عادل حزين


  28 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

 ألغام إسلامية تحتاج إلى تفكيك...

بقلم عادل حزين

 

التعامل مع الشريعة الإسلامية ومع كل المنشغلين بها تعامل خطر كما السير فى حقل ألغام شديدة الإنفجار. ورغم المعرفة المسبقة بأماكن الألغام ونوعها فإن الجميع يلتزم نوعا من التعامى فلا السائر يسأل صراحة ولا الذين يدعون إمتلاك الإجابات يجيبون لا صراحة ولا مواربة.

 

أول تلك الألغام وضحت مع مقالة للأستاذ سعد الله خليل ضمنها تحليلا عن آية السيف ذكر فيها رأى غالبية الفقهاء فى أنها نسخت آيات الرحمة والمجادلة بالتى هى أحسن وقبول الآخر بوجه عام.  تطوع عدد من القراء للرد بطريقة عجيبة فحواها أن المسيحيين تصرفاتهم أسوأ سواء فى الأمريكتين أم فى البوسنة والهرسك!  ألم يقرأ المقال أحدا من المشايخ والمتصدين صباحا ومساء لشئون الدعوة والفتيا؟ ألم يثر المقال حيرتهم أو إستفزهم للرد سواء بالموافقة على ما جاء به أو بالمعارضة لأسباب يبدونها؟ ولماذا تركوا الساحة لإجابات أطفال صغار لم تمس ما جاء بالمقالة المذكورة بغير الرد الطفولى عندما يتعرض طفل للسب فيرد "أهو إنت"... هل آية السيف مرتبطة ومحدودة بوقت وظروف نزولها أم لا زالت لها قوة الفرض على عيون المسلمين أينما كانوا مكانا وزمانا؟  هل من "عالم" دين شجاع يتصدى لشرح الآية شرحا مختلفا أو متفقا لما توصل إليه الكاتب سعد الله خليل أم أن سكوتهم هو علامة رضاهم على النتائج التى توصل اليها كاتب ذلك المقال؟  أم هو نوع من الإستهبال الذى إستمرأته النخب الثقافية والدينية والسياسية الذى يصفه عامة المصريين بأن ما يخشون الخوض فيه " يصدروا الطرشة" أى يوجهون آذانهم التى لا تسمع ناحية الأسئلة المعروضة؟؟؟

 

ثانى الألغام هى تلك المقولة المستهلكة بأن كل المسلم حرام على المسلم حياته وماله وعرضه... فهل معنى المخالفة أن كل غير المسلم ليس حراما على المسلم؟؟؟  الإستنتاج يتفق والمنطق ولكن لا أحد يقول به بصراحة وأيضا لا يقول بما يخالفه فى إستعباط غريب يقع فيه حتى المثقفون... أيضا مقولة أن من قتل مؤمنا فكأنما قتل الناس جميعا, ولكن لم يقل لنا أحد المتصدين لشئون الفتيا ماذا إذا كان من تم قتله ليس مؤمنا؟!! لغم آخر فى مقولة حرم الله قتل النفس إلا بالحق... ما هو المقصود بالحق هذا الذى يبيح قتل النفس... هل الردة تبيح حق القتل؟ يقول البعض محاربة الله ورسوله... من الذى يحدد محاربة الله ورسوله؟ المتأسلمون يقولون أن حكام بلاد الأعراب وجميع الأجانب يحاربون الله ورسوله وحكام بلاد الأعراب وفقهاء السلطة فى كل تلك البلاد يقولون أن هؤلاء المتأسلمون القتلة يحاربون الله ورسوله... السنة يقولون عن الشيعة والشيعة يتقولون عن السنة والزرقاوى يدعى على المتعاونين مع الإحتلال والحكومة العراقية تدعى على البعثيين وكل فئة يمكن تصنيفها تدعى أن المجموعة المتعارضة معها تحارب الله ورسوله, فأين وجه الحق فى كل هذا الإرتباك والإدعاء...

 

أما ثالثة الأثافى فهو النص على أن الشريعة الإسلامية هى مصدر او المصدر للتشريع؟  أى شريعة إسلامية يقصد المتحذلقون.. هل يعتبر زواج المتعة من الشريعة أم لا؟ هل المساواة بين المواطنين بغض النظر عن إعتقادهم ودينهم هو من الشريعة أم لا؟ هل قطع اليد والرجم والجلد من الشريعة وهل إجتنابه مخالف للشريعة أم لا؟ هل إيجاب الجزية على الكتابيين من الشريعة أم يمكن التسامح فى هذا الحكم وغض النظر عنه ولو مؤقتا؟ هل الجيمقراطية من الشريعة أم أنها كفر صريح كما أفتى العلامة الزرقاوى وتنظيم القاعدة؟ هل تجريم كشف المرأة لغير وجهها وحتى لوجهها يتفق مع الشريعة أم لا كما ذهب الطالبانيون والقاعديون وغيرهم وهل سن قوانين تسمح لكل بما يحتار فى هذا الشأن يتفق مع الشريعة؟ وهل نقض بيعة الحاكم يتفق مع الشريعة أم هو خروج ومروق من ربقة الإسلام؟؟؟

 

هذه فقط أمثلة للالغام التى تحتويها الإحالة المبهمة للشريعة فهل من متصدى لإزالة اللبس أم أنه لبس مقصود ومندوب له؟؟؟

 

عادل حزين

نيويورك

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون