تتسارع وتيرة الأخبار الاقليمية، التي تحمل في طياتها المحتوى والمضمون الذي غاب عن المشهد العربي منذ سنوات ، لعل القادم مما يرشح من أخبار ومعطيات يحقق للأمة العربية وشعوبها الاستقرار والسلم والأمان والتئام الانسان مع المكان والزمان ، ضمن سياق يأخذ الحلم العربي ولو إلى خطوة من بر الأمان ، لكي تصفو النفوس وترتقي الأذهان من أجل سمو ورفعة شأن الانسان العربي من المحيط للخليج ، عبر اعادة تجربة وحدة الرأي والموقف والقرار ، في اطار موسع ومسموع بكل صنت وتروي وخشوع ، بعدما تم اغراق الدول العربية في مستنقع المؤامرات وبحر الظلمات والحروب والارهاب والأجندات.
 
تعود جمهورية مصر العربية الشقيقة ،والعود محمود إلى صدارة المشهد العربي والدولي بكل قوة وثبات واتزان ، ومعها الأشقاء العرب من كافة البلدان لتعيد تصويب المسار ووحدة القرار، على طريق الاستنهاض والنهوض بالواقع الاقليمي، والذي عنوانه عدالة القضية الفلسطينية ، من خلال طرحها وتبنيها لفكرة المشروع الدولي للسلام ، وفق اجماع عربي ملحوظ على طريق تظافر كافة الجهود لإيصال الرسالة العربية إلى دول العالم وإلى الإدارة الأمريكية الجديدة ، والتي مفادها أن الدول العربية قامت بالتطبيع مع دولة الاحتلال ، ولا بد أن يكون هناك مقابل تدفعه دولة الاحتلال ، مقابل متفق عليه ومشروع من قبل المواثيق والأعراف الدولية ، ولكن هذه المرة لا بد من التقدم في اعادة الحقوق الفلسطينية دون رجوع.
 
الملفات الشائكة التي في طريقها للترتيب والحل والانجاز ، التقدم في نضوج فكرة مشروع عربي فلسطيني دولي عنوانه الشروع في مشروع مؤتمر دولي لإحلال السلام في الشرق الأوسط ، من خلال مرجعية عربية وأممية تضمن الحقوق المشروعة  قدر المستطاع لشعبنا وعدالة قضيته.
 
الملفات الشائكة التي في طريقها للترتيب والحل والانجاز ، قطر وطريقها للعودة للحاضنة الخليجية ومجلس التعاون الخليجي ، والاجتماع والاجماع وفق رؤية خليجية عربية على وحدة الخيارات وتوحيد المسارات البعيدة عن محاور الأجندات ، التي كان سبباً في اضعاف الاقليم العربي لسنوات.
 
الملفات الشائكة الاقليمية التي في طريقها للحلول لبنان الجديد برؤية توافقية ضمن رعاية أوروبية فرنسية تضمن الشراكة السياسية للجميع ، لأن لبنان ارتوى واكتفى من سيل الاشتباكات والمؤامرات والمخططات الاستعمارية ، ومن حقه التطلع لمستقبل أفضل ، وعلى الجانب الآخر سوريا الجديدة التي سيعاد لها الأمل في لملمة الضياع والفرقة والشتات وفق أسس واضحة ومعلومة البيان والعنوان ، اضافة للملف الليبي الذي بدأ يأخذ منحى أكثر هدوءً في حالة الاشتباك السياسي والعسكري الداخلية ، نتيجة التغير الطارئ للمواقف التركي وسياسة أروغان السابقة في تطور ملحوظ بعض الشيء  أن هناك عدول عن السياسات المتبعة والتدخلات في الشؤون الاقليمية للدول العربية ، بهدف امكانية عودة تركيا إلى الحاضنة الأوروبية من جديد ، وترتيب سياستها الخارجية مع الادارة الأمريكية.
 
الملفات الشائكة الاقليمية التي من الممكن ايجاد لها حلول ترضي جميع الأطراف طهران والملف النووي الايراني في تسوية تفاوضية مع الادارة الأمريكية الجديدة ، وطموح ادارة بايدن لعودة العلاقات مع الصين وتمتين العلاقات الروسية الامريكية  من خلال البوابة الايرانية ذات الشأن في العلاقة السورية وبعض الأطراف اللبنانية ايضاً، وهذا يخضع ضمن مؤشر لتصريح الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن وتعقيبه على اغتيال العالم النووي الايراني " زاده " وقوله أن عملية الاغتيال تزيد الأمر تعقيداً مع طهران.
 
أما فلسطينياً فمن المتوقع والضروري وطنياً الحذو باتجاه انهاء الانقسام واستعادة حقيقية فعلية للوحدة الوطنية تضمن كافة الحقوق للجميع ضمن قواسم مشتركة يتفق عليها الجميع وفق رؤية مصرية عربية.
 
القادم ... نأمل أن يكون عام الانفتاح السياسي الشامل ضمن المسارات الفلسطينية والعربية والدواية على كافة الملفات الشائكة بامتياز التي بحاجة إلى سرعة الحلول والترتيب والانجاز ، لأنه وباعتقادنا لم يعد هناك متسع من الوقت الذي يسعف الجميع بالوقوف مكتوفي الأيدي وفي حالة صمت وثبات أمام الشائك للعديد من الملفات.