عادل حزين


28 سبتمبر 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

info@copts-united.com

عريضة للسيد الرئيس حسنى مبارك

بقلم عادل حزين

 

احترت في عنوان هذا المقال فهو ليس رسالة كما أنه ليس رجاء، أيضا هو ليس طلب أو اقتراح لكنه عريضة أي أسم مفعول لفعل عرض، يعرض، عريضة.
بادئ ذي بدء أرجو تقبل تهانئي الصادقة بمناسبة حلف اليمين لرئاسة مصر لمدة ست سنوات كرئيس منتخب، ونأمل أن يختلف الأداء جذريا عن أداء الربع القرن الماضي . ولتسمح لي سيدي الرئيس أن اقترح بضعة حلول سهلة لمشاكل تبدو سخيفة أكثر منها مستعصية، وغنى عن البيان أن المشكلة تصير مشكلة مستعصية عندما تسير إلي طريق مسدود، وتنغلق عليها سبل الحوار ولو كان السبب ترفعا أم عنادا.

أول المشاكل السخيفة المستعجلة هي مشكلة الأستاذ أيمن نور ومحاكمته بتهمة تزوير توكيلات لإنشاء حزب الغد. ومصدر السخافة، بعيد عن الإحاطة بالتفاصيل والتي لا أدع أنني على إطلاع عليها، أن السيد أيمن نور شخصيا قد تحصل على أكثر من نصف مليون صوت انتخابي في انتخابات الرئاسة متفوقا على مجموع ما تحصلت عليه الأحزاب المصرية التي خاضت التجربة بما فيها الوفد، باستثناء الحزب الوطني. فهل من المقبول أو من المناسب بعد ذلك أن يستمر اتهامه بتزوير بضعة آلاف توكيل!
الخروج من هذه القضية موجود بحل في منتهى البساطة. الحل هو أن يعلن سيادة النائب العام أنه وحسب إرشاداتكم قد أمر بطلب تأجيل القضية لأجل غير مسمى... وتنتهي القصة بدون إحراج للقضاء ولا للدولة إن صدر حكم يتسبب في تكشيرة من تلك السيدة الناعمة المخيفة في ذات الوقت.

ثاني المشاكل هي ذلك المؤتمر الذي يريد "أقباط المهجر" عقده في واشنطن. تستطيع يا سيدي أن تؤشر فتهاجم الصحافة والمجلات الحكومية المؤتمر والقائمين عليه والمشاركين فيه، تستطيع يا سيدي أن تحجب ما يتنادى به المؤتمرون عن الداخل المصري. ولكن لن ينال هذا من مصداقية المؤتمر ولا من دعايته السلبية في حق الإدارة المصرية لدى المهتمين بالشأن المصري ومن بين هؤلاء الأخر الصادق المخلص ومنهم أيضا من لا ينبغي الوثوق بنياته. فلماذا يا سيدي لا تتعامل الدولة بذكاء وأريحية مع ذلك المؤتمر وتحوله بذلك من مؤتمر ذو وجه سلبي لسياسة الإدارة المصرية إلى دعاية إيجابية لانفتاح وتجديد أسلوب تعامل الدولة مع مواطنيها في عهدها الجديد!
السبيل لذلك سهل ومتاح، تعلن الدولة أن أقباط المهجر مصريون أقحاح مسلميهم ومسيحييهم، وأن الدولة تضعهم في مكانة المواطنين المتواجدين على أرض مصر، ولا بأس إن ارتأوا عقد مؤتمر لبحث ما يظنونه مطالب عادلة، وان الدولة سوف تكلف سفير مصر والذي هو ممثل الشعب المصري وليس أبدا ممثل النظام –والمفروض أنه كذلك مثل جميع التكنوقراط العاملين في الدولة- لحضور ذلك المؤتمر. وليذهب السفير ليس بشأنه ممثل سلطة بل ممثل شعب وليتناقش مع المؤتمرين هو وفريقه وليدلى برأيه ولينقل رأى المجتمعين لأهل القرار في مصر وليصير التحاور سبيلا بدلا من أن يختنق المطالب بمطالبه فيصرخ فيختلط الحق بالباطل.

ثالث المشاكل ورابعها وخامسها والى ما شئت التعداد سيادة الرئيس هو الإعلام المصري. سوء وتفاهة وجهل القائمين على الإعلام المصري هو السبب سيدي الرئيس في حصولكم عل ستة أو سبعة ملايين صوت فقط. لو تعامل الإعلام بحرفية مهنية وذكاء إعلامي لذهب عشرين مليونا من الناخبين إلى صناديق الاقتراع ولنالكم من هؤلاء خمسة عشر مليونا من الأصوات على الأقل. نعم كانت نسبة نجاحكم لن تتجوز خمسة وسبعين في المائة ولكن أيهما أفضل خمسة عشر مليونا من الأصوات ونسبة نجاح %75 أم ستة ملايين صوت وحتى لو كانت النسبة %88؟
سيدي الرئيس أنت رئيس مصر... وهذا المقام كبير وعظيم ولا يحتاج لثلة من المنافقين لتأكيد عظمته، المصريون يا سيدي كانوا يعبدون حكامهم ولم تكن البروباجندا قد تم اختراعها بعد ، فبالله عليك اطرد هؤلاء المنافقين الذين يأكلون على كل الموائد ويأتون بنتائج عكسية تماما بسبب غبائهم، وأنت على ما أظن تستحق أفضل من تلك النتائج الفقيرة التي سببها نفاق هؤلاء وجهلهم.

نقلاً عن إيلاف

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون