عصام نسيم


  18 اغسطس 2005

صفحة كُتاب الأقباط متحدون

essamnesim5000@yahoo.com  

لماذا كل هذا الهجوم علي قداسة البابا

بقلم: عصام نسيم

 

 لاحظت في الايام الاخيرة الهجوم الشديد سواء علي قداسة البابا او المجمع المقدس وخاصة بعد ان ادلي المجمع المقدس بيان بتأيد الرئيس مبارك للرئاسة لفترة قادمة وحث الاقباط علي انتخاب الرئيس مبارك في الانتخابات القادمة وقد اثار هذا البيان الجدل من كثير من الاقباط منهم الغيور فعلا ومنهم المنافق والذي يحمل ضغائن للبابا والكنيسة ووجدها فرصة عظيمة لاخراج ما به من كراهية وحقد للبابا وكان هذا واضحا في احد البرامج علي قناة فضائية.

واحب ان اوضح اولا انني لا اوافق علي هذا البيان فكل انسان حر في ما يختاره وهو مسئول عن اختياره ولكن ……

يجب اولا ان نعرف ان قداسة البابا ليس في حاجة لاي شخص ان يدافع عنه او يبرر قراراته فالبابا ليس بالشخص الذي يقول اي كلام بل كل قراراته في المرتبة الاولي لصالح الكنيسة والتاريخ خير دليل علي ذلك حتي لو لم نتمكن من فهم بعض القرارات في وقتها.

فمن يهاجمون البابا ويقولون ان هذا تدخل في السياسة ولا يجب ان تخوض الكنيسة في السياسة وان عمل البابا هو عمل روحي فقط وان كان هذا الكلام صحيح الي حد ما لكن هذا لا ينفي ان الكنيسة تتأثر بالسياسة تأثر شديد كذلك الكنيسة موجودة في مجتمع تتأثر وتؤثر به ليست في جزيرة منعزلة لا يهمها ما يجري من امور في هذا المجتمع كذلك يجب ان نفرق بين امرين وهما العمل بالسياسة و مجرد الرأي الذي تراه الكنيسة صالح للجميع فالبابا لا يتزعم حزب ديني او يريد تطبيق قوانين معينة في البلد ولكن كل ما يفعله هو الادلاء براي هو يراه نافع للكنيسة والمجتمع ككل كذلك يجب ان نعلم ان نظرة البابا للامور ليست مثل نظرتنا نحن فالبابا ينظر الي الامور نظرة واقعية يعلم ما سوف يحدث نتيجة لكل قرار بل كل كلمة يقولها لا يقول تصاريح انفعالية ويتراجع بها مثل ما يفعل الكثير ولكن بحكمته ونظرته الثاقبة للامور .

ثم من يقولون ان البابا والمجمع يتدخل في السياسة وهذا ليس عمل الكهنوت الم يكن ما حدث بين البابا والسادات من مشاحنات ادت الي اعتقال الكثيرين من رجال الدين وتحديد اقامة البابا بالدير الم يكن تدخل في سياسة الدولة الم يكن اعتراض البابا علي تطبيق الشريعة الاسلامية في الدولة تدخل في السياسة الم تكن مظاهرة القسوس والاساقفة في السبعينات احتجاجا علي اضطهاد الاقباط عمل سياسي والكثير والكثير مما حدث في تلك الفترة والصراع المعروف لنا جميعا بين البابا شنودة والسادات هل نقدر ان نقول ان هذا الصراع كان بعيدا عن السياسة .

هل نسينا تاريخ البابا شنودة الرجل العظيم الذي وقف امام الكثير من المحن والشدائد بكل قوه حتي عبرت الكنيسة هذه التجارب وهي اقوي. لماذا نلوم البابا في هذا القرار وننسي كل مواقفة والتي كانت ليست بعيدة عن السياسة في الماضي. ونأتي لنقطة اخرى علي قرار التأيد هذا, اكان من الممكن ان تسكت الكنيسة في هذا الامر, ان نقول كان السكوت افضل؟ ولكن مكانة الكنيسة في المجتمع المصري كان يجب عليها ان تحدد موقفها فليس من الممكن ان تتجاهل الكنيسة موضوع هام مثل الانتخابات الرئاسية ولا تدلي فيه برأي, اذن كان يجب ان تقول الكنيسة رأيها وهذا يقودنا الي نقطة اخري هل يوجد امل بان يأتي رئيس جديد منتخب غير مبارك؟ اقولها وبثقة مستحيل …..وكل ما يجري من عملية الانتخابات هذه علي الاقل في هذه المرة الا مسلسل بايخ معروفة نهايته للجميع وهذا ليس يأس مني ولكن واقعية, فنحن نريد التغير ولا نريد التوريث او التمديد وهذا رأي الكنيسة ايضا ولكن هذا لن يحدث بمثل هذه الانتخابات الزائفة والمعروفة نتيجتها من ألان. اذن فالبابا والكنيسة يعرفان نتيجة هذه الانتخابات مسبقا وتعرف انه مجرد تحصيل حاصل فكان تحديد موقف الكنيسة هل هي مع او ضد وكما قلت سابقا كان يجب ان تحدد الكنيسة موقفها فلنتخيل لو كانت الكنيسة أيدت شخص اخر غير مبارك لكانت الكنيسة اتهمت بالعمالة والصهيونية وكل قائمة الاتهامات الخيبة كذلك لو كانت سكتت ولم تؤيد اي شخص اخر لكن فسر هذا ايضا تفسير خاطئ ايضا وربما كانوا المتهمين لها الان بالتدخل في السياسة كانوا اتهموها في هذه اللحظة بالسلبية وألا مبالاة اذن فالكنيسة ملامة في كل الاختيارات اذن فلتختار القرار الصالح لها في المستقبل وفي فترة الرئاسة القادمة لمبارك وهو ما فعلته.

وعلي العموم علي كل المتشنجين ضد القرار, فان الكنيسة قالت بيان تأيد ولم تلزم الاقباط علي ترشيح مبارك او تقول مثلا ان الذي لا يرشح مبارك سوف يحرم من الكنيسة اويعاقب كنسيا. اذن الكنيسة قالت بيانها ورايها وكل انسان مازال حر في اختياره.

نقطة اخري اقولها لمن يقومون اليوم بالهجوم علي المجمع المقدس ويريدون التغير والديمقراطية نحن لاننكر انه توجد بعض الامور الخاطئة والتي يجب ان تتغير ولكن ليس بهذا الأسلوب فالكنيسة لها نظامها وقوانينها التي تحكمها والتي وضعها رب المجد ورسله المكرمين كما ان ما يصلح لحكم العالم لا يصلح داخل الكنيسة ففكر الكنيسة مختلف عن فكر العالم وحتي قوانين وعقوبات الكنيسة مختلفة عن ما في العالم.

كذلك من يتهمون الاساقفة في المجمع بالكثير من الاتهامات يجب ان يعلموا ان الكثيرين في هذا المجمع قد حبسوا وأهانوا وضربوا سواء في فترة السادات او أوقات أخري فهؤلاء هم المدافعين عن الكنيسة ضد اي خطر وهم من يقومون بنشر المسيحية الحقيقية في العالم كله كقول المسيح له المجد.

وان كان يوجد بعض المخطئين او السلبيات فيجب ان تحل بقانون الكنيسة والذي علمه لنا السيد المسيح وهو الحب فالمحبة تستر  وليس بأسلوب العالم الخالي من المحبة سواء من تشهير او اتهامات ….الخ  وكما قلت سابقا ما يصلح للعالم لا يصلح للكنيسة. 

اذن يجب علينا ان نثق في كنيستنا وفي  حكمة البابا شنودة ونعي ان كل ما يأخذ من قرارات يكون في الاول لصالح الكنيسة وشعبها ويجب علينا ان لانعطي خفافيش الظلام أعداء الكنيسة لبث روح الفرقة والانقسامات داخل ابناء الكنيسة الواحدة فكنيستننا قوية مادام أبنائها متحدين وان نستمع الي كلمات بولس الرسول,

 

+   و لكنني اطلب أليكم أيها الأخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن  تقولوا جميعكم قولا واحدا و لا يكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد و رأي واحد   ( 1كو 1 : 10 )

 والرب قادر ان يحفظ كنيسته  المقدسة ويحميها من أعدائها

 

 

Essam nesim 

 



E-Mail: info@copts-united.com

Copts United

لأقباط متحدون