عصام نسيم


  25 يونيو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

بلد شعارات

 

بقلم عصام نسيم

 

حقا هذه المقولة تنطبق مئة في المائة عل الشعب المصري فمصر أصبحت بلد شعارات وهتافات كلام في كلام الجميع يتكلم وخلاص أصبحت الشعارات في العقود الخمسة الماضية تشكل جزء كبير من حياتنا وثقافتنا  في مصر فالشعارات والكلام أصبحت هي شغلنا الشاغل شعارات لا تطبق وهتافات زائفة يرددها الانتهازيون والمنتفعون الكل يتكلم دون عمل ولو عملنا ربع ما نتكلم لا صبحنا أعظم الدول .

ومن الشعارات المضحكة والتي تتردد دائما في مصر هي شعار ( الشرطة في خدمة الشعب) وهذا الشعار في الحقيقة لا يمت للواقع بصلة بل يجب أن يصحح ليكون الشرطة في بهدلة الشعب أو الشرطة في إرهاب الشعب ونظرة بسيطة إلي ما يحدث داخل أقسام الشرطة وما يحدث من إهانات وسوء معاملة لا ي مواطن سواء كان مذنب أو لم تثبت  إدانته بعد خير دليل أيضاً معاملة ضباط الشرطة أو حتى ضابط المرور من اعتداءات وظلم للمواطنين تشعرنا أن رجال الشرطة هم أسياد الشعب المصري والشعب هو الذي في خدمتهم

أيضاً شعار ظريف لدرجة الهبل نراه دائما مكتوب علي أسوار المدارس بجميع المراحل وهو شعار

 (مدرستي جميلة نظيفة متطورة منتجة) 

ولا اعرف من هو عبقري عصره الذي اخترع هذا الشعار المضحك حقا ولأنني اعمل في التربية والتعليم اعرف جيد كذب وزيف هذا الشعار فأين هي المدارس الجميلة النظيفة هذه  فمعظم مدارس الحكومة شبابيكها وتختها  محطمة والفصول في غاية القبح أيضاً شكل الطلبة سواء في دخولهم أو خروجهم من المدارس والذي يكون في غاية الفوضى لدرجة أصبحت مشكلة أن توجد مدرسة في منطقة سكنية بسبب الضوضاء التي تجلبها هذه المدارس أيضاً لا اعرف أين  هذا المدارس المتطورة المنتجة أي تطور وأي إنتاج تنتجه الشيء الوحيد الذي تنتجه هذه المدارس هي جيل من أنصاف المتعلمين وعقول بعيده كل البعد عن التفكير العلمي والبحث عقول عندها العلم هو حفظ المواد صم ثم كبهم في ورقة الامتحان وكفي هذه هو التعليم .

هذان شعاران فقط من لستة الشعارات الموجودة في بلدنا شعارات نرددها ولا ننفذها وكما قلت سابقا الحكاية مجرد كلام .

نوع أخر من الشعارات أصبح موجود بقوه في هذه الأيام وهو الشعارات الدينية شعارات كل اهتمامها هو بالمظهر دون الجوهر فكل ما يهما هو خارج الإنسان شكله فقط والنتيجة أصبحنا في مجتمع مرائي يظهر من الخارج الفضيلة في شكل الملبس أو المظهر أو الأقاويل ولكنة بعيد كل البعد عن تطبيق ما يقوله ويردده وأصبح ينطبق عليهم قول السيد المسيح قبور مبيضة من الخارج  ومن الداخل عظام نتنة .

نوع أخر من الشعارات ينطبق هذه الأيام وهو شعارات الانتخابات وخاصة الرئاسية وفي هذه الشعارات والهتافات والتي أصحابها هو جماعة من المنتفعين أو الأفاقين يرددون بكلام هم في داخلهم أو فيما بينهم ينفونه تماما تراهم يهتفون والكذب في أعينهم ولكن الحكاية كلها نفع واستنفع .

ولكن علي ماذا تدل هذه مثل هذه الظواهر والتي أصبحت للأسف من سمات مجتمعنا أنها تدل علي أننا صبحنا شعب مكلمنجي شعاراتي لا تأخذ منه إلا كلام مزوق جميل ولكن للأسف ليس له علاقة بالواقع الذي نحياه والنتيجة هي ما نراه من صوره سيئة لمجتمعنا

ولذلك من أوائل خطوات إصلاح هذه المجتمع أن نؤمن بما نقول  ونردده ثم نسعى بكل قوانا لتنفيذه علي ارض الواقع أيضاً نحن نحتاج إلي الوضوح والصراحة في كل شيء أيضا علينا أن نكف قليلا عن الكلام ونبدأ في العمل الحقيقي فالعمل بجد وأمانة هو أول خطوه في تطور هذه البلد

ليتنا نكف عن ترديد الشعارات والهتافات ونبدأ في العمل الجاد .

Essam nesim   

 

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون