عبد المنعم بدوى
لااستطيع – الان – ان أتذكر هل انا الذى ذهبت للتعرف عليه ، ام هو الذى اتى للتعرف علينا  ...  المكان كافيتريا " انديانا " في ميدان الدقى ، والزمان في ستينات القرن الماضى ، لكننى على يقين بعد مرور كل تلك السنوات ، بأن كل كائن يولد في ميعاد محدد ـ إلا الموهبه ، لاندرى متى تولد ، لان الابداع الفني الأصيل كان يولد كل يوم عند صلاح السعدنى ، -- واظن غير متحيز – ان صلاح السعدنى الفنان كان فنه يأتي بعد للإنسان الذى بداخله لكى يترجم الحيره وقلق الضمير وسعادة النفس واحزانها .
 
ولاتغيب عن ذاكرتى تلك الليله حين خرجنا انا وصلاح السعدنى من الكافيتريا بالدقى ، نبحث عن نسمات بارده  في ليل القاهره المظلم ، واحزان هزيمة 5 يونيو 1967 لم يمر عليها اكثر من أسابيع ، وكنا قد وصلنا الى مبنى جامعة الدول العربيه ، وكان العمال يحفرون نفق وكوبرى كمال صلاح الدين ، فقلت له هامسا : مافائدة هذا الإنجاز ؟  ، رد على قائلا : وهل نكف عن ممارسة الحياه ؟ وكأن تباشير نصر أكتوبر تولد داخل عروقه  ..
 
رحم الله الفنات القدير ..  صلاح السعدنى