كتبت – أماني موسى
قال المخرج داوود عبد السيد، أن كل شخص قادر على اكتشاف قدرته الحقيقية وإعادة اكتشاف نفسه ومواهبه، ولكن بعض الظروف الاجتماعية الاقتصادية السياسية تحد من إمكانيات الإنسان وأن يخرج كل ما لديه، ورحلة البحث عن الذات وأن يكون الشخص صادق مع نفسه ويتخلص من الأوهام ويجد الشيء الحقيقي الذي بداخلنا ثم نقوم باستثماره، هي رحلة حياة وليست وليدة اللحظة.
 
وأضاف في لقاءه، إن كل شخص لديه ما يميزه، وليس بالضرورة لا بد أن يتشابه ما يميزه مع الآخرين، فكل شخص لكي يعرف ما يميزه يحتاج نوع من الرعاية والتنمية، وأمرين: أولهم يرجع إلى البيئة التي ينشأ فيها، والثاني هو أن يكون الشخص صادق مع نفسه ومع قدراته ويعرفها جيدًا، ويعرف نقاط قوته وضعفه وينمي ثروته الخاصة به.
 
وعن دخوله الفن، قال أن الإنسان أحيانًا يتعرف إلى شغفه من خلال الصدف وأحيانًا أخرى يكون عن طريق مجموعة ظروف، وأنا دخلت إلى عالم الفن عن طريق النقطتين، وخاصة أني شاهدت نوعية من الأفلام التي لم أكن في حالة تعود عليها، وكنت أشاهد بكثرة الأفلام الأمريكية وحينها شاهدت فيلم فتح وعيي بأن هناك سينما مختلفة عما نعرفه ونشاهده.
 
وتابع، السينما ممكن أن تكون فن حقيقي للإمتاع وليس فقط للتسرية عن النفس.
 
مستطردًا: حين دخلت معهد السينما اكتشفت أن الشهادة لا تعني قدرة، لكنها تعني أنك تعلمت مجموعة من المبادئ الحرفية بشكل ما تتمكن من خلال تطبيقها أن تقدم عمل مقبول، ولكن الطموح يتخطى فكرة أن تقدم عمل مقبول، وأنا كنت واخد قرار أني لو ملقتش في نفسي القدرة أني أعمل شيء مميز، أغير مجالي لآخر أتمكن فيه من تقديم شيء مميز، بس لازم أدور لأني مش هستمر في حاجة مبقاش فيها جوكر.
 
وعن مسيرته التي بدأت كمساعد مخرج مع الراحل يوسف شاهين، أوضح أنه تم تعيينه في مؤسسة سينما وعمل بالمركز القومي للأفلام التسجيلية وكانت فرصة لتجربة نفسه كمخرج من خلال الأفلام التسجيلية والأفلام القصيرة، لأني كنت دايمًا شاكك إيه اللي يؤهلني أني أبقى مخرج.
 
وشدد أنه من المهم جدًا ألا تكون شبه آخرين وتكرر ما يفعلونه، وأحيانًا مطلوب أن تكون قاسي على نفسك بقدر معقول.
 
وأوضح أنه ظل لعشر سنوات قبل أن يبدأ حلمه الحقيقي، وكان أحيانًا يشك في نفسه، لكن مع تصميم بالاستمرار وعدم اليأس والتخلي عن الحلم، ولذا من المهم أن يكون لدى الإنسان شغف بما يفعل حتى يصل لتحقيق حلمه، وهناك فرق بين أن تملك سيارة خاصة وبين أن تصبح سائق تاكسي، هكذا الإنسان وحلمه واختيار المكان والطريق والتوقيت وتدفع ثمن اختيارك وطريقك.
 
ولفت إلى أن جيله كان يسعى لأن يقدم شيء مختلف، ولعل هذا ما جعله يكتب ويخرج في ذات الوقت، والصعوبة التي وجدها في بداية رحلته مع الإخراج بالإضافة إلى قلة الإمكانيات المتاحة في الإخراج في ذلك الوقت بخلاف الآن.
 
وأوضح أنه سعى طيلة مسيرته الفنية أن يكون مميز وليس متميز، وأن يقدم شيء مختلف، سواء بالسيناريو أو بالإخراج.
 
مشيرًا إلى أن أصعب ما في الكتابة هو أن تبدأ الكتابة، وأن تستثار من فكرة وأحداث وشخصيات وتنطلق بالكتابة لكي تحقق الرؤية التي تراها، وبدوافع داخلية قوية، وأن الحرية مسؤولية إذ لا يوجد حرية مطلقة دون شروط أو حسابات إلا في العالم الآخر، وأن بعض الشخصيات في السيناريو هي من تحركك لأحداث مختلفة بالرواية "تفرض عليك رؤيتها بالقصة".
 
وأختتم بأنه بعد ما قدمه ورحلته بالإخراج يستطيع القول بأنه أصبح أكثر ثقة في نفسه وأكثر تواضعًا.