مابين
القديم والحديث
بقلم الأب/ بيجول باسيلي
الجزء الخامس
3- موقف الكنيسة الرسمي والمعلن تجاه هذا التعليم المخالف
بعد أن بدأ الشماس الدكتور إميل ماهر (القس شنودة ماهر)، بنشر تعليمه المخالف في سنة ١٩٦٧، وبمهاجمة تعليم الكنيسة ونطقها الموحد، بكل عنف وضراوة، ووصفه بأوصاف غير لائقة، وبأنه تعليم ونطق دخيل ومشوه، ومناداته بهدم هذا التعليم الموحد وتركه إلى تعليمه المخالف والانسياق ورائه، مستخدما جميع الطرق والأساليب للتأثير على البسطاء والأطفال وعلى بعض العامة من المحبين للغتهم القبطية، الذين لم تتاح لهم فرصة دراسة اللغة من قبل، وتأليف ونشر الأناشيد الصبيانية، كما يسميها، والتي تحمل في طياتها تعليمه المخالف، مما يذكرنا بما كان يفعله آريوس عندما كان يحاول نشر بدعته وتعاليمه.
إضغط
للتكبير
|
إضغط
للتكبير
|
إضغط
للتكبير
|
إضغط
للتكبير
|
كان لا بد للكنيسة أن تقول كلمتها وأن تعلن رأيها بكل وضوح وصراحة.
فقام البابا كيرلس السادس بدعوة جميع أساتذة وعلماء اللغة القبطية، وتكوين لجنة خاصة منهم لتقوم بفحص هذا التعليم المخالف وكشف حقيقته ومواجهته، وعقدت هذه اللجنة اجتماعاتها برئاسة نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف عام الدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمي (١٩٦٧ ـ ٢٠٠١)، ومما يجدر الإشارة إليه هنا هو أن نيافة الأنبا غريغوريوس (الدكتور وهيب عطا الله جرجس)، كان قد سافر إلى إنجلترا سنة ١٩٥٣ وحصل على درجة الدكتوراه في الآداب والدراسات القبطية من جامعة مانشستر سنة ١٩٥٥ بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف.
وفى كلمة قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث، والمنشورة في كتاب أصدره أبناء الأنبا غريغوريوس سنة ٢٠٠١، يقول قداسة البابا شنوده عن الأنبا غريغوريوس ، ص٧، ثم ذهب إلى لندن في بعثة علمية في علم اللغة، وكانت الرسالة التي قدمها هي:
الكلمات اليونانية في الاستعمال القبطيThe Greek Words in the Coptic usage
فنبغ في اليونانية ونبغ في القبطية أيضاً،
وبعد أن عقدت هذه اللجنة اجتماعاتها وقامت بفحص الموضوع من جميع جوانبه، رفعت تقريرها وتوصياتها إلى قداسة البابا كيرلس السادس، الذي قام بدوره بإصدار بيان إلى الشعب القبطي، نشرته جميع وسائل النشر القبطية في ذلك الوقت، هذا نصه:
بــيــــــــان
تبين لنا أن بعض دارسي اللغة القبطية ينزعون إلى استخدام إحدى اللهجات القديمة في اللغة كاللهجة الصعيدية أو اللهجة البحيرية.
ولما كانت هذه اللهجات قد نشأت في بيئات متعددة اتخذت طابعها المحلي، فإنها تختلف عن اللغة القبطية المتداولة في الصلوات الكنسية، مما قد يسبب بلبلة في الأذهان.
فالبطريركية تحذر من استخدام تلك اللهجات في الصلوات أو التعليم حفاظاً على النسق الذي سارت عليه طوال هذه السنين، كما تسلمتها من علماء كثيرين منذ عهد المتنيح الأنبا كيرلس الرابع والأنبا كيرلس الخامس والقمص فيلوثاوس وأقلاديوس لبيب وغيرهم مما تشهد به كتب الكنيسة، وذلك درءاً للاختلافات التي تنشأ في أسلوبها ومضمونها مما يسبب سوءاً في الفهم.
٩ ديسمبر ١٩٦٨ وكيل عام البطريركية
القمص مرقص غالي
4 ـ تعليم قداسة البابا شنوده الثالث
قام قداسة البابا شنوده الثالث وعلى مدى عام كامل، من يناير إلى ديسمبر ١٩٧٥، بتعليم اللغة القبطية بنفسه للآلاف الذين يحضرون اجتماع قداسته الأسبوعي في الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأنبا رويس، هذه الدروس التي كان قداسته يلقيها بنفسه بطريقة مبسطة وسهلة وشيقة جداً وبنطق الكنيسة الموحد، وكانت تنشر أسبوعياً في مجلة الكرازة، ابتدءا من الدرس الأول بتاريخ ٢٤يناير ١٩٧٥ إلى الدرس رقم ٤٣ بتاريخ ١٢ ديسمبر ١٩٧٥ ويمكننا مطالعة بعض هذه الدروس كنماذج لمدى حرص قداسته على تقديم نطق الكنيسة الموحد السليم، يعلمه للآلاف بل وللملاين ويصلي به هو وجميع آباء الكنيسة وكل الشعب القبطي في كل مكان، في مصر وخارجها من مشارق الشمس إلى مغاربها،
فهل من اللائق أن يأتي بعد ذلك من يقول أن هذا النطق هو نطق دخيل ومشوه ونتيجة خطأ جسيم، إلى آخر هذه الإدعاءات الملفقة والاتهامات الباطلة، ويعمل على إشاعة البلبلة والانقسام، ويتمادى في تحد سافر في نشر تعليمه المخالف الذي سبق أن رفضته الكنيسة وقالت كلمتها بكل وضوح بشأنه؟!.
|