عصام نسيم


  20 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

لا علاقة بين الإبداع والإساءة
 
في مقال الأستاذ احمد الخميسي المنشور في الموقع بعنوان الرقابة والثقافة في مصر قد أشار عن قبضة الرقابة علي الأعمال الفنية وقد أشار علي بعضها وكان من بينها فيلم بحب السيما وقد أثير موضوع هذا الفيلم مرة أخري في الأسبوع الماضي علي احدي الفضائيات في برنامج استضاف أبونا مرقس عزيز  ومخرج ومنتج الفيلم وكان واضح الهجوم الشديد علي أبونا ومن معه الذين يريدون منع هذا الفيلم من العرض .
أولاً يجب أن نفرق بين الإبداع الفني والإساءة والتشهير فكلنا نريد الإبداع ونحب الفن الجميل الهادف حتى الناقد منه ولكن النقد الموضوعي وليس الإسفاف الذي نراه أو الطعن في عقائد أو إيمان .
وهذا ما كان يحمله فيلم بحب السيما فهذا الفيلم ونحن لا نعترض إن كان من الناحية الفنية فيلم جيد ولكن اعتراضنا علي هذا الفيلم هو ما يقدمه من صورة سيئة مغلوطة عن المسيحية والعقيدة الأرثوذكسية فهذا الفيلم مثلا لم يقدم مشكلة موجودة مثلا وقام بنقدها وقدم لها العلاج لكن كل ما قدمه هو تشويه وإساءة بالغة وطعن في المسيحية فهل هذا هو الإبداع  وللذين يقولون أن الفيلم يقدم استثناء وليس قاعدة وان مثل هذا الفيلم لا يغير من صوره الأقباط في المجتمع أقول لهم أبداً فنحن نعيش في مجتمع به مسلمين لا يعرفون الكثير عن ممارسة المسيحيين لعقائدهم وعبادتهم لذلك نراهم يألفون الحكايات والروايات عن مثل هذه الأمور وهذا شيء معروف لنا جميعا.
فالكنيسة أو الدير هي مكان مجهول بالنسبة للمسلم لا يعلم ما يدور بداخله مما يثبت ما لديه من أفكار خاطئة أخذها من جهلاء مهمتهم هي تشويه كل ما هو مسيحي . أذن عندما يأتي فيلم ويقدم هذه الصورة الفظيعة الكاذبة للمسيحيين وللكنيسة ولقس الكنيسة فمن حقنا أن نعترض ومن حق الرقابة أن تمنع مثل هذه الأعمال والتي تؤدي إلي مزيد من الرفض للأخر بل وتثبيت الصورة السيئة التي أخذت علينا .
فهل عندما يقدم لنا الفيلم الكنيسة علي أنها مكان لمواعيد الأحباء ومكان للشجار بل وضرب القس في داخل الكنيسة فهل هذا إبداع أم تشويه وطعن .
عندما يقدم مغالطات سواء في الفكر أو العقيدة فهل هذا إبداع .
ألم يجد مؤلف هذا الفيلم ومنتجه ومخرجه مشاكل للأقباط يستطيعون أن يقدموها ويبدعوا فيها ألا مشكلة المعاشرة الزوجية إثناء الصيام وغيرها من التفا هات التي قدمها هذا الفيلم الهابط في مضمونه ومعناه هل انتهت كل مشاكل الأقباط من قهر وظلم ومعاناة ولم يبقي إلا هذه التفاهات .
العملية ليست إبداع ولا أي شيء ولكن الحكاية أن مؤلف الفيلم وباقي الطقم لم يجدوا حيطة واطية في هذا البلد إلا الأقباط ويقدموا عليهم موضوع مثير يقوم بعمل ضجة ويأتي بمزيد من الإيرادات فمثل هذه المواضيع الجنسية الهابطة هي التي تأتي بإيرادات كبيرة في هذه البلد . أليس إذن من حقنا نحن الأقباط أن ندافع ونمنع مثل هذه الأعمال والتي تثبت مفاهيم خاطئة وصوره سلبية لنا
فالأقباط ليسوا ملائكة ولكن ليسوا أيضاً بهذه الصورة الخاطئة والتي يقدمها الإعلام عليهم فهم  أما يعانون من التدين  المريض أو نساءهم تخون أزواجهم أو كل بناتهم لا تحب وتعشق إلا شباب المسلمين فللأسف هذه الصورة التي يقدما الإعلام المصري عن الأقباط فنحن نريد الصورة كاملة صورة الإنسان القبطي وهو يمارس حياته الحقيقة سواء في منزله أو كنيسته أو عمله ، صورة فيها انفتاح على الأخر في المجتمع والذي ظل لقرون عديدة متجاهل ومنسي وكأنه لا يعيش في هذا الوطن .
وأكثر شيء محزن بالنسبة لهذا الفيلم أن مؤلفه ومنتجه مسيحي وأن كان من نوعية المسيحيين بالاسم فقط ولا يمت بأي صلة للمسيحية وأنا لا اجني عليه فمن ثماره نعرفه مثلما قال لنا السيد المسيح وأن فعلاً أتعجب من مثل هؤلاء الأشخاص وأقول لهم الم تجدوا أي شيء أخر تحققون من وراءه إيرادات إلا الإساءة إلي المسيحية والأقباط . أنكم فعلاً من عينة يهوذا الذي من أجل الفضة سلم سيده وأنتم من اجل الربح والشهرة  أسأتم إلي المسيحية والكنيسة والأقباط .
في النهاية نحن ضد الرقابة علي الإبداع والفن ولكن أيضاً يجب أن توجد ضوابط تمنع الإساءة والتشهير .
Essam nesim
 


E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون