عصام نسيم


  29 يوليو 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

الجهل والخلط والإرهاب

قلم: عصام نسيم

في حلقة اذيعت مؤخرا من برنامج الاتجاه المعاكس علي قناة الجزيرة كان بين الدكتوره وفاء سلطان وشخص اخر يدعي الدكتور محمد بن احمد حول الارهاب والقتل في الاسلام .

وقد رايت في هذه الحلقة مشكلة المسلمين الحقيقية والتي فرخت المزيد من الارهاب والتخريب والدمار كانت هذه الحلقة بين شخصية متعلمة متفتحة تتكلم عن حياة تعايشها تمدح مجتمع هي استمتعت بالحياة فيه وجدت فيه ما لم تجده في بلادها الاصلية وبين شخصية اخري تمثل الغالبية العظمة من المسلمين شخصية شربت في تعاليمها رفض الاخر وكراهيته والعداء له, شخصية تهاجم لتبررارائها حتي لو كانت خاطئة تأخذ بعض الحقائق وتتغاضي عن الكثير من الحقائق الاخري تتخذ اسلوب الارهاب في حديثها سواء بالصوت العالي او عدم اعطاء فرصة للطرف الاخر بالحديث وتوضيح رأيه او بالالفاظ الغير لائقة او الاتهامات والتي توصف بالعبط ايضا تمثل الجهل الذي يعاني منه كل هؤلاء الاشخاص وقد وضحت لي هذه الحلقة ان مشكلة المسلمين الحقيقية تتمثل في ثلاث امور هي

الجهل - الخلط - الارهاب

هذه الامور الثلاثة هي محنة المسلمين الحقيقية ولو فهموا هذه الامر وعملوا علي تغيره ربما تحل مشاكل المسلمين ومشاكل العالم كله

رايت في هذه الحلقة الجهل واضح بشدة سواء جهل بالاخر او جهل بالتاريخ او جهل بالدين المختلف بل وجهل حتي في دين المتكلم .

كان جهل الضيف والذي كان دكتور رغم انني اشك في ذلك فاسلوبه اسلو شخص لم ينل تعليمة الا في كتاب القرية وليس في جامعات فرنسا كما يدعي وكان جهله بالتاريخ واضح جدا واخذه امور وتركه امور اخري تخدم رايه حتي لو وصل الامر للكذب ايضا وقد تجلي هذا الامر اثناء حديثه عن الايات القرانية عندما قال للدكتورة وفاء سلطان ( هاتي لي ايه تحض علي قتال الاخرين في القران ) وهنا يتضح اما جهله بالقران او تجاهله لامور في دينه هو يخجل منها ويتبرا منها ايضا وقد رد عليه شخص اخر يدعي باسم من امريكا وقال له المزيد من الايات القرانية المحرضة علي القتال ولكنه نتيجة لصوته العالي لم يعطيه فرصه في الحديث وهذا ينقلنا الي الامر الاخر في اسلوب هؤلاء وهو الاسلوب الارهابي حتي في الاحاديث فقد تجلي هذا الاسلوب في حديث هذا الشخص ضد الدكتوره وفاء والمتكلم الاخر سواء بالصياح او باسلوب الخطب الاهبل وكانه يعظ علي منبر جامع او بالسب والتجريح او بالاتهامات ضد الاخر واتهامات توضح لنا عن مدي عقلية المتكم المتخلفة مثل قوله ( يا امريكانية او اسيادك او انكم فعلتم كذا وكذا كل هذا هو نوع من ترهيب للمتكلم وهو اسلوب دفاعي نفسي يلجاء اليه الشخص ضعيف الحجة والبرهان ليدافع عن اراءه وافكاره الخاطئة وهو اسلوب كافة الاسلامين ومن يتبعهم عندما تناقشهم ,

ايضا ما يوضح لنا جهل وخلط بعض المسلمين لامور تخدم ما يقولوه عندما وضحت الدكتوره وفاء ان الارهاب في الغرب لا يعتمد علي ايات من الكتاب المقدس اوالي نصوص دينية ليبرروا حروبهم او قتلهم للاخرين نري هذا الدكتور ياتي لبعض المواقف من تاريخ الحروب الصليبة واقوال بعض بابوات روما ونري هنا الجهل والخلط واضح فاراء بابوات روما لم تستند علي ايات من الكتاب المقدس تقول ان يقتلوا المسلمين ولكنها كانت من وجهة نظرهم هي استرداد للاراضي التي اغتصبها المسلمين منهم .

ايضا في مداخله لشخص اخر من هذه النوعية وكانه اكتشف الذره عندما جاء بايات من سفر يشوع وسفر صموئيل فيها الله يقول لشعبه بمحاربة شعوب اخري ويقول بان لدي اليهود والمسيحيين ما يحض علي الحروب وقد رضت الدكتوره وفاء رض مقنع ولكن نسي هذا الجاهل الذي جاء بهذه الايات ان هذه الايات كانت في فتره معينة ووقت معين وانتهت بانتهاء الحدث وهي تذكر هنا كانها تاريخ فقط وليس كمرجع يرجع اليها من يريد ان يبرر قتله ونهبه للاخر مثلما يفعل المتطرفون المسلمون كان الشعب اليهودي اما في مرحلة دخول الارض التي وهبها له الله وقد حارب اليهود هذه الشعوب

ليطهروا هذه الارض من الوثنيين واصحاب الممارسات النجسة من هذه الشعوب ومثلما فعل الله قديما بالطوفان او بحرق سدوم وعموره اما حروب اسرائيل مع الفلسطنيين في سفرصموئيل فكانت دفاع عن النفس ولانهم كانوا في حالة حرب دائمة مع الفلسطنيين

وعلي كل حال فقد انتهت هذه الحروب وهذه المرحلة بمجئ السيد المسيح له المجد ونشره تعاليم المحبة والتسامح ونبذ العنف فالانجيل المقدس ( العهد الجديد ) كله لا توجد فيه ايه ولا نص يشجع علي القتل بل حتي الاساءة لاحد وعدم مقابلة الشر بالشر بل بالخير هذا هو الانجيل وهذه هي تعاليم المسيحية ففي التاريخ كله لم تقوم جماعة تقتل وتسفك وتنهب وتقول باسم الدين وتأتي بنصوص تدعم ما تقوم به ,وبالنسبة للحروب الكثيرة التي قامت في البلاد المسيحية ايضا لم تقوم هذه الحروب لان الدين او الكتاب المقدس يامرهم بذلك مثلما يحدث في الاسلام بل لمصالح شخصية او سياسة معينة.

واخيرا نقول لكي تتحرر مثل هذه العقول من جهلها وخلطها للامور واتباعها للاسلوب الارهابي سواء الارهاب بالقتل او الارهاب بالقول يجب عليها ان تنقي عقولها بكل ما علق بها من خرافات وتعاليم مضلة ومدمرة وتنفتح انفتاح حقيقي سواء علي العلم والمعرفة او الانفتاح علي الاخر في الانسانية وتنظر اليه علي انه انسان مثلها وليس عدو لها ولدينها , وقد اعجبن كثيرا قول الدكتوره وفاء للمتكلم عندما قال لها انه خريج جامعات فرنسا وكان يتمني ان يكون خريج الازهر رغم ان اسلوبه وتفكيره يدل علي انه ازهري حتي النخاع قالت له الدكتوره ان العلم ليس ان نتعلم في الجامعات ولكن ان نفتح عقولنا لهذا العلم , نعم فعندما يفتحوا مثل هؤلاء عقولهم ليفهموا سيدركوا الحقائق كاملة واضحة وهذه هي بداية اصلاحهم وان استمروا في غلق عقولهم علي ما بها من افكار عفنة ستمرالقرون والقرون وسيستمرون بتفكيرهم البدوي الجاهل الرافض لكل ما هو مختلف الذي لا يصلح الا لساكني الخيام

E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون