عادل حزين


21 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

عندما يتكلم الأجداد

بقلم عادل حزين

الأجداد المقصودين هم كبار السن الفاعلين اليوم على الساحة السياسية المصرية. ولا شك أن المصريون كعادة أغلب أهل الشرق يوقرون كبارهم سنا ويثقون كثيرا في حكمتهم، وهؤلاء طبعا يختلفون عن شلة الموميات الذين يكادوا لا يلحظون إلا لما يحتلونه من مناصب كمثل رؤساء تحرير الصحف المحالين للمعاش مؤخرا، أو كمثل عم الصباحي قارئ الكف وصاحب أشهر طربوش ومالك حزب ما. فماذا يقول بعض كبار السن المصريون...
أشهر كبار المصريين سنا رئيس مصر السيد حسنى مبارك كان في مرحلة الرجولة وقت تبوأه منصب رئاسة مصر، وقد اشتهر بالبطء الشديد في إدارة عجلة الإصلاح السياسي في مصر حتى أنها لا تكاد تلحظ إلا بالنظر خلال مدة الربع قرن التي قضاها في السلطة كاملة. كما لم يكثر السيد الرئيس من الفعل كذلك كان مقلا في كلامه، ولكنه تكلم أخيرا بمناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية بأكثر من وتيرته المعتادة وباقي أن يفعل وينفذ وعوده الكلامية بأسرع قليلا من وتيرة الفترة السابقة.
السيد نعمان جمعة رئيس حزب الوفد الجديد الذي لا يتكلم معنا نحن عامة الشعب ولو حتى عن طريق جريدته. تكلم في المؤتمرات التي عقدها بمناسبة ترشحه للانتخابات الرئاسية والشيء الوحيد الذي علق في الذاكرة من خطبه هو تعليقه الذي التقطه الميكروفون صدفة على أحد الشباب الذي قاطع خطابه فقال السيد جمعة الأستاذ الجامعي لمستمعيه ومبايعيه "حد يسكت أبن الخول ده"!
أستاذ الأساتذة السيد حسنين هيكل يطل علينا بين الفينة والأخرى من على شاشة قناة "لهلوبة الفضائية" ليخبرنا أن مصر رايحة في ستين داهية. ويدلل على كلامه من أقوال زعماء العالم الذين تنازل هو والتقاهم، وبنفس طريقة الكتابة التي قال عنها شاعر الصدمة نجيب سرور في أجمل وأشهر قصائده "شوفوا هيكل لما بيكتب..
بالبنط وبالإعلان..
والصورة والعنوان..
والشفرة تنادى الشفرة..
ورموز جواها رموز..
وولادنا ديوك ع السفره..
منخيرك قد الكوز..
الأستاذ حسنين الشافعي رجل الثورة الذي أمر بإعدام السيد البقري ورفاقه لتظاهرهم بعيد الثورة أصبح الآن داعية إسلامي! أي والله داعية يشرح لنا أسرار القرآن الكريم في إحدى الصحف الصفراء وفاته أن يعتذر عن حكمه الجائر بقتل شباب مصريين، حتى الفنانات اللاتي "يلتزمن" الحجاب والنقاب يتبن قبلها ، السيد الشافعي تنقب ولكن بدون توبة!
توجد فئة أجداد عمرا شباب قلبا ونشاطا وأملا. أولهم الدكتور رفعت السعيد المناضل الاشتراكي العتيد ومعه السيد خالد محيى الدين. الشيء العجيب على الساحة المصرية أن رجالا في غاية الاحترام وأفكارا رائعة وإن اختلفنا مع بعضها كأفكار حزب التجمع يضرب عليها التعتيم الإعلامي الجاري، حتى يبدو أحيانا أن الشعب المصري غير مستحق لهذا حزب جاد.
المهندس عدلي أبادير أيضا جد في أواخر السبعينات أو أوائل الثمانينات على ما أظن ، اسم شهرته "كبير أقباط المهجر". المهندس عدلي جد مصري صعيدي فيه ظرف الجدود، تسمعه أو تراه على شاشة فضائية فلا تملك إلا أن تبتسم وأنت تستمع له ، يأخذك بحميته الشبابية العجيبة وهو يتكلم بحدة الشباب وتهورهم ويقول جملا من نوع "سنشعلها نارا... أكرر سنشعلها نارا". وعلى عكس الأجداد السابقين المهندس أبادير لم يلحظ له نشاط عام خلال شبابه أو فترة رجولته، ولكن بالطبع يمكن الحدس أن هم الأقلية الدينية التي ينتمي إليها كان يملأ عليه حياته إلى أن قرر أن يترجم ذلك الاهتمام إلى فعاليات آخرها المؤتمر الذي سوف ينعقد في واشنطن في الشهر القادم ويقال أن الدكتور سعد الدين إبراهيم من بين حضوره.
أما إن تكلمنا عن شبان المرحلة فالسيد جمال مبارك وأيمن نور من أبطالها بدون منازع ولكن هذه لها مقال آخر.

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون