|
طويل العمر
يطول عمره... هاى هيىء
بقلم: عادل حزين
طالعتنا جريدة الشرق الأوسط
بإعلان لكن فى شكل خبر عن حاكم السعودية نصه كالآتى:
"تبرع خادم الحرمين بمبلغ
خمسة ملايين ريال لحفر عشرة آبار للشرب والزراعة بالمملكة السعودية
على نفقته الخاصة لتكون صدقة جارية"! إعلان خبيث فى صورة خبر يدفع
للتساؤلات التالية:
1- مامعنى نفقته الخاصة وهل
هو يشتغل شغلة إضافية يجمع منها أموال خاصة أم لعله ورث من عم غنى
كان يعيش فى سويسرا مثلا! إن تلك الأموال مملوكة للشعب السعودى
والمفروض أنه حارس أو وكيل عليها يستعملها لصالح أصحابها؟
2- وهل حفر آبار مياه للشرب
والزراعة لا يمكن أن يتم إلا عن طريق التبرع بالأموال الخاصة؟
وأين ياترى أموال الشعب السعودى وأين متحصلات البترول الذى صار
سعره الآن أضعاف ما كان يحلم به أعضاء منظمة أوبك الذين حددوا سقفا
لسعر البترول لا يتعدى $28 وقد تعدى سعره الآن الستين دولارا؟
3- وإن إعتبرنا أن تلك
الأموال هى جزء من أموال الشعب السعودى فى الأصل فهل يجوز أن يوجه
جزء من النهيبة التى تعود لأصحابها "صدقة جارية"؟ هل يصح التصدق من
المال المنهوب؟
4- نريد أن نعرف هل تظنون
أنكم تستطيعون الضحك على الله وإستكراده أم على ماسك حسابات
الحسنات فيحسب لكم صدقة جارية من مال هو أصلا ملك للشعب الذى تمنون
عليه؟
5- لماذا يظن طويل العمر وكل
حكام الشعوب العربية أنهم يمتلكون الأرض وما ومن عليها؟ السيد
صدام كان يعطى منحة يسميها مكرمة فى الأعياد عبارة عن فرخة لكل
مواطن أو مترين قما ش أو ما شابه, وفى مصرنا المحروسة يعطون فى عيد
العمال شىء إسمه المنحة عبارة عن مبلغ (عادة أجرة شهر) للعاملين فى
الدولة... نريد أن نعرف يعنى إيه منحة؟ وممن إنشاءالله هذه المنحة
هل هى أيضا من أموال الرئيس الخاصة لكى يسميها منحة؟؟؟
6- متى يعرف حكام العرب أن
كل أموالهم وأكلهم وشربهم وغطائهم وملابس أولادهم ومساكنهم هى منحة
من الشعب الذى يحكمونه؟ الشعب الذى يعمل وينتج فى ظروف عمل يعاقب
عليها القانون الدولى والإنسانى والربانى وكل قوانين الحياة هو
الذى يمنح الرؤساء والملوك والأمراء مقومات حياتهم, يعطى ولا يمن
عليهم ويصفق لهم ويتحمل رذالتهم طوال عمرهم وأحيانا عمر سلالتهم
وعندما يصرفون له فرخة أو قطعة قماش أو أجر شهر, وعندما يحفرون له
بئر مياه ملحة ليشرب منه يعيرونه ويقولون له ياشعب يارمة قررنا
إعطائك منحة...
عادل حزين
نيويورك
|