إنما هو الخوف من ذلك اليوم الأيوم علينا وعلى جماعتنا، فقال الرجل الآخر لا تقلق سنأخذك لمكان بعيد عن أولائك الأحرار المقلقين إلى أن تمر الأحداث الدامية وتقوم حماس ومليشياتنا بدورهم، فيرد مرسي مرتبكاً ويقول لكن اسمح لي، أنهم في كل مرة كانوا يخزلونا وينهزموا ويفروا أمام إيمان أولائك الشباب، فيقاطعه الشاطر، كف عن هذا الهراء.
ولاتنسى ما أأمرك به لتنفيذه بخصوص القوانين والقرارت التي نريدها، فيرد هناك من ينصحوني بتأجيلها لأنها ستكون ذات أثر سلبي على الشعب، فيقهقه الرجل الآخر ويقول، شعب المهم شعب الجماعة، المهم إحنا وبعدين ما إحنا إللي سترناك بهدية قطر، وآديهم حايدوك غاز تنور بيه عشان ما يهيجش عليك الشعب، مش إحنا برضه إللي سترناك، اسمع الكلام، وما تآوحش، ما تخلينيش اقلب عليك، إنت بقيت تجادل كتير الأيام دي، منظرك قلبك بقى خفيف، فين مرسي بتاع مذبحة الاتحادية؟ وكيف كان يجلس يتابع وهو منتشي؟ كيف نقتل ونعذب فيهم؟ ارجع زي ما كنت لأرجعك كما كنت قبل الرئاسة، وإنت عارف إننا ما لناش عزيز ولا غالي، حاتنفذ أوامرنا وتبطل تفكير ولا لأ؟!
المختصر المفيد مشاهد مصافحة الجماهير مشاهد مبتذلة لا يضحكون بها إلا على أطفالهم.