اكتشف علماء يابانيون أن نباتات الفطريات تتواصل مع بعضها البعض عقب هطول الأمطار، من خلال إشارات كهربائية متبادلة تحت الأرض.

 
ركز الخبراء بحثهم على عيش الغراب الصغير الأسمر، المعروف باسم «Laccaria bicolor»، وينمو على أرضية غابة مختلطة ثانوية في مركز كاواتابي الميداني للعلوم بجامعة توهوكو في اليابان.
 
يشكل هذا النوع من الفطر علاقات تكافلية مع بعض النباتات، بما في ذلك العديد من الأشجار الكبيرة مثل السنديان والصنوبر، بما يعزز إمدادهم بالمياه والمغذيات مقابل الكربوهيدرات.
 
أضاف العلماء مجموعة متزايدة من الأبحاث التي تتعمق في تفاصيل هذه العلاقات، وتكشف عن تفاصيل رائعة حول كيفية عملها.
 
ولاحظ الخبراء أنه في حين شوهدت طفرات للجهد الكهربائي في الفطريات من قبل، وأحيانًا استجابة للماء أو محفزات أخرى، فقد ركزت معظم الدراسات السابقة على أنواع محدودة من الفطريات التي تنمو على وسائط صناعية أو تم جمعها من الحقل في ظل ظروف معملية.
 
لكن البحث الجديد، وصل العلماء أقطابًا كهربائية بمجموعة من ستة أنواع من هذا النوع من عيش الغراب، وكان يقع بالقرب من شجرتي «Quercus serrata» و«Carpinus laxiflora»، وكلاهما من أنواع الأشجار التكافلية المحتملة لـ«L. bicolor».
 
راقب الباحثون الإمكانات الكهربائية للفطر مقاسة بالميجا فولت لمدة يومين تقريبًا في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر 2021، منوهين بأن موقع الدراسة في البداية كان مشمسًا وجافًا، بعد أن شهد هطول قليل من الأمطار في الـ12 يومًا السابقة كما أفادوا.
 
لكن حدث تغير حينها في الأول من أكتوبر، عندما جلب إعصار ميندول 32 ملم من الأمطار، وبعد ساعة إلى ساعتين من هطول الأمطار، بدأت تظهر علامات نشاط جديدة على الفطر.
 
قال عالم البيئة الميكروبية يو فوكاساوا عن هذه اللحظات: «في البداية أظهر عيش الغراب إمكانات كهربائية أقل، ولخصنا ذلك في قلة هطول الأمطار، ومع ذلك بدأت الإمكانات الكهربائية في التذبذب بعد هطول الأمطار، وأحيانًا تجاوزت 100 ملي فولت».
 
أوضح الباحث أن هذا التقلب يرتبط بالتغيرات في كل من هطول الأمطار ودرجة الحرارة، منوهًا بأن تحليل زملائه خلص إلى أن الإشارة الكهربائية بعد هطول الأمطار أظهرت دليلاً على انتقال الإشارات بين الفطر.
 
أفاد الباحثون أن هذا النقل للإشارة كان قويًا بشكل خاص بين عيش الغراب الواقع بالقرب من بعضها البعض على أرضية الغابة.